تواجه نقابة المعلمين في العراق هجمات متشددة من قبل حكومة المالكي التي شكلت لجنة منحتها كافة الصلاحيات التي سمحت لنفسها بمطالبة النقابة بتسليم مفاتيح مقرها إضافة لكافة سجلاتها وان الهيئة العامة للنقابة المذكورة لن يتم السماح لها بالترشيح مجددا للانتخابات القادمة ضمانا لعدم إعادة انتخابها من قبل جمهور أعضائها كما ورد على لسان بعض أعضاء اللجنة المذكورة ! في وقت تؤكد الهيئة العامة لنقابة المعلمين في العراق إنها لن تسلّم مفاتيح المقر أو سجلات العضوية إلا لقيادة منتخبة وعبر مؤتمر وطني مفتوح ينظم من قبل النقابة ذاتها بعيدا عن تدخلات حكومة المالكي التي من شأنها ان تعمل على تزوير الانتخابات ونتائجها كما عرف عنها وفي كافة المجالات من هذا النوع ... ونحمد الله ان هذا الكلام ليس من عندياتنا أو من عند عراقيين متابعين لما يجري وإلا واجهوا نعوتا جاهزة بالسلفية والصدامية والبعثية ليجدوا أنفسهم لاحقا تحت طائلة القانون وفق المادة (4) إرهاب !! كما جرى ويجري للكثيرين ممن أختلفوا بالرأي مع حكومة المالكي وخصوصا فيما يتعلق برفض الهيمنة الايرانية على العراق ومسائل فضح الاجراءات الحكومية فيما يتعلق بحقوق الانسان وممارسات التعذيب وفق الطريقة الايرانية المختومة بخبرة سجن إيفين سيء الصيت والتي كان أحمدي نجاد الرئيس الحالي لايران أول من وضع أسسها في بداية الثمانينات خلال عمله الاجرامي بين جدرانه تحت إسم مستعار ... دكتور ميرزايي !! بموجب شهادات دولية موثقة لسجناء في السجن المذكور كتبت لهم النجاة بقدرة واحد أحد ...
فهذا الكلام صادر عن ( بيبول ويكلي وورلد ) التي أضافت قائلة ان اسلوب التدخل السافر لحكومة المالكي لم يشمل نقابة المعلمين في العراق بل انه تعداها لنقابات واتحادات عدة أرادت الحكومة التي تدعي كونها منتخبة ان تكمم أفواه هذه النقابات والاتحادات واستبدالها بطائفيين أعتادوا التطبيل والتزمير لكل حاكم مقابل دراهم حرام تغدقها عليهم الحكومة أو من خلال استغلال مواقعهم للولوج لعالم السحت والفساد تغمض عنه الحكومة المنتخبة ! عينا وتدلفع عنهم عند انفضاح أمرهم ... وما يجري اليوم مع نقابة المعلمين سبق وان جرى مع نقابة المحامين الا ان الاخيرة تمكنت بفضل اصرار هيئتها العامة من قطع دابر السرطان المالكي وما يقال عن نقابة المحامين يقال أيضا عن نقابة الصحفيين العراقية كما يقال عن الاتحاد العام لنقابات العمال الذي قدّم شكوى كما تقول الصحيفة ضد الحكومة العراقية الى منظمة العمل الدولية ILO أبرزت من خلالها التدخلات الحكومية السافرة تجاه الاتحادات العمالية والتي كان ابرزها اتحاد عمال النفط في البصرة الذي تعرض لفيض من تدخلات وزارة النفط بشؤونه وصلت لحد التهديدات السافرة بنقل أعضاء هيئته القيادية لمواقع نفطية بعيدة عن البصرة كما وطالب الاتحاد العام من المنظمة الدولية الضغط على الحكومة للتراجع عن ممارساتها والسماح للاتحاد وفروعه بممارسة تنظيم شؤونه بشكل مستقل ومفتوح ....
وأضافت صحيفة بيبول ويكلي وورلد ان تدخلات حكومة المالكي التي تمارسها ضد الاتحادات المهنية والنقابية في العراق لا تعد أعمالا عدوانية ضد الحرية النقابية فحسب بل هي بمثابة تدخل صارخ وغير مشروع ومسيّس فضلا عن انها خرق فاضح للدستور والقيم الديمقراطية التي يتمشدق بها المالكي بمناسبة ودونها ! وتشير الصحيفة ان هذا التدخل المسيّس والفاضح قد بدأ منذ حكومة ابراهيم الاشيقر الذي سبق المالكي في دفع العراق نحو الهاوية برعاية المحتل الاميركي والطامع الايراني إذ إنها ومنذ عام 2005 أصدرت أوامرا لا شرعية وغير دستورية قيدت بموجبها عمل المنظمات النقابية وفرضت السيطرة على ممتلكاتها وأموالها ... وتضيف الصحيفة المذكورة ان نقابة المعلمين ستلجأ هي الاخرى لاقامة الدعاوي في المحاكم الاصولية والدولية إضافة لمفاتحة الجهات العالمية ذات الاختصاص ضد هذه الاجراءات التي من شأنها تكريس الثقافة الدكتاتورية حيث تدعي حكومات الاحتلال المنصبة في العراق زورا وبهتانا انها جاءت للحد منها ...
ولعل مهرجان المربد الشعري الاخير المنعقد في البصرة فضح الكثير من قرقوزات الحكومة المالكية في العراق ومنهم عقيل المندلاوي المدير العام بوزارة الثقافة ... وروى شاعر عائد الى بغداد من البصرة حينها (رفض الإشارة الى اسمه) ان المدير في مكتب وزير الثقافة الموما اليه عقيل المندلاوي (من التيار الصدري وحاليا رئيس لجنة اجتثاث البعث في الوزارة !! ) أثار استياء الحاضرين حين قال ان «وزير الثقافة سعى جاهداً لتخصيص رواتب للأدباء العراقيين، وهي قضية أصبحت بحكم المصادق عليها في مجلس الوزراء». وأضاف ان «الأدباء غير راضين عن أداء الوزارة، لكنهم حين يتسلمون الدنانير سيتغير موقفهم»، في اشارة الى ذل الأدباء أمام الدنانير، فثارت ثائرة القاعة، وهدد الجميع بتركها، إذا لم يعتذر المندلاوي. ولم يفلح ما يسمى برئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر في تهدئة الموقف !! بينما أضطر الشاعر المقيم في لندن عدنان الصائغ بعد الجلسة المسائية في نفس اليوم والتي ألقى خلالها قصيدة أعتبرت فضحا للوضع في العراق بعمقيه السياسي والثقافي الى الاختباء في تلك الليلة وعدم العودة للفندق ومن ثم التسلل الى خارج العراق عبر الكويت ومنها الى بريطانيا بسبب ان أحدهم أقترب منه أثناء الجلسة المذكورة وبعد إلقاء قصيدته هامسا في إذنه ( انك غير مرحب بك في المربد وعليك مغادرة القاعة والا فالموت ينتظرك !! ) مضيفا لسيل وقاحته واجرامه ( ستتجرع قصيدتك التي قرأتها اليوم والتي تعرضت بالسوء للدين !! ) ..... انه دين عقيل المندلاوي المتهم حاليا بتهريب آثار تاريخية وإن مذكرة قبض صدرت بحقه والتي أكدتها قناة ( العراقية ) الحكومية في حينها !
انه زمن ديمقراطية المالكي الذي أزدادت خلاله مراكز الاعتقال في العراق ليصل عددها الى المئات بينما بلغ عدد السجون الرسمية 36 سجنا كما ذكرت ذلك سحر الياسري ممثلة عن اتحاد الاسرى والسجناء العراقيين التي اضافت ان هذه السجون الرسمية لا تشمل سجن ابي غريب سيء الصيت كما انها تتوزع على كافة المحافظات العراقية بضمنها المحافظات الكردية الثلاث... وأضافت على هامش حوار نظمته اللجنة العالمية لمناهضة العزل بالتعاون مع جامعة بروكسل الحرة وفي سياق ما يسمى بالحرب على الارهاب ان عدد المعتقلين العراقيين والموزعين على السجون الاميركية والعراقية العميلة العلنية منها والسرية بلغ 400 ألف سجين بينهم 6500 حدث وعشرة آلاف إمرأة تم إغتصاب نسبة لا يستهان بها منهن !! ... أما منظمة اليونيسيف وفي مجال تعداد منجزات ديمقراطية المالكي فإنها ذكرت ان قوات الجيش والشرطة العراقية قد أعتقلت نحو 1350 طفلا بسبب مزاعم عن انتهاكات أمنية ! في وقت ذكر فيه ممثل المنظمة المذكورة في العراق ( روجر رايت ) ( إن أطفال هذا البلد يدفعون ثمنا باهظا !! )
فهي إذاً ديمقراطية حكومة المالكي التي ضربت أرقاما قياسية في عدد السجون والجثث المجهولة والاسرى والمعتقلين الذين من بينهم حتى ذوي الاحتياجات الخاصة من المعوقين ليصل عددهم في فترة ما الى 900 معوق حسب ما ذكرته منظمة حقوق الانسان في العراق مؤكدة ان جميعهم لم توجه بحقهم أية تهمة وان احتجازهم يأتي على خلفية طائفية !! ناهيك عن اغتيال العلماء ورجال الفكر والائمة والخطباء ورجال الاعلام والصحافة والعسكريين .. ناهيك عما حاق بالنساء العراقيات من ظلم وإجحاف واضحين ... انها حقا ديمقراطية العبوات اللاصقة والمسدس الكاتم واللذان من خلالهما مورست أبشع جرائم تكميم الافواه كما مورست أبشع جرائم التغطية عليها ودفن حقائقها ! فلم تظهر حتى اليوم نتيجة تحقيق واحدة بحق مرتكبيها الحقيقيين ولا عن الجهة الممولة وألآمرة بها ... بل ان ديمقراطية المالكي تجاوزت هذا الحد لتلصق جرائمها بجريرة الاخرين في ظل قضاء عاجز مكتف اليدين ومغلق الفم أستنسخت أوامر القبض والتحقيق من خلاله لتكون جاهزة بوضع الاسم المطلوب مع إفادات تنتزع قسرا لا قيمة شرعية لها تجعل من عاشقي العراق ومحبي تربته خونة بتهمة الارهاب الجاهزة كما تجعل من الخونة والخاسئين وشذاذ ألافاق وطنيين حتى العظم ... وحسبنا الله ونعم الوكيل .
إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق