إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...
السبت، مايو 02، 2009
عجبي ! نوري المالكي سابع شخصية مؤثرة في العالم ! ولكن لو عرف السبب بطل العجب
كتب مصطفى العراقي : في القائمة التي أصدرتها مجلة تايم الاميركية عن المائة شخصية المؤثرة عالميا جاء نوري المالكي في الترتيب السابع ! وقد عزت المجلة المذكورة إختياراتها بتوصية عن كل مرشح صدرت عن شخص أو جهة دولية بينت فيها دور المرشح وتأثيره على المسرح العالمي ... وعلى سبيل المثال جاء أدوارد كيندي القيادي في الحزب الديمقراطي الاميركي الحاكم في المرتبة الاولى كونه أحد أبرز القيادات المؤثرة فيه بينما جاء غوردن براون في المرتبة الثانية كونه إقتصاديا ناجحا في وقت يمر فيه العالم بأزمة إقتصادية ينتطر إستمرار تأثيراتها السلبية لفترة طويلة قادمة ... وللسبب نفسه جاءت وزيرة المال الفرنسية بالمرتبة الثالثة وهكذا أختيرت باقي الشخصيات في مجالات متعددة منها السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والرياضية وكل هذه الاختيارات كانت من خلال إستطلاعات للرأي شملت العديد من ألاختصاصيين في العالم في شؤون السياسة والاقتصاد بإستثناء التسلسل السابع الذي أحتله نوري المالكي حيث لم يرد ترشيح المذكور لا في إستطلاعات ولا في بيانات رأي ليس لمجهوليته فهو معروف ويرد أسمه غالبا مع ذكر حامد كرزاي دمية الاحتلال الاميركي في أفغانستان وإنما تم ترشيحه وحسب مجلة التايم الاميركية بناء على رسالة بعث بها سفير الاحتلال الاميركي السابق في العراق زلماي خليل زاد !!
http://www.time.com/time/specials/pa...894206,00.html
والتي أشاد فيها بإمكانات نوري المالكي في خدمة الاحتلال وتكريسه في العراق ! وتنفيذ متطلباته وتحقيق اجندته كما أشاد زلماي بقدرة المالكي الفذة بتحقيق التوازن بين الاحتلالين الاستعماري الاميركي والاستيطاني الايراني في بلد يصعب فيه تحقيق التوازنات !! بعد هذا أليس من حق العالم ان يتذكر نوري المالكي عند ذكر حامد كرزاي ... قل لي من تصادق أقل لك من أنت !! أليس زلماي خليل صديق الطرفين كرزاي والمالكي ؟
الطريف ان زلماي في رسالته لمجلة التايم يعترف ان نوري المالكي فشل تماما في موضوع المصالحة التي يسميها زلماي بالوطنية كما يعترف ان صديقه المالكي فشل فشلا ذريعا في القضاء على ما يسميه ( الارهاب ) وأغلب الظن إنه يقصد المقاومة في العراق كما يعترف زلماي بأن المالكي فشل في الحد من الشد الحاصل بين حكومته وحكومة إقليم كردستان على حد وصفه كما إنه اي زلماي يعترف إن المالكي فشل في تحقيق أي تقدم في مجال تنمية الاقتصاد العراقي الذي وصفه بالشنيع !! كما ان من غير المسبوق ان يعترف زلماي برسالته الى المجلة المذكورة ان نوري المالكي كان يتحاشى ضرب جيش المهدي لايمانه العميق ( بدوره في صد هجمات السنة ) !! وكأنه بشير صراحة الى دور المالكي في تأجيج الصراع الطائفي في العراق !! بعد هذا الفشل وكل تلك الفضائح يوصي زلماي خليل زاد بترشيح المالكي لموقع متقدم ضمن قائمة المائة شخصية المؤثرة في العالم وهكذا كان حيث أستقر رأي لجنة الحكام في مجلة تايم على وضعه في التسلسل السابع إكراما لعيون زلماي وصديقه في النضال ضد الامبريالية وقهر الشعوب !!
ورب سائل يسأل ما الذي وطّد العلاقة بين زلماي خليل زاد مع كل من المالكي وكرزاي ؟ هنا نعود ثانية للمثل العراقي الذي يقول ( يدهدر الجدر ليجد غطاه ! ) فخليل زاد باع وطنه منذ ايام شبابه عندما كان في السادسة عشرة من عمره يومها ران بصره الى ( جمعية أصدقاء أميركا) وهي واجهة مكشوفة للمخابرات الاميركية في كابل والتي فعل المستحيل لينتظم بين صفوف أعضاءها وهكذا كان حيث أثار إعجاب المسؤولين عنها من عملاء السي آي أي الذين سارعوا لاحتضانه بعد تخرجه من المدرسة الاعدادية ليرسلوه الى الجامعة الاميركية في بيروت وعلى نفقتهم ! وواصلوا إدامة الاتصال معه وتثقيفه خيانيا ضد إبناء جلدته ودينه وأشبعوه حقدا ضد كل ما يمت بوطنه !! وبعد تخرجه من الجامعة الاميركية ببيروت وجد الاميركيون فيه ضالتهم من خلال أفكاره ومعتقداته وإيمانه بالدور الاميركي رغم ما شابه من لغط وعار في كوريا وفيتنام ليرسلوه الى جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الاميركية في ولاية ألينويز حيث معقل النظرية الشتراوسية الفاشية اليمينية التي أنحدر وتخرج منها ( الصقور) الذين قادوا الحرب على الاسلام تحت توصيف الحرب المقدسة والتي جاء ذكرها على لسان الملعون جورج بوش الابن مع الايام الاولى لاحتلال العراق !! وهناك تعرف على مجموعة من الشباب المتطرف ومنهم ديك تشيني ورامسفيلد وبول وولفويتز والاخير كان المخطط والعقل المدبر لعملية غزو العراق والذي جعلوه كبش فداء فشلهم الذي حققته المقاومة العراقية البطلة ليتم إعفاءه وتعيينه رئيسا للبنك الدولي حيث لاحقته لعنة العراق ليتم إعفاءه كذلك مجللا بعار فضيحة جنسية !!
من هنا فإن زلماي خليل زاد يشعر بالدونية من خلال تنكره لقيم بلده وتربته كون الخيانة باتت تسري في عروقه فهو بشعر بالدونية حقا أمام كل وطني غيور على مصالح بلده ومن هنا جاءت سعادته في إتخاذ المالكي وزلماي من ضمن قائمة أصدقاءه !! فتاريخهما لا يختلف كثيرا عن تاريخه !
ورب سائل آخر يتساءل عن مكنون إعجاب زلماي بقدرة المالكي في تحقيق التوازن بين الاحتلالين الاستعماري الاميركي والاستيطاني الايراني في العراق بالرغم من المهاترات الكلامية بين أميركا وإيران ورغم ان هذا التساؤل ساذج نوعا ما إلا ان الاجابة عنه لا تخلو من الفائدة فزلماي خليل زاد كان من أشد المناصرين لاستلام الخميني دفة الحكم في إيران بطريقة ما زالت غامضة لدى البعض عندما أعلن الجيش الايراني حينها وقوفه على الحياد ! وتم عقد مؤتمر صحفي للخيمني في باريس قبل ساعات من توجهه الى طهران حضره خمس مائة صحفي !! في جو إعلامي مثير للشك ليمتطي بعدها طائرة الخطوط الجوية الفرنسية الخاصة متوجها الى طهران التي غادرها طاووس زمانه من غير ضجة ولا زعيق !! ... تابع زلماي شؤون الحكم في إيران ولم ينبس ببنت شفة عما دار في شوارع طهران وسجونها من عمليات قتل وحشي على يد الثوار الاسلاميين !! من خلال فرق موت كان أحمدي نجاد الشاب حينها على رأس العديد منها ! بل ان زلماي خليل زاد وقبل أشهر معدودة من إنتهاء الحرب العراقية الايرانية بالنصر العراقي المبين وخلال تلاحق الانتصارات العراقية بدءا بتحرير الفاو بوابة النصر العظيم وما تلاها من انتصارات في معارك تحرير الشلامجة ومجنون والطيب وسومار وحلبجة وكردمند وكاني ماسي وصولا لكأس السم التي تجرعها خميني .... أقول ان زلماي وفي خضمّ هذه الاحداث المتسارعة كتب بالاشتراك مع بعض من (الصقور) رسالة الى بيل كلنتون الرئيس الاسبق للولايات المتحده يطالبه بعدم التخلي عن إيران (الاسلامية!) وضرورة تقوية إيران الخميني فقد كان يرى ان أهداف الثورة (الاسلامية) في إيران تتطابق والاهداف الاميركية وإن أختلفت السبل ومياسم الوصول !!
لن أسهب طويلا في الاجابة على سؤال ساذج ولكن لا بد أن أعرج على مقال كتبه هذا الدعي زلماي عام 1989 دفاعا عن إيران الخميني لصحيفة لوس أنجلس بعنوان ( مستقبل إيران كبيدق شطرنج أو كقوة في الخليج !) ذكر فيه الاسباب التي ينبغي للولايات المتحدة الاخذ بها لشن حرب على العراق حيث زعم (إن خروج العراق منتصراً على إيران سيجعله القوة التي لا تنازع في المنطقة. ولذا يجب عمل شيء ما لعدم حدوث ذلك ) ورغم هذا كله فإن التصريحات النارية المتبادلة بين أميركا وإيران أستمرت بل زادت في الوقت الذي شغل فيه زلماي منصب الحاكم بأمره في العراق المحتل سفيرا لاميركا بالمنطقة الخضراء وكان له الفضل في تحقيق الاجتماعات السرية والعلنية على حساب المصالح العراقية مع أقطاب النظام الايراني على موائد اللئام من حكام العراق في عهد الاحتلال ....
ختاما لابد من تهنئة المالكي على تسلسله السابع في القائمة المذكورة فهو يستحقه فعلا ! كيف لا وقد رشحه خائن متمرد على قيم أبناء جلدته ... هذا الخائن الذي أستكمل ديباجة دونيته بزواجه من عالمة الاجتماع اليهودية المتصهينة ( شاريل بينارد ) التي يعود لها إستنباط نظرية الاسلام الديمقراطي المدني !! وهي نظرية في حقيقتها تسعى لهدم الاسلام الحقيقي لثأر في النفوس الحاقدة من اليهود لا يختلف كثيرا عن الثأر الكامن في نفوس الفرس منذ أن أطفأ الاسلام نار الشرك المجوسب.... ومن هنا تطابقت الاهداف بإسم الاسلام زورا وبهتانا ...