تدخل ( القنادر ) في مفهوم الشارع العراقي البسيط حدا لا يصدق فهي دليل قيافة واناقة الشخص رجلا كان أم إمرأة فكلما كانت ( قندرته ) أكثر لمعانا كلما أستحوذ على تقدير المحيطين به إلا ان لهذه ( القندرة ) تأثير بالغ في إهانة الاخر فرفعها بوجه أحدهم ناهيك عن رميها نحوه يشكل إهانة ما بعدها إهانة بل ان مجرد ان يرفع الشخص ساق على ساق بشكل ترتفع معه ( قندرته ) بوجه المقابل يشكل نوعا من الاستهانة والتحقير بغض النظر ان كان مقصودا من عدمه ... ورغم هذا كله ( فللقندرة ) إهتمام بالغ في الشارع العراقي منذ ان عرف العراقيون الاحتذاء بها فكان الاسكافيون والصباغون ومعامل تصنيع ( القنادر ) قد عرفت منذ عصور قديمة ...
ومنذ ان ظهر شعار ( فلان القندرة وعلان قيطانها ) أيام الانتداب البريطاني للعراق وبعده حتى سارع هذا الاخير بإيجاد طريقة يكسر بها هذا الشعار الذي بات مضرا بشخصيات متعاونة معه فكان ادخال ( قندرة ) القبغلي للعراق وهي تحتذى دون الحاجة لقيطان والتي أنتشرت بين أوساط العراقيين لسهولة إحتذاءها كما هي سهولة نزعها مما كسر بالفعل الشعار الذي ذكرناه وما عاد العراقيون يتذكرونه إلا لماما ...
إلا ان سهولة نزع ( القندرة ) القبغلي أدخل الوضع بإشكال جديد فما ان يغضب أحدهم حتى يبادر وهو في قمة غضبه الى نزعها ورميها بإتجاه المغضوب عليه والذي أقدم على فعل أثار حفيظة الرامي الى حد لم يعد قادرا على التحكم بغضبه ... ولو كانت هذه ( القندرة ) من النوع القديم بقيطان لاستغرق نزعها وقتا يتيح للغاضب التفكير مليا بما يقدم عليه ولربما عاد الى هدوءه وتراجع عن فعلته ... ورغم ان استخدام ( القنادر ) القبغلي منها وبقيطان لاغراض الاهانة أمر نادر الحدوث في العراق حتى ان سنوات طويلة تمر دون ان تسمع بحادثة من هذا النوع وذلك لطيبة أهله وتسامحهم المعروف وهم أبناء وطن واحد تعددت تشكيلاته وتنوعت أزاهيره ... إلا ان التحوط واجب خصوصا إذا كان المغضوب عليه محتلا أجنبيا أحال البلد الى كومة خراب أجلس فوقها غربان الاحتلال السود من قشامر اميركان وببغاوات فرس...
ما جرى في المنطقة الخضراء جدا حد السواد ان السيد المالكي ومن حوله من مستشارين وعناصر حماية لم يلتفتوا لهذه الحقيقة لانهم ببساطة ليسوا عراقيين وان كان منهم عراقيا فلم يعش بالعراق لفترات طويلة مما أفقده الحس العراقي بمجريات الشارع وإن كان البعض يعتقد ان تعودهم على ( الكالات ) الايرانية كان من المفترض ان يعوض عدم معرفتهم بالشأن العراقي إلا ان ل ( الكالات ) الايرانية حديث آخر وإستخدامات أخرى لا علاقة لها بما هو شائع بالشارع العراقي ... أقول ان المالكي ومستشاريه وحمايته قد رفضوا توجيه اللوم اليهم بإعتبار ان ما جرى كان خرقا أمنيا على أساس ان مهاجمة بوش لم تجر بسلاح ناري أو أبيض مما يرفع عنهم الملامة في سوء التدبير الامني !! ولو كان هؤلاء عارفين بمجريات الشارع العراقي وتأريخ العراقيين لاحتاطوا ( للقنادر ) القبغلي سهلة الخلع وسريعة الرمي ولما جرى ما جرى على رؤوس الاشهاد من حادثة جعلت الرئيس بوش يصاب بالاسهال ل 72 ساعة تلت الواقعة رغم كل أدوية ( الانتروستوب ) التي استخدمت معه حيث لم يتمكن من مواصلة الحديث لاكثر من خمس دقائق في أفغانستان مع غلامه الافغاني ملا كرزاي ورغم مزاعمه بان ما جرى كان تعبيرا عن ( الحرية !!) التي يشهدها العراق بفضل حماية القانون الذي شرع غلامه المالكي برفعه شعارا ...
المهم في الموضوع ان مستشاري المالكي تنبهوا أخيرا لسلاح القبغلي العراقي فأوعزوا لصبيانهم بغلق كافة المعامل العراقية التي تنتج هذا النوع من الاحذية والاقتصار على النوع المزود بالقيطان كما تطوع فورا وزير التجارة بمنع استيراد الانواع القبغلي منعا باتا مما ساهم في إرتفاع أسعار ( القنادر ) القبغلي بالعراق التي باتت تباع سرا وبأسعار خيالية ونصيحتي لكل الاخوة العراقيين ممن يملكون القبغلي الاحتفاظ بها لان يوم استخدامها بات قريبا وقريبا جدا ...
ومن ناحية أخرى أنتهز الايراني فوزي حريري وزير الصناعة هذه الواقعة فقام من فوره بالسفر الى ايران والاجتماع مع ممثلي الصناعة هناك لتصميم وصناعة قفل حديدي يتم من خلاله منع فتح القيطان ( لقنادر ) لكافة زوار المنطقة الخضراء ولا يتم فتح القفل الا بخروجهم منها وخصوصا أؤلئك الذين يحضرون المؤتمرات الصحفية في وقت ما زال محمود المشهداني مصرا على نزع ( القنادر ) قبل الدخول لمجلس النواب علما ان أخبارا تشير إلى انه أي المشهداني ينظر بتعميم هذا الاسلوب على النواب انفسهم بعد تلقيه مقترح بذلك من نائبه خالد العطية ألذي أشار الى خشيته من قيام نواب التيار الصدري بإنتهاج أسلوب القذف ( بالقنادر ) وخصوصا وان ألتيار المذكورأشاع في الاوساط الشعبية الى إنتماء الصحفي منتظر الزيدي للتيار المذكور نكاية بالحزب الشيوعي الاميركي العراقي الذي هو ألآخر نشر شائعة بين أوساطه تشير لانتماء الزيدي لصفوفه والتي صدقها البعض ومنهم مواقع ألكترونية على حس الطبل خفن يا رجليّ والتي أشارت إليه باليساري وعادت في اليوم التالي لتلمح بإنتماءه للصدريين ... ولله في خلقه شؤون .
وحتى يتم التطبيق الفعلي لمنع إحتذاء القبغلي وإنجاز تصنيع الاقفال الايرانية فإن السائد حتى هذه اللحظة هو نزع ( القنادر ) قبل الدخول للمواقع الحساسة في المنطقة الغبراء ناهيكم عن إحتمال تطبيقه على كافة الدوائر العميلة الحساسة ومن بينها الوزارات مما سيولد مشكلة كبيرة في إستيعاب هذه ال ( القنادر ) وتنسيقها والتعرف على عائديتها مما أضطر أحد كبار مستشاري المالكي للسفر الى إيران لتوقيع عقود مع ( كشوانية ) إيرانيين يتولون هذه المهام فائقة التكنولوجيا وبرواتب ضخمة تدفع بالدولار محسوبة على ميزانية إعمار العراق !! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق