نعم هي الغيرة العراقية ... إنها قطرة وليست جرة كما أراد البعض تصويرها زاعمين ان وقوفهم مع المحتل سيمهد لهم الاجواء المناسبة للحصول على مكاسب طائفية أو عنصرية لا يحصلون عليها إلا بإثارة النعرة الشعوبية ولابأس ان يقع بعض من الغيرة على الارض فما زال في الجرة معين لم ينضب ! والاحتماء بحراب محتل كافر من شأنه ان يمنحهم الوقت لاثارة لغط المظلومية مجددا ! التي تقودهم لطائفية الحكم وعنصريته حتى باتت رمزا للطائفية المقيتة والعنصرية المتصهينة ورافع لوائها طائفي عنصري صهيوني مقيت ... فحراب المحتل وإن أوقعت بعضا من الغيرة ففي الجرة ما يكفي ! هي ذات الجرة التي استدان منها المهترىء سيف الخياط فردة حذاء وجهها الى منتظر الزيدي إنتقاما لسيده وهاتك عرضه جورج بوش وهي ذات الجرة التي وجد فيها نوري المالكي أدلة إدانة سوريا حيث أدار واجهته نحوها تاركا مؤخرته بإتجاه ايران تلعب بها ما تشاء وهي ذات الجرة التي رأى من خلالها التيار الصدري على لسان نائبة عنه في برلمان العهر العراقي بأن الكويت بريئة من التدخل بشأن العراق الداخلي براءة الذئب من دم يوسف ... وهي الجرة ذاتها التي تسابق من خلالها عناصر المهدي وبدر لبيوت الله تدميرا ولكتابه الكريم حرقا وتدنيسا ولعباده الابرياء من كل ذنب قتلا وتشويها وتثقيبا ....
أما العراقي الاصيل فغيرته قطرة لا يباريها بدمع العين بل بالدم خوفا من ان تقع وما حصل في قرية ألبوحشمة التابعة لناحية يثرب في محافظة صلاح الدين عصر أول أيام عيد الاضحى المبارك قد كان بحق صعودا لا يباريه في الأجر الا صعود عرفة ... وعرفة هنا ليست عرفة التي تحدث عنها صاحب الجرة رئيس ادارة مطار النجف المرتبط بوكالتي إطلاعات والمخابرات الاميركية في آن واحد ! الذي دعا قبل أيام من العيد وبالتحديد يوم الثلاثاء 22/11/ 2009 للوقوف في كربلاء بدلا من الوقوف على عرفة !! ... وكانت دعوته هذه متناغمة مع سيده (أحمد علم الهدى) ممثل كبيرهم مرشد النظام الإيراني خامنئي في مدينة "مشهد" الإيرانية الذي دعا أن تكون "مشهد" هى "قبلة المسلمين" بدلاً من مكة المكرمة في دعوةٍ للتخلي عن الركن الخامس من أركان الإسلام ! مبررا ذلك بأن مرقد الإمام الرضا في مشهد بات المكان المناسب لجميع المسلمين أما الأماكن الأخرى فهي أسيرة بيد المستكبرين بزعمه !! ... أقول انه في عصر ذلك اليوم المبارك شنت دورية مشتركة أميركية عراقية حملة دهم وتفتيش لدور المواطنين من سكنة القرية رافقها اعتداءات صارخة من قبل الجنود الاميركيين على سكنة الدور رجالا ونساءا واستفزازات واضحة بحقهم وصادف وجود جندي عراقي من بين عناصر الدورية المشتركة ومن ابناء نفس القرية لتتحرك عنده قطرة الغيرة تستصرخه خوفا من ان تقع فإن وقعت فلا حديث بعدها عن شرف يعتد به ولا كرامة يركن لها ... إنه الجندي العراقي خالد حميد الحشماوي الذي نظر لبندقيته الكلاشنكوف كالعشيقة يحتضنها بين يديه لتبادره بالقول قبل ان يحرك لسانه : إرم يا خالد إنها لحظة غسل العار ولن أخذلك ... ما عليك الا الضغط على الزناد ... وأنا من غير نقطة الغيرة قطعة حديد لا تؤخر ولا تقدم فلا تفرط بها وبي ! ...
نظر خالد لعشيقته وقد ارتفعت حرارتها التي استمدتها من حرارة جسمه وبلمحة خاطفة تأكد من سحب أقسامها وزوال تأمينها ... فوجه فوهتها نحو الاميركيين وهم في ظلمهم لبني جلدته يعمهون وضغط على الزناد لتهلهل عشيقته فيردي ثلاثة منهم صرعى ويصيب الرابع عندها بدأ انسحابا سريعا أستبدل خلاله مخزن الاطلاقات فيلاحقه الاميركان ويشتبك مجددا معهم فيردي أحدهم صريعا ويصيب بعضا آخر ... يواصل الفر بعد الكر والاميركيون الغزاة يطوقون القرية وما حولها بحثا عنه ولكن عبثا فالبطل بين أحبابه ومريديه وعلى أرضه التي ولد عليها وترعرع فوقها ....
تكتمت القوات المحتلة على ما جرى في قرية ألبوحشمة فهي من ناحية ترى فيها قرية صغيرة نائية منسية لايصلها أعلامي ولا مراسل وبالتالي فإن الكشف عن ما جرى لا مبرر له ومن ناحية أخرى فإنها تريد للعراقي ان يكون صاحب جرة من غيرة مزعومة وليس قطرة والكشف عن بطولة الجندي العراقي في قرية ألبوحشمة تؤكد خلاف ما يبتغون ... فحذاري يا عراقيين فالمحتل أميركيا كان أم إيرانيا يريدون لكم الجرة نصيبا ليمرروا مخططاتهم ومن خلالها يدغدغون مشاعر من كان منكم مريضا أو على جهل بالمظلومية تارة وبالطائفية أخرى وبحب آل البيت ثالثة ! ومن أحرص على أهل البيت من العرب ؟ أم إن الحريصين عجم ورعاة بقر ؟ فاعقلوا يا أؤلي الالباب .
مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق