في أواخر العام 2005 ومع بدايات قطف ثمار انتخابات الاصبع البنفسجي الموغل بوحل ديمقراطية الاحتلال الاميركية ظهرت شريحة من طلبة الجامعة المستنصرية المؤمنة بشعار ( كلمن إيدو إلو ) تجسيدا لهذه الديمقراطية فبدأت تفرض قوانين الرعاع على ثاني أقدم جامعة عراقية بعد جامعة بغداد وياللأسف ! حيث الترهيب بالانتقام والخطف والقتل من سمات ديمقراطيتهم تجاه كل من يجد من شجاعة فيقف بوجههم مسئولا كان أم طالبا ... تمكنت هذه الشريحة من نشر مفاهيم ديمقراطية رعاع البقر بيسر وسهولة داخل الجامعة وكلياتها في ظروف ساهم من مسك السلطة بالعراق حينها بمباركة بول بريمر على إختمارها ... فلا رئيس جامعة ولا عميد كلية ولا رئيس قسم يتسنم منصبه الا بتزكية هؤلاء الرعاع وتلك التزكية بالتأكيد لا تعطى إلا مقابل شروط أبسطها كاف لذبح القيم الاكاديمية من الوريد الى الوريد ! ... أستغل التيار الصدري نجاحات هذه الشريحة من المؤمنين (!) ليستقطبها مستغلا كل الامكانات التي أتيحت له من رئيس وزراء طائفي حاقد ووزير داخلية إيراني لدم العراقي سفاك مترصد لتسجل هذه الشريحة انتمائها للتيار فترتفع شعارات كلا أمريكا جنبا لجنب مع شعارات كلا فلان ... وفلان أستاذ جامعي اختلفوا معه مذهبيا أو مسؤول رفض المساومة على مبادئه أو قديكون بسب خلاف على سحت حرام ... عوائد كافتيريا أو أرباح مكتب إستنساخ أو بارك سيارات ! والادهى من ذلك كله عندما يرتفع شعار كلا كلا فلان لأن فلان رفض نجاح طالب منهم من مرحلة جامعية لاخرى وهو لا يكاد يفك الخط !.....
برز من بين هذه الشريحة أحمد أبو النفط ليتزعم المؤمنين ويعيث في حرم الجامعة فسادا والويل كل الويل لمن يعترض أستاذا كان أم طالبا فالخطف بانتظاره والتغييب مصيره ! كل هذا يجري وحكومة فرض القانون تلتزم الصمت بسكوت مريب والسكوت كما يقال علامة الرضا ! إلا ان المفاجأة جاءت عندما أختلف أبو النفط مع رئيس الجامعة حول عوائد مشروع يجري تنفيذه فهدد أبو النفط وأزبد وعربد لتخرج مظاهرة من المؤمنين صباح اليوم التالي مطالبة بتنحي رئيس الجامعة يتزعمها أبو النفط نفسه وهكذا كان بصدور قرار من وزير التعليم العالي يعفي فيه رئيس الجامعة الفاسد الذي فاحت روائح فساده الافاق ويعين آخر ... سارع رئيس الجامعة المقال ليعتذر من أبي النفط متنازلا عن بعض أرباحه من عوائد المشروع لتخرج المظاهره الايمانية وفق صيغ الديمقراطية في اليوم الثاني ترفض رئيس الجامعة الجديد وتطالب بإعادة المقال ! وهنا لعب نوري المالكي دورا خبيثا عندما همّش على كتاب رسمي بعبارة ( الوزير لا يملك صلاحية إقالة رئيس جامعة !) .... أخذ ابو النفط وحثالاته في الجامعة يدورون في أرجائها يحملون هامش المالكي متفاخرين بسطوتهم لا على رئيس الجامعة حسب بل على الوزير ذاته ! ...
تزايد تاثير الشريحة الايمانية فزاد عبثها وفسادها حتى بات الامر لا يطاق فالدعاة من جماعة المالكي يطالبون بحصصهم والثوار من جماعة المجلس يتصيدون بماء الجامعة العكر محاولين إلحاقها لسطوتهم كما هو حال جامعة بغداد حيث عمار الحكيم يصول ويجول هو وزينبياته متخذا من الجادرية أوكارا يتصيد بها المؤمنات !! .. بعد ان وصل الحال لما هو عليه قرر رهط من الاساتذة يساندهم لفيف من الطلاب التظاهر استنكارا لما يجري في حرم جامعي كان العراقيون يتباهون به يوما ما ... ولما كان التظاهر غير ممكن في الجامعة بسبب وجود الشرائح المؤمنة فقد تم لهم ذلك وبسرية عالية في ساحة الفردوس يوم الاربعاء بتاريخ 15/10 ليصل خبر المظاهرة لشرائح الايمان والديمقراطية لترتفع شعارات كلا كلا لكل شيء دون تمييز وبتصرف أحمق ... أغلقوا الابواب ... كسروا ... حطموا ... لعنوا ... توعدوا ... بينما هرب الاساتذة والطلاب من منافذ خلفية وطرق ملتوية خوفا من عقاب عشوائي ... أما من قام بالتظاهر من أساتذة وطلاب فلم يعودوا لجامعتهم حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا ..
أرتد السحر على الساحر فسحب البساط من وزير يتخذ قرارا يعالج من خلاله فساد رئيس الجامعة ومعيته من كاولية الديمقراطية العاهرة كان سببا في تأزم الامور ووصولها للحد الذي وصلت إليه من فوضى وأعمال شغب وصلت قمتها يوم الخميس 16/10 فأضطر معها المالكي لغلق الجامعة أسبوعا وتعطيل الدراسة ومنع كافة النشاطات السياسية داخلها وإغلاق الاتحادات والروابط الطلابية التي أتخذت من تسمياتها ستارا لاعمال إجرامية لا تليق بميدان رعاة بقر ناهيك عن حرم جامعي ... ويكفي المالكي وحكومته عارا ان تصف مضطرة بعد فوات الاوان وبسبب مشاركتهم بما جرى ... أن تصف ما يجري في جامعة كانت مثار إعجاب العراقيين والعرب والعالم يصفها بمسرح شغب وأعمال عصابات !
وهنا لا بد من وقفة أمام مجريات الجامعة المستنصرية فنقول ما الفرق بين ما يجري فيها وما يجري في العراق لا فرق البتة ! فالسرقة والفساد في الجامعة على قدم وساق كما في العراق كله ! وتصارع الاحزاب السياسية الحاكمة لضمان مصالحها من سحت حرام داخل الجامعة وتقاسم سطوة السلطة هو ذاته ذاك التصارع الذي يجري في العراق ككل ! ورفض المسؤولين التنحي عن مناصبهم رغم صدور أوامر بذلك صادرة من مراجعهم المخولة هو ذات ما يحدث في بغداد والمحافظات ! والادهى من هذا وذاك هو تجيير إرادة العراقيين فما عادوا يتظاهرون بمليء إرادتهم ووفق قناعاتهم بل وفق ما يأمرون به كيفما تتسرب الاوامر من سراديب عفنة ودهاليز موبؤة ... يباع العراق خردة فلا تجد متظاهرا ! ... تسجل الارض والعرض ملكا صرفا للاجنبي فلا ترى متظاهرا ! لان إذنا لم يصدر من الآيات ولن يصدر ... تنتهك حرمة العراقيين في بيوتهم فتبحث ولا تجد من معترض متظاهر ! ... ومن يحاول الاعتراض والذود عن الكرامة يطوف عليه أولاد الزانية إعتقالا وتعذيبا كما يجري اليوم في محافظات عدة أو يخمدوا أصواتهم بأسلحة دمار كما جرى في الزركة فجعلوا منهم عبرة لمن يعتبر !! ... أما وإن فقد تيار أو حزب بعضا من سحته الحرام تراهم يخرجون ويتظاهرون ... وإن جاء أمر الصنم اللات منهم أو العزى بشجب موقف دولة فضحت إيران وسياستها تراهم يخرجون يكيلون التهم جزافا ... إنها المكيدة الكبرى التي جيّروا من خلالها إرادة العراقيين وفق مخطط وضعه دهاقنة يهود وكهنة عجم في ليلة سوداء آن لها ان تنجلي ليبزغ فجرها محملا بماء دجلة والفرات لغسل كل هذا العار الذي لحق بنا .. فهل أنتم لما أقول مدركون ؟ أللهم بلغت أللهم فآشهد.
مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/
هناك تعليقان (2):
نعم صحيح هو صراع أحزاب وما حدث كان من قبل التيار الصدري والمجلس الاعلى إحتجاجا على تعيين المالكي واحد من جماعته رئيسا للجامعة ... تم تكسير وتهشيم الكثير من المرافق ههههههههههه كلمن إيدو إلو
فاتني ان أذكر ان المخربين مازالوا حتى اليوم الخميس يعتصمون في مباني الجامعة وقوات امنية تحاصرهم هذا كلام اهالي المنطقة حيث ان الطلاب لم يداوموا في الجامعة
إرسال تعليق