إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...
الثلاثاء، أبريل 14، 2009
ديمقراطية الارنب والغزال ... ديمقراطية الرعاع حكام العراق مثالا ... مصطفى العراقي
تريد ارنب أخذ أرنب ... تريد غزال هم أخذ أرنب ... بعد شتريد وكول ماكو ديمقراطية بالعراق الجديد ... كان هذا لسان حال المتمشدقين بديمقراطية المحتل في العراق ... ديمقراطية رعاة البقر المستوردة من البيت الابيض الاميركي بإدارتيه القديمة والجديدة ! يقال ان أسلاف جورج بوش كانوا ممن يمتلكون بنية رياضية قوية ساعدتهم باستغلال قانون معتمد في القارة الجديدة أميركا حينها أبشع إستغلال وينص على إمتلاك اراض بقدر ما يطوي المرء من مسافات ركضا ليضع بعدها لافتة دلالة يغرسها في الارض تشير لملكيته الخاصة من الاراضي ويتم تسجيلها بإسمه وإسم ورثته من بعده ! وهكذا ورث جورج بوش وعائلته مساحات شاسعة من الارض في ولاية تكساس الاميركية والتي شاءت الصدف ظهور النفط بين ثناياها لتصبح هذه العائلة من مالكي آبار النفط تنعموا بخيراتها في ظل رأسمالية تزيد الغني غنى وتسكن الفقير منازل ذل وفقر ومهانة ... من هنا فإن لعاملي القوة والنفط تأثير كبير في تربية جورج بوش وإندفاعه في سلّم الوظائف العامة ليصل كما وصل أبوه لرئاسة الولايات المتحدة مما فاقم كثيرا في تأثير هذين العاملين على نفسيتهما وتصرفاتهما ولعل العدوان على العراق عام 1991 وما لحقه من غزو واحتلال عام 2003 يعودان لتاثير هذين العاملين القوة والنفط عليهما ....
والقوة الغاشمة اساسها باطل كما ان النفط وثرواته تدفع بمن أمتلك أسلافه الارض بفعل الجري لاقصى اندفاع الى باطل أيضا فكيف يمكن للباطل ان يولد حقا ؟ إنه يولد باطلا لا محالة وهكذا كانت الديمقراطية التي حملها جورج بوش الى العراق ! انها ديمقراطية الارنب والغزال لاغتصاب الحق وإفشاء الباطل وهكذا هم حكام العراق اليوم الذين تتلمذوا على يد سيدهم جورج بوش ! دفعني للحديث عن هذا الموضوع قيام قائم مقام سنجار في الموصل المدعو دخيل قاسم وهو كردي باعلان إنفصاله عن محافظة نينوى وإلحاق إدارة القضاء بمحافظة دهوك على قاعدة ( تريد أرنب ... ) الديمقراطية والسبب وراء ذلك ديمقراطي أيضا ! فقائمة التحالف الكردستاني لم تفز في محافظة نينوى في الانتخابات الاخيرة مما أستوجب انتخاب محافظ من أهلها ! ولما كان القائم مقام دخيل لا يفضل العمل إلا مع محافظ كردي من حزب مسعود بالذات أو مستكرد مسعودي مثل محافظ نينوى المنتهية ولايته كشموله فإنه فضّل الانفصال ديمقراطيا (!) والالتحاق بسيده مسعود برزاني ... ولله في خلقه شؤون ديمقراطية !!
وديمقراطية ( أخذ أرنب ... ) ليست مقتصرة على شمال العراق بل انها جارية على قدم وساق في وسطه وجنوبه ... فبعد ان حصد يوسف الحبوبي غالبية الاصوات في كربلاء تؤهله لنيل منصب المحافظ فقد تم ( تعيينه ) نائبا ثانيا للمحافظ بحجة ان عشرات الالوف من الاصوات التي نالها لم تكن لقائمة وانما لفرد واحد تمثل في شخص الحبوبي في مهزلة ديمقراطية ان وصفت بديمقراطية ( أخذ أرنب ... ) كان بمثابة رفع لشأنها ! علما ان ان النائب الاول يمتلك بضع صلاحيات لا تقدم ولا تؤخر بينما النائب الثاني مجرد خراعة خضرة فلا صلاحيات له بإستثاء النوع الذي لا يسكّن متحركا ولا يحرّك ساكنا !! وهكذا تضيع عشرات الالوف من أصوات الناخبين في أدراج مكتب المالكي بطل ديمقراطية ( أخذ ارنب ... ) !
أما ما يجري في النجف فأمره يعيدنا لقانون الجري الاميركي بغية إستقطاع أكبر قدر ممكن من الارض يرثها عباد الشيطان باطلا ! فقائمة ( مع قم ... مع قم ) الايرانية جاءت بالمرتبة الخامسة والاخيرة ! ومع هذا وبإسفاف بالغ يخجل معه الابتذال نفسه يقرر المالكي إبقاء محافظها المنتهية ولايته ابي كلل ونائبه مسؤول إطلاعات ألايرانية عبد الحسين أبتان بمنصبيهما بعد درس ديمقراطي ! على يد لاريجاني في زيارته الاخيرة للعراق والتي وصفت بالخاصة !!
وعودة لقائم مقام سنجار دخيل قاسم في رد له عن سؤال من ان اجراء انفصاله عن محافظة نينوى سيدفع حكومة المالكي لاعتباره خارجا عن القانون يقول وهنا أقتبس (عندما يفرضون القانون في بغداد يمكنهم الحديث بعد ذلك عن سنجار والتي هي اصلا مدينة كردية ولاشان لبغداد بها !! ) وهذا الرد الديمقراطي جدا تصريح ضمني بإن ما يقوم به غير قانوني إلا انه جاء منسجما مع فلتان القانون في العاصمة بغداد التي شهدت في الايام الاخيرة حوادث تفجيرات راح ضحيتها العشرات من القتلى وأضعاف ذلك من الجرحى ليصل العدد الاجمالي بين قتيل وجريح الى ( 150 ) مواطنا !! ولعل تفجيرات مدينة الكاظمية كانت الابرز بينها حيث طالب أهلها بمعاقبة عناصر نقاط التفتيش التي مرت من خلالها السيارات المفخخة والتي قال عنها بوق الاحتلال قاسم عطا ان أعدادها تصل الى 500 نقطة تفتيش ! تمتلك جميعها أجهزة كشف المتفجرات التي يراها العراقيون بأعينهم ورغم هذا فإن بوق الاحتلال هذا يزعم ان سبب ألاختراق يعود لعدم توزيع الاجهزة الكاشفة والتي سيتم توزيعها قريبا على حد قوله ! وفات هذا الدعي ان العراقيين يعلمون جيدا من وراء هذه التفجيرات وان المواد الناسفة ليس بإمكانها إختراق كل هذا العدد الفلكي من نقاط التفتيش ما لم تكن قد مرت بمواكب رسمية !!
ودليلنا ان المالكي ربيب حارات إيران وبعد ان تعهد بملاحقة مرتكبي أعمال العنف هذه وجّه قواته الامنية لمحاصرة الفلوجة حتى ان عناوين بارزة ظهرت في الكثير من وسائل الاعلام كانت تحت عنوان ( يفجّرون في الكاظمية ويداهمون في الفلوجة ! ) ... ألم أقل لكم انها ديمقراطية ( أخذ أرنب ... ) رغم اننا لسنا بصدد خيار ديمقراطي آخر ما دام الاحتلال الاعمى في توجهه ماكثا على الصدور مستبيحا كل القيم والمباديء على يد أذنابه ... ورحم الله الشاعر الذي قال ..... أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمُ ... قد ضل من كانت العميان تهديهِ .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق