من: أحد خدام الجهاد والمجاهدين في العراق
نحييكم بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل (عامي) وفق السائد في مصطلحات الحوزة والمرجعيات.. يخاطب (سيد) وفق ذات التوصيف... وسيادتك أدرى بكيفية التخاطب المؤسَّس على مثل هذه التوصيفات حيث تكون مقرونة بتقبيل اليد تكريما وتحببا والانحناء تقديرا وتبجيلا لانتساب الرجل إلى العائلة الهاشمية اليعربية الكريمة التي أعزها الله سبحانه باصطفاء خاتم الرسل والأنبياء من بين ظهرانيها وأعزها العرب والمسلمون تبعا لهذا التكريم الجليل من قبل رب العزة جل وعلا. وأنا لست استثناءا من أبناء وسط وجنوب العراق إن لم أقل كل العراق، لم أكن أشعر بأي حرج في أن أقبل يد (السيد)، وأمنحه استحقاقه من الاحترام والهيبة حتى جاء ما بعد يوم 9-4- 2003 فتعرضت دواخلي كلها إلى التغيير الملزم نتيجة ما سمعت ورأيت بأم عيني من تصرف الحوزة ومرجعياتها ومن أطلقوا على أنفسهم جند المرجعية ممثلين بـ(المجلس الأعلى وفيلق بدر) وبقية الأسماء المعروفة والشخصيات التي تصرفت في بداية الاحتلال على أساس فردي مستقل مثل موفق الربيعي واحمد الجلبي ممن ركبوا قطار أميركا في تغيير حال العراق ليوظفوا التغيير وفق مقتضيات مصالح دولة إقليمية بعينها هي إيران.
أنا يا سيدي، كاظم الغيظ المسمى على اسم سليل الطهر والعروبة والشرف البهي الإمام موسى الكاظم عليه السلام، ابن أبي محب الحسين وخادمه، عبد الله الفقير (عبد الحسين) وجدي سمي العباس بن علي عليه السلام مقطوع الكفين.. حامل الراية والقربة والسيف، حامي الحمى وساقي عطاشا كربلاء حتى أذن له الله سبحانه أن يكون شاهدا وشهيدا إلى يوم الدين. أنا ابن كربلاء والنجف وبابل والقادسية والمثنى.. أنا ابن العراق العربي المسلم ولو كره الظالمون... حملت شهادة الدكتوراة من انجلترا في العلوم منذ عام 1983... وعملت في البحث العلمي والتعليم العالي حتى شملني قانون اجتثاث العراق وأقصاني وطاردني بالموت رغم أنف آلاف مؤلفة من طلابي ومعارفي الذين يشهدون أني ما أجرمت يوما ولو بحق قطة عراقية، ومثلي آلاف مؤلفة.
أنت وأنا.. سيدي الجليل.. نعرف تفاصيل حياة العراقيين في الوسط والجنوب وخاصة ما يتعلق منها بالكيفية التي يتربون ويتثقفون ويتعلمون بها من موروث (عيد أو فرحة الزهراء)، وما يتضمنه من شتم وتجريح تمثيلي علني بشخص الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، والتوقيت الذي يأتي به هذا العيد بعد شهر صفر الحرام مباشرة.. أي بعد شهرين من مراسم العزاء باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.. وأنا وأنت نعرف زيارة الأضرحة وما يترتب عليها من إيمان أو (تكفير) حتى صارت ميزانا لإسلام الناس لا صلة له بميزان وأسس الإسلام الحنيف من القرآن والسنة الشريفة، وكلانا يعرف لمن تُنذر النذور لتحقيق مرامات الناس في الزواج والطلاق وحج بيت الله الحرام وإشفاء الأجرب وسقيمي السل والمجانين... ونحن كلانا ضليع بركضة (طويريج والتطبير ولطميات العشرة الأولى* من محرم الحرام و(دفنة بني أسد) ولهف الانتظار لشعائر (أربعينية الحسين عليه السلام)..
أنت وأنا سيدي نعرف درجة التقديس التي وصلت إليها الأضرحة والشعائر الحسينية بحيث صار من يرى فيها غير ما يراه (الناس العامية من أمثالي) على أنه (كافر وملحد وخارج عن المذهب).
هذا هو الواقع (الشعبي) ..
أنت وأنا.. يا (سيد المقاومة) المبجل... نعرف كيف أن (الثورة الإسلامية الإيرانية) بزعامة (آية الله خميني) قد انطلقت بتدابير التصدير إلى العراق كاستحقاق لها وكجزء من أيديولوجيتها وبناءها وتركيبها العقائدي السياسي... حيث أننا نعرف أن دولة (الولي الفقيه الشيعية) وإمامة المرجع الأعلى لا تقيم وزنا ولا تعترف بالحدود الوطنية للشيعة التي وضعتهم ضمن برنامج (التحرير) في إطار دولة الشيعة القادمة والموعودة.. وتحت سقف (مظلومية الشيعة)، ورّدا للحيف الذي لحق بهم والظلم الذي أسقط عليهم لقرون من الزمن..
وأنت وأنا سيدي نعرف يقينا أن الحدود الوطنية (لدولة الشيعة المحروسة والمصانة) في حدود إيران المعروفة دوليً فقط وما عدى ذلك تكون الأجزاء ولايات تابعة للمرجع الأعلى وجزء من ولايته المطلقة.. بمعنى أن الدولة الوطنية تكون ساقطة وأهل البلد يحومون في فلك الأممية (الشيعية).. وأن (الواجب الشرعي) يحتم قيام (الثورة الإسلامية في ايران) بـ(تحرير الشيعة في العراق والسعودية والبحرين ولبنان ومصر والمغرب والسودان وليبيا)... وكان سيدي جزء لا يتجزأ من تربية الناس وخلق وعيهم أينما وجدوا تماما مثلما يتم تطبيعهم على الشعائر الحسينية وعلى شتم الصحابة وأمهات المؤمنين وجعل هذه الشتيمة وكأنها ضرورة من ضرورات الإسلام تتقدم على شهادة لا إله إلا الله!!!!.
وبهذه الكيفية تصادمت (الثورة الإسلامية في إيران) مع الوطنية العراقية وتمكنت الدولة العراقية تحشيد (الشيعة) تحت لواء الدفاع عن الوطن حيث الخيار الثاني الذي سعى إليه (السيد آية الله الخميني) يضعنا أمام خيار الخيانة الوطنية الكبرى، وقدم أبناء العراق الذين راهن عليهم الخميني أروع صور البطولة والتضحية وأثبتوا أن خميني وبرنامجه يقع خارج مسيرة التاريخ العراقية وأن الرهان الطائفي يمكن أن يلعب في مكان ما غير العراق.
وفي هذه الأثناء لجأ قادة الثورة الإيرانية إلى عمل استراتيجي آخر خطط له بعناية وإتقان، ألا وهو تشكيل أحزاب وجيوش في داخل إيران قوامها رجال دين شيعة يعيشون في إيران أو مهاجرين لها تحت ظرف تنحية الطابور الخامس التي مارستها القيادة العراقية تحت وطأة الحرب الشرسة وعناصر من حزب إيران الأول في العراق (حزب الدعوة) وأكثرهم كان من أسرى الحرب الذين تم تجنيدهم تحت عنوان (التوابون)، وفي حقيقة الأمر هم (مرتدون)، وتحت ضغوط قل نظيرها في تاريخ أقفاص الأسر العالمية وكان (محمد باقر وأخوه عبد العزيز الحكيم)، يشرفون بأنفسهم على عمليات غسل الأدمغة والتعذيب الوحشي والترهيب والترغيب التي يشهد عليها أمامكم وأمام العالم عشرات آلاف الأسرى.
وفي الوقت الذي شاركت فيه عناصر (بدر والدعوة) في الحرب ضد الجيش العراقي مع قوات إيران في سياق فعل خياني بكل مقاييس ومعايير الوطنية فأنها مارست أيضا وكما تعلمون سراً وعلناً عمليات تخريب وقتل وتفجيرات طالت مؤسسات الدولة وأبرياء على حد سواء مع مسؤولين كبار في الدولة.. كل هذا لتثبت ولاءها لنظام إيران ولتسدد جزءا من فاتورة الدفع الإيراني لها كثمن لعمالتها وخيانتها الوطنية... ولا يخفى على سيادتكم أيضا أن النظام الوطني العراقي قد اضطر لاتخاذ مواقف شديدة تجاه هذه الأحزاب والقوى تنفيذاً لبرنامجه غير المساوم تجاه استخدام الدين والطائفة في العمل السياسي..
المهم أن النظام الإيراني قد اشتغل وفق عمل مخطط له ومدروس ويمتد ببصره وعنقه إلى زمن طويل مترافق مع عمل دؤوب لإيذاء الدولة العراقية وتحقيق برنامج التوسع الفارسي تحت غطاء المذهبية، ولم تتوقف خطة التمدد مع توقيع وقف الحرب بين البلدين بل أن إيران قد تواصلت في برنامجها عبر أدواتها في إيران وتلك التي شكلتها عبر الحوزة في الداخل العراقي في طيف سياسي متنوع يمتد بين أنصار (السيد السيستاني) والثلاثة الكبار معه في المرجعية، ووصولاً إلى ما اصطلح عليه تسمية (التيار الصدري).
وكانت العلامة البارزة للاستراتيجية الإيرانية هي تلك التي تمثلت بمد خيوط التعاون السري والعلني بين أحزابها وميليشياتها المشار إليها أعلاه وبين الأحزاب الكردية التي تاريخ تعاونها معروف مع نظام الشاه ومن ثم مع نظام (السيد الخميني) ضد العراق وشخصيات مخابراتية معروفة مثل احمد الجلبي مع المخابرات الأمريكية وهو التعاون الذي أثمر في وضع برنامج الغزو والاحتلال، وتسلم أحزاب إيران والأكراد للسلطة في بغداد تحت إدارة الاحتلال الأمريكي. كانت الإستراتيجية الإيرانية على درجة عالية من الميكافيلية والنفعية والباطنية البغيضة ولا يعوزها الغدر والخبث الذي يتنافى تماما مع قيم الإسلام الحنيف ومع أخلاقيات مذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام. وكان لأحزاب إيران دور بارز في إدامة الحصار على شعب العراق لأكثر من ثلاثة عشر عاماً في أقذر عملية إبادة جماعية من أجل تحقيق أغراض إيران وأعوانها في إسقاط الدولة العراقية.
وجاء يوم 9-4- 2003 يوما فاصلا للعراق والعراقيين الذين انقسموا إلى صنفين....
صنف مثّله بضعة عشرات استأجرتهم أميركا لتصوير الفيلم المخابراتي في ساحة الفردوس للحظات إسقاط تمثال الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله....
وصنف مثّله ملايين العراقيين الذين اعتصموا في بيوتهم في أضخم عملية حداد صامت شهدها تاريخ العالم الحديث..
وخلت شوارع العراق من أقصاه إلى أقصاه من خلق الله لعدة أيام بحيث بدا لنا أننا قد فنينا فناءا تاما وانقطعت شرايين وأوردة الحياة فينا...
وبعد تلك الأيام الميتة دبت الحياة تدريجياً في عملية خلق جديدة لعراق لا نعرفه، وساسة لا نعرفهم ولا يمتون إلى حياة شعبنا بصلة...
* أكراد يكرسون الانفصال الذي بدأوه عام 1991 تحت حماية أميركا وبإدارة مباشرة من (الجنرال المتقاعد جي غارنر)..
* شيعة يبعثون أسوأ ما أنتجه تثقيف التجهيل الفارسي الذي أشرنا إليه آنفاَ وأعلن عن ثنايا طياته السوداء (محمد باقر الحكيم) حين فقد توازنه ودخل في هستيريا اللطم وشق الجيوب في زيارته إلى ضريح الإمام الحسين عليه السلام وتبعه بعد أيام زعيم (حزب الدعوة) ابراهيم الأشيقر الجعفري في خطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، وانطلقت أربعينية الإمام الحسين بعد أيام من الاحتلال لتؤشر ولادة نظام (الولي الفقيه) المتعكز على الشعائر الحسينية في تشكيل الأنصار والمؤيدين يتقدمهم عبد العزيز الحكيم في أضخم عملية رياء سياسي مفضوحة، غير أنها تقع في سياق الاستراتيجية الإيرانية وتحقق رجاءها.
لقد تم امتطاء الجواد والبعير والحمار والطائرة في آن واحد، لوضع العراق تحت لائحة حكم الجهل والتخلف والفساد والموت المجاني. وكانت الشعارات وتجميع العواطف لولادة (الدولة الشيعية) تترافق مع أبواق وأصوات وصرخات العداء والاستعداء للعرب والعروبة (القومجية) وعلى أن: إيران هي الملاذ، والوهابية والسلفية ستقتلع حواضر الشيعة من الوجود.. تناغم مخطط له بعناية بين (مظلومية الشيعة) وبين (مظلومية الأكراد) في أكبر كذبة عرفها تاريخ المنطقة برعاية أمريكية ومباركة ضمنية وعلنية من شقيقتنا إيران، وتزمير من أزلام الزفة إن كان الواقع عرسا والجنازة إن كان الواقع موتاً... وتعني أن ثلاثة أرباع الشعب العراق كان واقعا تحت المظلومية في عملية استحضار لكل غبار التاريخ وألغامه العرقية الشعوبية والشوفينية والطائفية.. ولا نعرف كيف استطاع العراق الانتصار على إيران في حرب الثمان سنوات وشعبه واقع تحت هذه المظلومية، إلاّ إذا أدركنا أن حملة الشيطنة وتبشيع التاريخ والصورة تستدعي أن يحرف كل شيء ويتحول إلى النقيض، وجل ما كان يهز كيان العراقي المراقب لما يجري هو ماذا سيحصل لمقابر الشهداء في النجف وكربلاء؟ وكيف ستغيب حقيقة أنهم استشهدوا دفاعا عن العراق؟.. ولم يطل بنا الانتظار حتى بدأت فورا إجراءات قطع رواتب واستحقاقات عوائل شهداء القادسية!!.
وظلت بغداد يا (سيد المقاومة) تحوم مكسرة الأطراف والأجنحة وكأنها لم تكن حاضرة الأمة والإنسانية.. تستصرخ مَن يعيد إليها عزها العراقي البهي الذي نعقت في أرجائه الغربان ومزقت أحشائه الذئاب وبنات آوى... فكان الرد على استنجادها غزو المليشيات (البدرية والمهدية والبيشمركة)، القدر الذي رسمه حقد السنين وشره السلطة المنحطة والنهب الذي أراد له الله سبحانه أن يزيد من وقود جهنم وحطبها... وتحولت ولودة المجد التليد والحضارات الشامخة إلى ولود لدبابير الخبث والموت المجاني وولود للضغائن والأحقاد التي خلقها رواد عيد الزهرة و(عمير) و(ضلع الزهراء) و(راكبة الجمل) وغيرها من ركائز الضغينة المقيتة على الإسلام الحنيف التي لا يعرفها أحد قدر ما نعرفها أنا وأنت سيدي.
هكذا سيدي جاءت ولادة (العراق الجديد).. والتي رغم كونها ولادة عهر وزنا وكفر.. غير أن ما شل حواسنا وأطرافنا وأوقف قدراتنا عن التفكير السوي هو ان يسكت (السادة) وتصمت الحوزة ومراجعها على ما يحصل.. بل وأكثر وأدهى أنها فتحت صدرها وأذرعها لتضم إلى حاضنتها (جند المرجعية) وهم أفراد لا يتشرف تاريخ الوطن بأسمائهم مثل موفق الربيعي واحمد الجلبي والمليشيات القادمة بأيديولوجية الولاء لإيران ونهجها الذي شرحناه آنفاَ.. وأغشيت أبصارنا بمشاهد المعممين وهم يقودون حملات الدهم على البيوت والعوائل الآمنة في ليل كربلاء والنجف والقادسية والمثنى الدامس ليقتلوا وينهبوا ويسلبوا ويوزعون الجثث الممزقة على حاراتنا وشوارعنا وأزقتنا.. وفينا مَن كان يُقبل يد القتلة وينحني لهم لأنهم جند المرجعية وسادة يحق لهم تنفيذ حكم الله في الأرض..
والأدهى والأمر يا (سيد المقاومة) إن الحوزة ومراجعها قد أوعزت عبر وكلاءها الذين قاموا عملياً بإدارة المحافظات سراً وعلناً أن علينا أن نجلس في بيوتنا ولا نتعامل مع الأمريكان كمحتلين...!!!!! وأن حقن دمائنا أوجب أمام قوة الغازي الضاربة.. فأطعنا سيدي.. غير أن دماءنا لم تُحقن فلقد أهدرها (آية الله كاظم الحائري) في قوائم التصفيات الشرعية التي نفذها (جند المرجعية) بقدرات دموية مشهودة.. ورغم أننا أطعنا، إلا أن الحوزة لم تتدخل أبداً لإعادتنا إلى وظائفنا وقطعت أرزاق الملايين بقرارات (الاجتثاث والإقصاء) في أخس عملية انتقام جمعية عرفها تاريخ الشعوب.
وصفقت المرجعية وأيران لمجلس الحكم سيئ الصيت!!!
وصفقت المرجعية وإيران لدستور الصهيوني نوح فيلدمان!!!
ووقفت مكتوفة الأيدي أمام جرائم القتل على الهوية!!!
ووقفنا نحن مثقفو الشيعة نستحي من ظلالنا إذ يقوم من يدعون تمثيلنا ببيع العراق أرباعا وأثلاثا من أجل موطئ قدم في حكم تحت بساطيل أميركا.
ووقفنا نحن مثقفوا وعلماء الشيعة حيارى بين ما تقوله إيران في الإعلام وبين ما نشاهده على الأرض من احتلال بـ (إطلاعات والقنصليات وقوات القدس).. وضخ ملايين العجم، تقوم جنسية كربلاء والنجف والبصرة مثلا ليل نهار عبر ضباط (بدر) بمنحهم الجنسية العراقية، وغزت مدارسنا الابتدائية والثانوية جيوش الفرس يمارسون اللطمية في اصطفاف الصباح ويتغنون بأناشيد الطائفية وشتم العراق القومي العربي.
إن العرب الذين يحبونك سيدي لا يحبونك لأنك شيعي بل لأنك (سيد المقاومة)، ونحن عندنا أبناء العراق ألف قصة عتاب وعتاب لسيادتك لن نبوح بها هنا في هذا المقام، وعشمنا بالله وبشفافيتك، وصدقك كبير في أنك تنصف دماءنا ونزف أوجاعنا ولا داعي لمزيد من القول..
لا نعترض سيدي على علاقتك بإيران.. بل أننا نتساءل كيف يمكن لهذه العلاقة أن تتم على حساب أهلك في العراق وعلى حساب إلغاء عروبة العراق وتقسيم جغرافيته وجسده الواحد؟
ولسنا بصدد تقييم سياسات (حزب الله) وعلاقته بمليشيات وأحزاب (المنطقة الخضراء).. لكن من حق أهلك في العراق أن يسألوا.. كيف يستوي أن تكون مقاوماً في لبنان ومسانداً للقتلة والجلادين في العراق.. وغير ذلك كثير سيدي..؟
ونحن إذ نتوجه إلى سماحتك بهذه الرسالة فأننا نأمل أن نحصل على رأيكم الكريم وموقفكم الرسمي في:
1 - شرعية حكومة (المنطقة الخضراء) والبرلمان المنتجين من قبل الاحتلال؟.
2 - موقفكم من الدول الإقليمية الأعجمية والعربية التي تدعم حكومة الاحتلال؟.
3 - موقفكم من المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية بكل فصائلها دون استثناء، ولسنا معنيين هنا بأي (تنظيم إرهابي) يقتل أبناء شعبنا في الجوامع والشوارع والأسواق والمراقد المقدسة؟.
4 - موقفكم من الدستور الفيدرالي الطائفي وما يحمله من مخاطر على الجسد العراقي الواحد؟.
5 - ما هو رأيك في مظاهر ومحاولات تقسيم العراق؟.
6 - موقفكم من النزاعات الخطيرة على ما يسمى بحدود الأقاليم والمحافظات التي تمثل مظهرا من مظاهر تقسيم العراق؟.
7 - موقفكم من سياسات تمييع عروبة العراق وإسقاط هوية العراق العربية في الدستور؟.
8 - موقفكم من المرجعية المساندة لقوى الاحتلال وعملاءه؟.
9 - موقفكم من الاحتلال الإيراني للعراق شراكة مع الاحتلال الأمريكي؟.
10 - موقفكم من قتل الفلسطينيين المقيمين في العراق، وتشريد الآخرين منهم الذين يعيشون منذ سنوات في مخيمات على الحدود العراقية السورية والأردنية؟.
11 - ما هو الموقف الشرعي من التعامل مع الحكومة التي نصبها المحتل؟.
ندعو العلي القدير سيدي أن نرى موقفاً بطولياً جديداً ليس بغريب عليكم في إعلان مساندتكم للمقاومة العراقية البطلة في كل فصائلها وفتح الأبواب أمام حوار ثلاثي بينكم من جهة وبين المقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية الباسلة من جهة أخرى لتشكل إطار موحد لحركة التحرر العربي لتكون ملاذا لآمال وطموحات الأمة من المحيط إلى الخليج في التحرر والتوحد والإنطلاق في دورها الإنساني الذاتي والموضوعي. وأن تمارسوا ضغطاً عبر علاقاتكم مع النظام الإيراني لسحب تواجده العسكري والسياسي في العراق، والكف عن طمس معالم الروح الوطنية لشيعة العراق وتسويد تاريخهم الوطني المشرق تحت أي مبرر كان، ودعوتها إلى دعم المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية وإطلاق سراح المتبقي من أسرى الحرب وإعادة الممتلكات العراقية المؤمنة قبل الغزو. وهذه هي أساسيات بناء علاقات جديدة بين العراق والعرب من جهة وبين إيران كشقيقة في الإسلام والجوار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته