من منا لم يسمع عن الطاغية نمرود بن كنعان ملك بابل في العراق وكان ملكا متسلطا مستبداً برأيه، بغى في الأرض وتكبر وادعى الألوهية والعياذ بالله ودعا الناس إلى عبادته، وقيل إنه كان أحد ملوك الدنيا الذين حكموا طويلا باغيا طاغيا متكبرا متجبرا مؤثرا الحياة الدنيا ... فلما دعا نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام وأقام الحجة عليهم بعد أن حطم أصنامهم التي لا تضر ولا تنفع، اغتاظ قومه منه وأخبروا ملكهم نمرود أنه يسفه أصنامهم، وأخذت نمرود العزة بالإثم وصار ينكر على نبي الله إبراهيم عليه السلام دعوته إلى دين الإسلام وعبادته الله تعالى وحده الذي يستحق العبادة ولا رب سواه ....وأخذ نمرود بن كنعان يدعي أمام قومه وأمام إبراهيم أنه هو الإله الذي يستحق العبادة وصار ينكر أمام الملأ وجود الله سبحانه وتعالى الخالق العلي القدير، ثم قال لإبراهيم عليه السلام: أرأيت الذي تعبد وتدعو إلى عبادته ماهو؟ فقال إبراهيم عليه السلام بلسان اليقين: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ} (سورة البقرة / ءاية 258) فقال نمرود: أنا أحيي وأميت، أحيي من أشاء بالعفو عنه بعد أن أصدر الحكم عليه بالقتل فينعم بالحياة، وأميت من أشاء بأمري وأقضي عليه !! ثم أتى برجلين فأمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر، ثم قال مستكبراً: لقد أحييت هذا وأمت الآخر .... فما كان من نبي الله إبراهيم إلا ان يفحمه بحجة دليلها صارخ فقال له : )فإنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِب ) (سورة البقرة/ءاية 258) ...
أمام هذه الحجة الساطعة وقف نمرود مبهوتًا مبغوتًا وظهر له وللملأ حوله بطلان ما ادعاه وتبجح به فانقطع وسكت عن الكلام، وظهر عليه الخزي وباء بالهزيمة، قال الله عز وجل: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (سورة البقرة/ءاية 258) ...
وورد أن الله عز وجل بعث إلى نمرود ملكا لثلاث مرات يأمره بالإيمان بالله تعالى والدخول في دين الإسلام فيجيبه نمرود بالرفض قائلا : اجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع نمرود جيشه وقت طلوع الشمس وأرسل الله عز وجل ذبابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس من كثرته، وسلط الله تعالى هذه الحشرات عليهم فأكلت لحومهم وشربت دماءهم وتركتهم عظامًا....... وأما نمرود فقد دخلت ذبابة في أذنه فمكثت فيها زمانًا طويلا يعذبه الله تعالى بها في الدنيا فكان يأمر من حوله بضربه بأحذيتهم حتى يهدأ ألمه ويستطيع النوم ... وبقي على هذه الحال حتى مات ... (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (سورة ءال عمران /ءاية 21).....
وكأن التاريخ يعيد نفسه وها هو اليوم عراقي أصيل يرفع حذاءه بوجه طاغوت العصر بوش ليلقنه درسا لن ينساه وسيبقى هذا الدرس ملازما له حتى مماته ... إنها الحكمة الالهية ذاتها تتكرر مجددا .. أتدرون ما تتناقل وسائل الاعلام العالمية عن آراء الاميركيين بحادثة ضرب رئيسهم بالحذاء ؟ إنهم يحملونه وزر ما حدث لانه جر أميركا لحرب لا ناقة لها فيها ولا جمل والمستفيد الوحيد منها إيران وعملاءها والكيان الصهيوني وأراذله ويضيف الاميركيون ان ضرب شخص ما بالحذاء عند العرب يمثل أكبر إهانة يمكن توجيهها لهذا الشخص فلماذا يكذب علينا بوش طيلة هذه السنوات قائلا : لقد حققنا رغبات العراقيين بنشر الديمقراطية الناشئة كما يسميها ؟ أين هي هذه الرغبات المتحققة ؟ مجرد أوهام أرادها بوش غطاءا لغزوه تحت ضغط بني صهيون ليجد أبناء المجوس ضالتهم المنشودة من وراءه !! فيشجعوه ويمهدوا له .
يقول الثوريون في مفاهيمهم ان الثورة لا تعني بالضرورة خروج الملايين من الثوار لمقارعة الظلم بل ان شخصا واحدا يلقن المحتل وعملاءه وعلى الهواء مباشرة درسا كالذي لقنه منتظر الزيدي لهم يعني ان ملايين الشعب الصامت قد أعلن ثورته على البغاة !! نعم انهم الملايين من العراقيين الذين وقفوا يؤيدون الزيدي المنتظر ويباركون فعله ... أما القلة التي رضعت حليبا فاسدا مرده بني صهيون وآل فارس فهؤلاء لا يعنون شيئا ... ما هم إلا حشرات أعتادت الفسق والانحلال تبيع وطنها بدراهم معدودة كما باعت نفسها أكثر من مرة !!
وهذه القلة تتمثل بسياسي العهر عملاء الاحتلالين والبعض من مؤيديهم ممن أعتاد فتات الذل كما أعتادت الضباع على الجيف أو كما ترى الكلاب السائبة في الفضلات وجبتها المفضلة ... يقول أحدهم وهو منتهك أرض وعرض في العراق بعدم جواز معاملة ضيف بهذه الطريقة ؟! نعم هو ضيف كما يراه لانه مهد له انتهاك حلال العراقيين وعرضهم وهو ما كان يصبو اليه ... ويقول آخر ان على حكومة الاحتلال ان تقبر هذا الصحفي ؟! لمّ لا يا بغيض فقد فضحكم ولله وكشف عن جبنكم وخيانتكم لابسط القيم الانسانية ناهيكم عن القيم الوطنية والشرعية ... ويقول آخر إن جورج بوش لا يستحق ما جرى بينما تتناقل وسائل الاعلام عن ألاميركيين ذاتهم تحميله وزر ما جرى وإنه بهذا يستحق ضربه بالحذاء لولا كونه مازال رئيسا وإهانته قد تجر ألشعب الاميركي بجريرتها ! ونحن نقول لهم ان حلاوتها وهو ما زال رئيسا فنمرود بن كنعان الطاغية ضربه العراقيون بالاحذية وهو ما زال ملكا وعملاء الاحتلالين حكام العراق سيلقون المصير ذاته قبل ان يتواروا في مزابل التاريخ ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق