إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...
الجمعة، نوفمبر 06، 2009
تأملات في وثيقة مصنفة(سري وشخصي وعاجل جدا)صادرة عن المالكي
من المعلوم ان وثيقة بهذا التصنيف لن تجد طريقها لوسائل الاعلام لدى كل حكومات العالم حتى تلك المسحوقة في أعماق التخلف والانحطاط ... أما ان تنشر في ذات الاسبوع الذي تصل فيه للجهة المرسل إليها فهو ما لا يحصل الا في العراق المستباح في كل شيء ! وحديثنا يتعلق بكتاب صادر عن مكتب نوري المالكي وموجه لرئاسة ما يسمى بمجلس النواب وهذا الكتاب بسبب ما يحويه من فضائح أحب المالكي ان يصنفه بالسري والشخصي وجعله جد عاجل بسبب ضيق ذات الوقت في محاولة لانتشال وزير فاسد أزكمت فضائحه الانوف كما سبق وان انتشل وزير تجارته عبد الفلاح السوداني ليلعب ويرتع في لندن اليوم بأموال العراقيين ليس حبا فيه بالتأكيد فشخص مثل المالكي لا يحب حتى نفسه ولكن لمنع فضائح اكبر كانت وماتزال مستترة سيكشف عنها المستقبل القريب بإذن الله ليرى العراقيون كم الدناءة والضحالة الهائل الذي يسبح في مستنقعه هؤلاء الذين جعلهم القدر- لحكمة ارادها- حكاما على العراق !
والكتاب الوثيقة صدد البحث يتعلق بثني هيئة رئاسة البرلمان عن استجواب حسين الشهرستاني وزير النفط حيث يبدأ المالكي في مستهل كتابه بالحديث كالعادة عن الانجازات الامنية الكبرى كما يصفها والتي يزعم انها تحققت في عهده ! وما زال أنين ثكالى الاحد الدامي يسمعه البعيد إسوة بالقريب وحيرة يتامى الاربعاء الاسود وهم يقلبون اشلاء الضحايا علّهم يعثروا على أب مغدور أو حتى بقايا من بقاياه ... وما يتندر به العراقيون بصوت باك مبحوح عن محقق توصل لحقيقة فعلتهم الجبانة فأردوه قتيلا في عقر دائرته بمسرحية أخرجها بجهالة وزير داخلية المالكي ذلك النمرود الذي يراه البعض وطنيا ويسوقون فاحشته على انها وطنية !..
بعد ان ينهي المالكي حديثه عن أمنه المفقود يتطرق لاعمار العراق هذا القميص الذي تثوّب به طيلة أربع سنين خلت تحول خلالها اعمار العراق لتحويلات مليارية تساق لحسابات شخصية خارج العراق من غير ان تمر به أو تخرج منه محمولة على أكتاف السوداني تارة وعلى ظهر ياسر نجل صولاغ تارة اخرى وفي جيوب أحمد نجل المالكي مرة وجيوب صهره زوج صغرى بناته مرة أخرى أو حقائب صهره زوج الكبرى متخفية بين آثار بابل ونمرود وآشور ... وقبل هذا وذاك عبر تريلات النقد الحر لصاحبها عمار الحكيم حيث الاخير لا تنفع معه حقائب أو جيوب وتحول المسائلة عن غسيل الاموال دون تحويلها بحسابات بنكية ! وهنا أسترعي إنتباه القراء بان حديثنا يدور حول مليارات وليس ملايين فالحديث عن الملايين يطول لا يغطيه مقال ولا كتاب بل ربما يحتاج لمجلدات تسبر غوره ليمتد الى كل المفاصل الدنيئة الدنيا مرورا بالوزراء والنواب والمستشارين ومجالس المحافظات السابقة والحالية والقائمة تطول وتطول والمثل العراقي يقول ( جيب ليل وخذ عتابة !) ...
ثم ياتي المالكي في كتابه الفضيحة لبيت القصيد مسألة بيع نفط وغاز العراق والذي يسميه استثمارا وكيف ان استجواب الشهرستاني سيضعضع ثقة الشركات الاستثمارية ! هل سمعتم يوما بلص تضعضعت ثقته وهو يسرق لصا آخر ؟ هكذا يريدنا المالكي الفهيم ان نفهم فالشركات الاستثمارية اللصوصية بحقلي النفط والغاز لا تحتاج لاستجواب وزير النفط لتتأكد من لصوصية حكام العراق فهي أدرى بذلك ومنذ جولة استدراج العروض الاولى وما قبلها بل منذ عام 2003 عندما دخلت العراق هي الاخرى مهرولة كما هرول العملاء خلف دبابات المحتل بل حتى منذ أيام مؤتمر لندن عندما كاشفهم اللعين زلماي خليل زاد بالبير وغطاه ...
ثم يأتي المالكي لخلاصة ما يريد قوله فهو يرى ان استجواب الشهرستاني في الوقت الراهن بمثابة رسالة غير مشجعة لشركات الاستثمار اللصوصية تمنعها من دخول سوق النفط والغاز في العراق وبالتالي كما يزعم ان الاستجواب سيصب في صالح من قام بتفجيرات الاحد والاربعاء ! ... إن فذلكة المالكي هذه النابعة عن ضحالة فكرية حتمتها عمالة غير مسبوقة يريد ان يقول من خلالها لهيئة رئاسة مجلس النواب ان السكوت عن فساد الشهرستاني مطلوب حاليا كي لا يهرب من سيعيث فسادا في ثروات العراق النفطية من شركات إستثمارية ترتبط بالمحتل بوشائج القربى والمصالح المشتركة ... هل سمعتم يوما بهذه المعادلة الغريبة ؟ نسمح بفساد داخلي لنضمن فسادا خارجيا أوسع ! معادلة كهذه لا تمرر الا على مجلس يسميه البعض بمجلس الدواب وأراهم على حق !
وحتى نستوفي الموضوع حقه لابد لنا من التعرف على الشخص أو الجهة التي سربت مثل هذا الكتاب الذي ينبغي حفظه في إضبارة السري والشخصي .. فالكتاب موجه لهيئة رئاسة البرلمان ولا نسخ إضافية لغيرها ومعروف ان هذه الهيئة تتألف من ثلاثة رئيسها أياد السامرائي ولا نراه صاحب مصلحة في تسريبه فالرجل عاد توا من ايران بعد ان أحتضن أحمدي نجاد وقبّله ثلاث قبلات حارة واحدة على كل خد وثالثة على الجبين ومعروف ان من يزور إيران من سياسيي العهر في العراق يرغب ببركاتها ويروم رضاها لجولة قادمة .. أو درءا لكاتم يصوب نحوه أو بلاستيكية لاصقة تثبت تحت مقعده ... أما خالد العطية النائب الاول فهو مجلسي إبن إيراني حفيد صفوي تربطه بحسين الشهرستاني الايراني أمتن الوشائج وكان له الدور البارز في تأخير إستجوابه بمعنى ان خالد عطية يبقى خارج دائرة الشك ... من تبقى ؟ عارف طيفور ! الكردي الملتزم بالانفصال من على منبر برلمان العراق ( الواحد الموحد !! ) وهنا نسأل ما الذي يدفع طيفور لتسريب الكتاب الوثيقة ؟ هل يقصد بهذا المساس بالمالكي و حسين الشهرستاني ؟ الجواب نعم ! وإليكم أصل الحكاية ...
تعلمون ان كركوك التي حولها اكراد الحزبين لمدينة غالبية سكانها النسبية من الاكراد على الطريقة البريمرية سيئة الصيت بعد 2003 والتي يريدونها ضمن إقليمهم المسخ اللقيط ولما كان نوري المالكي الذي يترأس الوزارة العراقية غير قادر على منحهم كركوك بحكم كونه غير قادر على ذلك وليس كونه لا يرغب بذلك خصوصا إذا تزامن هذا المنح مع وعد ببقاءه رئيسا للوزراء فإن أكراد الحزبين يحاولون الضغط عليه لشرعنة هذا المنح ...
ان مشكلة اكراد الحزبين تكمن في محاولة سرقة اكثر واكبر ما يمكن من مقدرات العراق مستغلين جو الاحتلال البغيض الذي يئن تحت ضغوط أبرزها الفعل المقاوم العراقي وبالتالي قد ينسحب أن لم يندحر في وقت قريب مما يفقدهم الكثير مما يتمتعون به اليوم ... وبناء عليه فهم يحاولون الضغط بأقصى قدر ممكن للسباق مع الزمن متناسين ان رئيس وزراء عراقي أيا كان غير قادر على التلاعب بمصير العراق وهذا لا ينطبق على العميل المالكي حسب بل أيضا على سلفه الافغاني ابراهيم الاشيقر الذي لم يتمكن من مجاراة الطمع الكردي في كركوك المستوحى صهيونيا مما أدى لعزله بفعل الضغط الكردي المدعوم أميركيا !
أما الشهرستاني فالامر واضح وجلي ويتعلق بعمولات مليارية عن عقود تصدير النفط ناهيك عن بيعه بثمن بخس لا يتناسب والاسعار العالمية مقابل حصص تجد طريقها في حسابات أرصدتهم جعلها الله كاوية جباه في الدنيا قبل الاخرة ... الشهرستاني يريد لنفسه وبقية الشلة من حرامية العراق حصصا في عمولات تصدير نفط شمال العراق بينما يريدها أكراد الحزبين حلالا زلالا في بطونهم من دون شريك ! .. جعلها الله زقوما تحرق به الامعاء .. من هنا كان العداء المستحكم بين الشهرستاني وبطانته من جهة ولصوص الشمال من جهة أخرى مما جعل المالكي ومن اجل كسب ودهم يسارع بالموافقة على تصدير نفط الشمال بصلاحية كردية مطلقة دون الرجوع لبغداد فكانت نعمة أنعمها المالكي عليهم لا ينغصها الا تحرشات الشهرستاني بين حين وآخر يزعزع من خلالها شرعية عقودهم النفطية ! بغية الحصول على قسط من عمولاتها ! بينما يصر اللصوص الكرد على الاستحواذ عليها كاملة .. الا ان مطلب أؤلئك اللصوص من المالكي يبقى التنازل عن كركوك ! وهو ما ليس بقادر عليه الا انهم في غييهم يعمهون ...
في اليوم الذي وصل فيه كتاب المالكي السري والشخصي والعاجل جدا لبرلمان الدواب تم تسجيله واردا في (مكتب الرئيس) بالعدد /م.د/ 733 وبتاريخ 26/ 10 /2009 ... وفي بدايات تشرين الثاني تصدرت صورة الكتاب الصفحات الأول لوسائل إعلام كردية تابعة للحزبين ! ورب سائل يسأل عن مغزى هذا التأخير الحاصل في النشر والجواب هو تأخير مقصود من أجل توزيع دم القتيل كما يقولون فرئيس مجلس النواب لم يهمش على الكتاب إلا بتاريخ 31/10/2009 وبالعبارة التالية ( بناء على طلب دولة رئيس الوزراء يعمم الكتاب على رؤساء الكيانات السياسية ) فأي رئيس كيان كان وراء تسريبه ؟ وهكذا بات الفاعل مجهولا كالعادة ! إنها حبكة يهودية تعلمها أكراد الحزبين من أسيادهم بني صهيون .. وبين حبكة يهودية وأخرى صفوية يضيع العراق كما يخططون ولكن خاب مسعاهم فالعراق أكبر من ان يضيعه أراذل كهؤلاء ... وغدا لناظره قريب .
مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 3 تعليقات:
والله عاشت ايدك على كولت عرب العشاير
كفو من اهلها
البرجوازي العراقي
الشكر موصول لاخي البرجوازي العراقي على مروره الكريم أولا وعلى درج الموضوع ضمن مقاله عن عبقرينو الطغمة الحاكمة ! الوارد بمدونته (البرجوازي العراقي) على الرابط :
http://birjwazi.blogspot.com/2009/11/blog-post.html
وقعت وزارة النفط يوم امس الاثنين اتفاقا مبدئيا مع كونسورتيوم شركات تقوده ايني الايطالية لتطوير حقل الزبير النفطي الذي تبلغ احتياطياته أربعة مليارات برميل. وتقول ايني ان من المتوقع أن تستثمر مع شريكيها وهما اوكسيدنتال بتروليوم كورب وكوجاس الكورية الجنوبية عشرة مليارات دولار في حقل الزبير لزيادة الانتاج الى 1.125 مليون برميل يوميا من 195 الف برميل يوميا حاليا وذلك خلال سبع سنوات. فيما قال وزير النفط حسين الشهرستاني انه يتوقع أن تستثمر شركة النفط الايطالية الكبرى ايني والشركاء 35 مليار دولار في حقل الزبير النفطي خلال ست سنوات. وتبلغ احتياطيات حقل الزبير أربعة مليارات برميل. واضاف الشهرستاني ان «الاستثمار المتوقع أن يصل الى مستوى ثابت من الانتاج عند 1.2 مليون برميل يوميا يبلغ نحو 20 مليار دولار في صورة رأسمال و15 مليار دولار تكلفة تشغيل وهو ما يعني أن اجمالي الاستثمار يبلغ 35 مليار دولار خلال السنوات الست المقبلة». الى ذلك قال مصدر ملاحي ان خط أنابيب كركوك
لنفرض مايلي نظرا لقلة المعلومات المنشورة !!!!
سعر بيع برميل النفط ٦٠ دولار
زيادة خطية في الانتاج على مدى ٦ سنوات ( او ٧ ) سنة واحدة ليست مشكلة !!!
واردات النفط خلال ٦ سنوات ٩٠ مليار
حصة شركة ايني الايطالية ٣٥ مليار لنفس المده ( ايراد سنوي ~ ٦ مليار)
اي ٣٨ بلمائة من الايراد الكلى و ٣٨ بلمائة من حجم المكمن !!!
على القارئ ان يسنتج فوائد هذه الصفقة!!!
IRQ98
إرسال تعليق