إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الجمعة، أبريل 17، 2009

وافق شن طبقة ... الشهرستاني والدلوعة الانغولية مثالا ... مصطفى العراقي


في إعلان لها ذكرت وزارة النفط العراقية انها أختارت بضع شركات من مجموع 34 شركة عالمية تقدمت بعروض لتطوير واستثمار حقول نفطية بلغ عددها 11 حقلا من أهم حقول النفط بالعراق ومنها حقل مجنون والذي يعتبر من أغنى حقول العالم من حيث احتياطياته النفطية الكامنة ... وإختيار هذه الشركات يبرز مشكلة ويكمن في فضيحة ! أما المشكلة فإنها ليست من الشركالت المعروفة عالميا ولا تمتلك باعا طويلا في مجال استكشاف النفط واستثمار حقوله وتطويرها فمنها الشركات الفيتنامية والباكستانية والهندية والانغولية رغم ان عدد الشركات المختارة لتتقدم بعروضها هو تسع شركات فقط ! جميعها سبحان الله غير ملتزمة ببيانات الشفافية ومتطلباتها ومنها أن تكشف عمّا إذا كان لديها نظاما سلوكيا يحتوي على قوانين محدّدة لمكافحة الرشوة وأن تكشف عن فحوى هذا النظام وتقييمه للإشراف الداخلي وعن أدائها في تطبيقه. ومن هذه الشركات المختارة شركة سونانغول الانغولية وهي شركة حكومية تعنى بشؤون توقيع عقود نفطية مع الشركات الاجنبية لاستكشاف واستثمار وتطوير الحقول النفطية في أنغولا ... وبتعبير دقيق فإنها شركة إدارية أكثر من كونها فنية وتستعين بالشركات العالمية من خلال عقود يتطلب تنفيذها الخبرة الفنية وكان حريّ بوزارة النفط العراقية التي يرأسها الايراني حسين الشهرستاني ان تستقطب شركات عالمية معروفة في مجال خبرتها الفنية وتاريخها النظيف في التعامل مع الاطراف التي توقّع عقودا معها وليس مع شركة لا تمتلك من الخبرات الادارية والتسويقية أكثر مما يمتلكه العراقيون الذين أداروا مواردهم النفطية بنجاح منقطع النظير منذ تاميمه عام 1972 لتتراكم لديهم من الخبرات ما قلّ نظيرها في كثير من دول العالم ...

فما الذي دفع بالشهرساني لتحديد هذه الشركات بالذات لتتعامل مع حقول نفط يسيل لعاب دول كبرى عليها ؟ متخذين من شركة سونانغول الانغولية مثالا ... المثل العراقي يقول ( يدهدر الجدر ليجد غطاه ! ) ويبدو ان الايراني الشهرستاني وجد ضالته في الشركة الانغولية وما شابهها من شركات ! فهذه الشركة الانغولية المسماة بسونانغول لها تاريخ طويل في عدم الشفافية ومقدرة متطورة بالحسابات ( القانونية ) في إبتلاع المليارات من عائدات النفط الانغولي والذي وصل الى 40% منها ! أي إبتلاع نفس النسبة تقريبا من مدخولات الخزينة الحكومية في أنغولا بإعتبار ان النفط يشكل90% من الواردات الانغولية !! في بلد يعاني معظم سكانه من العيش تحت خط الفقر بمراحل حتى كانت المجاعة تنهش بأجسادهم كما تنهش سونانغول عائدات النفط !! وما أشبه أنغولا بعراق اليوم !

ولاستكمال القصة فإن أخبار الفساد والمفسدين في أنغولا المتخفين وراء واجهات سونانغول النفطية عمت المعمورة وروائحها أزكمت النفوس قبل الانوف مما حدا بمنظمة شاهد العالمية ( ويتنس كلوبال ) للكشف عن إختفاء عائدات النفط في ئانغولا على نطاق واسع وطالبت بالوقت نفسه من الشركات العاملة فيها بإتباع أقصى حد من الشفافية وبالخصوص فيما يتعلق بالرشا بإعتبار ان هذه الشركات بضغط من الحكومة الانغولية متمثلة بشركة سونانغول كانت تخفي معلومات مهمة عن الضرائب ومدفوعات مختلفة متوجبة للحكومة الانغولية بالتواطؤ مع مسؤولين حكوميين فاسدين في سونانغول ! ويبدو ان هذه النداءات القادمة من منظمة شاهد العالمية قد وجدت اذنا صاغية لدى إحدى الشركات العالمية العاملة في أنغولا بعقد مع سونانغول مما جعلها تقدم وعودا بالكشف عن مدفوعاتها للحكومة الانغولية وهنا كانت ردة فعل سونانغول الحادة حيث هددت الشركة العالمية بفقدان إمتيازاتها وعقودها الحالية والمستقبلية ان هي تجرأت على كشف مدفوعاتها للحكومة الانغولية !! هذا الموقف الحاد الذي وجّه بكتاب رسمي للشركة المعنية مع نسخ منه لباقي الشركات النفطية الاجنبية العاملة دفع بالكثير منها بإختلاق أعذار واهية تفاديا لكشف مدفوعاتها الحقيقية وبالتالي فقدان عقودها في بيئة تحتضن مكامن نفطية يسيل لها اللعاب ومن هذه الاعذار انها لو نشرت تفاصيل مدفوعاتها فلا يمكن حساب العائدات الاجمالية التي تحصل عليها الحكومة الانغولية بسبب تراكم الحسابات في سونانغول التي لا تنشر الا القليل من المعلومات ! مما يعني إعترافا ضمنيا بوجود فجوة كبيرة في الحسابات ... إلا ان هذه الحجة ضعيفة وواهنة كما تقول منظمة شاهد العالمية ولا تحمي الشركات من تهمة التواطؤ مع القادة في انغولا لانه من الممكن الحصول على مقدار تقريبي لعائدات سونانغول لو نشرت جميع أو أغلب الشركات العالمية العاملة في أنغولا حساباتها بموجب قوانين النزاهة والشفافية المعتمدة عالميا ... لتعود هذه الشركات المتواطئة مع سونانغول لحجة أخرى وهي ان نشر مثل هذه الحسابات يسيء لسياسة السرية الشرعية لهذه الشركات وهذه حجة تقول عنها منظمة شاهد العالمية باطلة ايضا حيث بالامكان دمج الارقام الصادرة عنها في حزمة أرقام واحدة تحتفظ بشرعية السرية لديها ... ان شركة سونانغول الانغولية أحرزت بجدارة لقب ( الدلوعة ) الذي أطلقته عليها المنظمات غير الحكومية في بقاع شتى من المعمورة لانها ومن خلال التهديد بفقدان العقود ومواطيء القدم على الاراضي الانغولية تمكنت من فرض دلعها وتحكمها بشركات عالمية كبرى تسعى للربح في بلد مثل أنغولا أهدرت ثروات شعبه علنا لصالح طغمة فاسدة من الحكام ... والشهرستاني اليوم كما يبدو قد عقد العزم بالاستفادة من خبرات الدلوعة سونانغول في مجال الفساد والافساد ... وعودة للسؤال ذاته في بداية حديثنا عن الذي يدفع الشهرستاني لمثل هذه الشركات فإن الجواب بات واضحا فالشركة التي تبتلع المليارات في بلدها لن تتوانى عن إبتلاع أضعاف مضاعفة منها لصالحها وصالح نفس شريحة الحكام الفاسدين في العراق وأنغولا !!

بعد هذا وذاك فإن مراقبين دوليين يشمون في طبيعة الشركات المختارة روائح نتنة منها ما هو قادم من تل أبيب وأخرى تحمل إصفرار بذور الخشخاش الايراني حيث ان سونانغول لا تخفي علاقتها المالية مع تل ابيب كما لا تخفي شركات كازاخستانية تلك العلاقة مع طهران ! نعم فمن بين هذه الشركات ( العملاقة !! ) التي سيسلم لها الشهرستاني نفط العراق تجد الشركة الكازاخستانية والفيتنامية والباكستانية والهندية والانغولية !!

والحديث عن هذه الشركات يقودنا لما صرح به شاهد من أهلها !! النائب في البرلمان العراقي جابر خليفة جابر مؤخرا عن نية لجنة النفط والغاز إلغاء جولات العروض الحالية كما تسعى اللجنة لالغاء إتفاق الغاز وبقيمة مليارات الدولارات وقعته وزارة النفط مع شركة رويال داتش شل العام الماضي واصفا إياه بغير الدستوري (!) حاله حال الاتفاق الذي أبرمته الوزارة ذاتها مع شركة ( سي ان بي سي ) الصينية علما ان الاتفاقين قد جوبها باعتراضات عديدة من حيث المضمون إذ ان الاتفاق مع شل يمنحها حق إحتكار الغاز العراقي والذي لم يمنح الاولوية لتجهيز السوق العراقية خلافا لما أعلنه وزير النفط والشركة المعنية ذاتها ! وبهذا فإن شركة شل بموجب قوانين دلع الشهرستاني ستحصل على الغاز وتصدره للخارج بينما تستورد السوق العراقية بأسعار باهظة إحتياجاتها منه !! كما ان مراقبين أشاروا الى ان الاتفاق مع شل بكل ما فيه من إساءة للاقتصاد العراقي جاء على أساس مكافأة المحتل حيث ان شركة شل هذه رغم انها مسجلة في هولندا الا ان رأسمالها أميركي أما ما قاله المراقبون عن الاتفاق مع الشركة الصينية فإنه يأتي بموجب أوامر صدرت عن طهران بشكل مباشر للايراني الشهرستاني كمكافأة هي الاخرى لموقف الصين تجاه الملف النووي الايراني في مجلس الامن والمحافل الدولية ... ومن الجدير بالذكر فإن شركتين روسيتين كانتا من ضمن الشركات المعدودة هما روسيا نفط وتاتا نفط إضافة للهندية والكازاخستانية والباكستانية والفيتنامية والدلوعة الانغولية التي يحق لها التقدم لاستثمار الحقول المهمة لسبب لا يختلف كثيرا عن الاتفاق مع الشركة الصينية بأوامر من إيران لموقف روسيا المساند في الملف النووي كما في التسليح الايراني !! ولعل تأكيد نوري المالكي في زيارته الاخيرة لروسيا على موضوع الاستثمار النفطي الروسي في العراق دليل أكيد على ما ذهبنا إليه .


الثلاثاء، أبريل 14، 2009

ديمقراطية الارنب والغزال ... ديمقراطية الرعاع حكام العراق مثالا ... مصطفى العراقي


تريد ارنب أخذ أرنب ... تريد غزال هم أخذ أرنب ... بعد شتريد وكول ماكو ديمقراطية بالعراق الجديد ... كان هذا لسان حال المتمشدقين بديمقراطية المحتل في العراق ... ديمقراطية رعاة البقر المستوردة من البيت الابيض الاميركي بإدارتيه القديمة والجديدة ! يقال ان أسلاف جورج بوش كانوا ممن يمتلكون بنية رياضية قوية ساعدتهم باستغلال قانون معتمد في القارة الجديدة أميركا حينها أبشع إستغلال وينص على إمتلاك اراض بقدر ما يطوي المرء من مسافات ركضا ليضع بعدها لافتة دلالة يغرسها في الارض تشير لملكيته الخاصة من الاراضي ويتم تسجيلها بإسمه وإسم ورثته من بعده ! وهكذا ورث جورج بوش وعائلته مساحات شاسعة من الارض في ولاية تكساس الاميركية والتي شاءت الصدف ظهور النفط بين ثناياها لتصبح هذه العائلة من مالكي آبار النفط تنعموا بخيراتها في ظل رأسمالية تزيد الغني غنى وتسكن الفقير منازل ذل وفقر ومهانة ... من هنا فإن لعاملي القوة والنفط تأثير كبير في تربية جورج بوش وإندفاعه في سلّم الوظائف العامة ليصل كما وصل أبوه لرئاسة الولايات المتحدة مما فاقم كثيرا في تأثير هذين العاملين على نفسيتهما وتصرفاتهما ولعل العدوان على العراق عام 1991 وما لحقه من غزو واحتلال عام 2003 يعودان لتاثير هذين العاملين القوة والنفط عليهما ....

والقوة الغاشمة اساسها باطل كما ان النفط وثرواته تدفع بمن أمتلك أسلافه الارض بفعل الجري لاقصى اندفاع الى باطل أيضا فكيف يمكن للباطل ان يولد حقا ؟ إنه يولد باطلا لا محالة وهكذا كانت الديمقراطية التي حملها جورج بوش الى العراق ! انها ديمقراطية الارنب والغزال لاغتصاب الحق وإفشاء الباطل وهكذا هم حكام العراق اليوم الذين تتلمذوا على يد سيدهم جورج بوش ! دفعني للحديث عن هذا الموضوع قيام قائم مقام سنجار في الموصل المدعو دخيل قاسم وهو كردي باعلان إنفصاله عن محافظة نينوى وإلحاق إدارة القضاء بمحافظة دهوك على قاعدة ( تريد أرنب ... ) الديمقراطية والسبب وراء ذلك ديمقراطي أيضا ! فقائمة التحالف الكردستاني لم تفز في محافظة نينوى في الانتخابات الاخيرة مما أستوجب انتخاب محافظ من أهلها ! ولما كان القائم مقام دخيل لا يفضل العمل إلا مع محافظ كردي من حزب مسعود بالذات أو مستكرد مسعودي مثل محافظ نينوى المنتهية ولايته كشموله فإنه فضّل الانفصال ديمقراطيا (!) والالتحاق بسيده مسعود برزاني ... ولله في خلقه شؤون ديمقراطية !!

وديمقراطية ( أخذ أرنب ... ) ليست مقتصرة على شمال العراق بل انها جارية على قدم وساق في وسطه وجنوبه ... فبعد ان حصد يوسف الحبوبي غالبية الاصوات في كربلاء تؤهله لنيل منصب المحافظ فقد تم ( تعيينه ) نائبا ثانيا للمحافظ بحجة ان عشرات الالوف من الاصوات التي نالها لم تكن لقائمة وانما لفرد واحد تمثل في شخص الحبوبي في مهزلة ديمقراطية ان وصفت بديمقراطية ( أخذ أرنب ... ) كان بمثابة رفع لشأنها ! علما ان ان النائب الاول يمتلك بضع صلاحيات لا تقدم ولا تؤخر بينما النائب الثاني مجرد خراعة خضرة فلا صلاحيات له بإستثاء النوع الذي لا يسكّن متحركا ولا يحرّك ساكنا !! وهكذا تضيع عشرات الالوف من أصوات الناخبين في أدراج مكتب المالكي بطل ديمقراطية ( أخذ ارنب ... ) !

أما ما يجري في النجف فأمره يعيدنا لقانون الجري الاميركي بغية إستقطاع أكبر قدر ممكن من الارض يرثها عباد الشيطان باطلا ! فقائمة ( مع قم ... مع قم ) الايرانية جاءت بالمرتبة الخامسة والاخيرة ! ومع هذا وبإسفاف بالغ يخجل معه الابتذال نفسه يقرر المالكي إبقاء محافظها المنتهية ولايته ابي كلل ونائبه مسؤول إطلاعات ألايرانية عبد الحسين أبتان بمنصبيهما بعد درس ديمقراطي ! على يد لاريجاني في زيارته الاخيرة للعراق والتي وصفت بالخاصة !!

وعودة لقائم مقام سنجار دخيل قاسم في رد له عن سؤال من ان اجراء انفصاله عن محافظة نينوى سيدفع حكومة المالكي لاعتباره خارجا عن القانون يقول وهنا أقتبس (عندما يفرضون القانون في بغداد يمكنهم الحديث بعد ذلك عن سنجار والتي هي اصلا مدينة كردية ولاشان لبغداد بها !! ) وهذا الرد الديمقراطي جدا تصريح ضمني بإن ما يقوم به غير قانوني إلا انه جاء منسجما مع فلتان القانون في العاصمة بغداد التي شهدت في الايام الاخيرة حوادث تفجيرات راح ضحيتها العشرات من القتلى وأضعاف ذلك من الجرحى ليصل العدد الاجمالي بين قتيل وجريح الى ( 150 ) مواطنا !! ولعل تفجيرات مدينة الكاظمية كانت الابرز بينها حيث طالب أهلها بمعاقبة عناصر نقاط التفتيش التي مرت من خلالها السيارات المفخخة والتي قال عنها بوق الاحتلال قاسم عطا ان أعدادها تصل الى 500 نقطة تفتيش ! تمتلك جميعها أجهزة كشف المتفجرات التي يراها العراقيون بأعينهم ورغم هذا فإن بوق الاحتلال هذا يزعم ان سبب ألاختراق يعود لعدم توزيع الاجهزة الكاشفة والتي سيتم توزيعها قريبا على حد قوله ! وفات هذا الدعي ان العراقيين يعلمون جيدا من وراء هذه التفجيرات وان المواد الناسفة ليس بإمكانها إختراق كل هذا العدد الفلكي من نقاط التفتيش ما لم تكن قد مرت بمواكب رسمية !!

ودليلنا ان المالكي ربيب حارات إيران وبعد ان تعهد بملاحقة مرتكبي أعمال العنف هذه وجّه قواته الامنية لمحاصرة الفلوجة حتى ان عناوين بارزة ظهرت في الكثير من وسائل الاعلام كانت تحت عنوان ( يفجّرون في الكاظمية ويداهمون في الفلوجة ! ) ... ألم أقل لكم انها ديمقراطية ( أخذ أرنب ... ) رغم اننا لسنا بصدد خيار ديمقراطي آخر ما دام الاحتلال الاعمى في توجهه ماكثا على الصدور مستبيحا كل القيم والمباديء على يد أذنابه ... ورحم الله الشاعر الذي قال ..... أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمُ ... قد ضل من كانت العميان تهديهِ .





الخميس، أبريل 09، 2009

أبو رغال الصغير هل وصل الى ( المغمس ) العراقي تمهيدا لرجمه ولعنه حتى يوم يبعثون .. مصطفى العراقي

يقول الطبري في تاريخه ان أبا رغال رجل من ثقيف جاء مع إبرهة ضمن حملته ليدله على البيت العتيق للذي ببكة مباركا تمهيدا لهدمه ومنع العرب من التوجه إليه واستقطابهم نحو ( القليس ) الذي بناه إبرهة في صنعاء بدلا عنه ليسجل أبو رغال السبق بين العرب في خيانة قومه مقابل دريهمات معدودات فالعرب حينها لم يكونوا على دراية بأن أحدهم يمكن ان يخون قومه حتى ان شعراءهم حينها شككوا في صحة نسبه وصنفوه لقيطا !! بينما رفع عبد المطلب يده الى السماء ليقول كلماته الشهيرة ( إن للبيت رب يحميه !! ) ... وفي الطريق وعند موقع يقال له ( المغمس ) مات أبو رغال قبل ان يكمل مشوار خيانته ليدفن هناك ولما يزل موقع قبره مقصد كل راجم ولاعن ! حتى بات إسمه كنية كل خائن لشعبه وأهله ... تذكرت الطبري وتاريخه وانا أقرأ خبرا عن إلقاء القبض على عاصم جهاد مدير المكتب الاعلامي لوزارة النفط ونائبه بتهمة الفساد المالي والاداري بعد ان قضى طيلة السنوات المنصرمة منذ إحتلال العراق بمنصبه ورغم ان هذا الامر لا يعدو مستغربا من العراقيين الذين يعرفون كم من أبي رغال من الكبار والصغار يتقلدون اليوم مفاصل الحكم في العراق الجريح إلا ان له دلالاته فأبو رغال الكبير وزير النفط الشهرستاني الايراني متشبث به وقاوم تنفيذ أمر إلقاء القبض عليه بموجب صلاحياته وفق المادة (136 ) من قانون اصول المحاكمات التي تمنع اعتقال أي موظف رسمي الا بموافقة الوزير خوفا من كشف المستور فعاصم جهاد يعرف البير وغطاه ! إلا ان إتفاقا لاحقا أبرم بين أقطاب دولة القانون كما يتمشدق نوري المالكي ! من شأنه أن يتم إطلاق سراحه بكفالة تمهيدا لتهريبه خارج العراق ويا دار ما دخلك شر ! وهكذا كان إذ عاد قاضي النزاهة الذي أصدر بحقه أمر القبض ليصدر أمرا لاحقا باطلاق سراحه بكفالة مائة مليون دينارعراقي ! يا بلاش ! ألم يكن من المفروض ان تكون عملة الكفالة صعبة بالدولار من جنس عملة تسعير برميل النفط الذي يسرقون ؟ وقبل هذا وذاك نتساءل كيف يتم اطلاق سراحه بكفالة ووفق أية مادة قانونية والتهمة خطيرة تتعلق بفساد مالي وإداري ضارب أطنابه بعمق من باب وزارة النفط حتى ( محرابها ) !!

ولما أنته من كتابة الموضوع حتى يصدق حدسي فيعلن ناطق بإسم القوات الامنية عن إختفاء الناطق بإسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد والمتهم كما قال بملفات فساد مالي وإداري كبيرة عل حد وصفه مضيفا ان البحث جار عنه !! مؤكدا كالعادة ( لاستكمال ديباجة المسرحية ) عن قيام القوات الامنية بالسيطرة على المنافذ الحدودية لمنعه من الهرب !! ملقيا المسؤولية على (عاتق) وزارة العدل التي أطلقت سراحه بكفالة ولم تتحفظ عليه !! وعلى ذكر ( عاتق ) فإن معناها في المعاجم الرقبة الطويلة ألتي تحتمل أكثر مما تحتمله القصيرة فأية رقبة عاتق هذه التي تمتلكها وزارة العدل في العراق لتعلق عليها كل هذه الموبقات بإسم العدالة ؟

بعد هذا وذاك فإن عاصم جهاد يمثل نموذجا مصغرا عن سياسيي العهر في العراق المحتل من اللصوص والسراق فتراه ان أراد بث إعلانات ودعايات خاصة بالنفط جعلها بكل شفافية ! من نصيب المكتب الاعلاني الشخصي الذي يمتلكه لينساب بتدفق متسارع المال العام في جيوبه بلا وجع قلب ! وأن أراد بثا حيا لبرنامج تلفزيوني مثل ( النفط والمستقبل ) سارع بكل شفافية لاعداده عن طريق مكتبه الشخصي هو الاخر ليبث على قناة العراقية ! حيث ينفرد أخوه زاهد جهاد في القناة المذكورة بفحص المواد التلفزيونية ! رغم ان عاصم جهاد لا يحتاج لمن يمرر مواده في قناة العراقية لكونه يعمل رسميا فيها بمنصب مراقب عام لشبكة الاعلام العراقي ويستلم راتبا بالشيء الفلاني وبشكل رسمي عن منصبه هذا رغم إنه مدير المكتب الاعلامي بوزارة اخرى هي النفط عملا بمبدأ زيادة الخير خيرين !!! في سابقة لم يجرؤ أحد في دول العالم المتقدمة والمتخلفة على الاتيان بها وحتى في جمهوريات الموز التي بات العراق يقع تحت توصيفها ....

ورغم ان عاصم جهاد لا يستحق الكتابة عنه فهو صغير حد استنكاف السطور مبتعدة عنه تاركة بضع نقاط سوداء تحكي تاريخه إلا إنه يمثل كما أسلفنا نموذج أبي رغال المتوطن في خلفية حكام العراق اليوم المتربعين كقطع الشطرنج في مصفوفة وضعها الاحتلالان الاستعماري الاميركي والاستيطاني الايراني إن سقطت أحداهن بفضيحة هبت باقي القطع دفاعا عنها ليس حبا ولكن خوفا من هتك سترها لترابطها في الفساد معا وسمسرة بعضها للبعض ألاخر كما يجري اليوم بين وزراء ونواب ومتنفذين ... فمن جانبه صرح عرابه وزير النفط حسين الشهرستاني بعد ان أمّن هروبه بأنه غير مسؤول عنه والمسؤولية تقع على عاتق (!) الجهة السياسية التي رشحته لهذا المنصب !! ناسيا أو متناسيا إن تلك الجهة لا تخرج عن إطار المحتل الذي رشحه وزيرا في حكومة إحتلال كما رشح من قبله عاصم جهاد مديرا لمكتبه الاعلامي ! والذي ليس خافيا ومنذ الايام الاولى للاحتلال كيف عرض خدماته للمستشارة الاميركية لشؤون الاعلام في إدارة اللعين بول بريمر ... إنه التاريخ يأبى إلا أن يعيد نفسه فإذا كان أبو رغال قد شبع لعنا ورجما منذ عام الفيل حتى اليوم والى ما يشاء الله وهو لم يكمل مشوار خيانته فما بال هؤلاء ألذين أكملوه وأتموه والمغمس العراقي لهم بالمرصاد لعنا ورجما... ألا لعنة الله على الظالمين ... فللعراق رب يحميه ومقاومة تذود عنه .

الأحد، أبريل 05، 2009

إنهم نتاج حمل سفاح خارج رحم العراق ... مصطفى العراقي


من المعروف والذي لا يختلف فيه إثنان ان الاحزاب الشيعية الحاكمة في العراق تمكنت من خلال وقوفها مع المحتل الغاشم من السيطرة على مقاليد الامور في هذا البلد وان هذا الوقوف يتجاوز خط الخيانة العظمى بمسافات لمن هم من العراقيين من مؤسسي هذه الاحزاب واللاهثين وراءهم من العراقيين الذين جعلوا مبتغاهم في مناصب وظيفية وسحت حرام ... وهو بمثابة الغدر الفاضح لمن هم من غير العراقيين ومنهم كل ذوي الاصول الايرانية الذين تعود اليهم فكرة تاسيس هذه الاحزاب وانقيادها لحلف شيطاني قبل وبعد الغزوالاميركي الذي أفضى لاحتلال العراق ... وان هذه الاحزاب ومن دون استثناء سواء منها من تشكل قبل الغزو أو بعده فإنها تنفذ أجندة ايرانية بنيت على اساس تدمير العراق بالاستعانة بالقوة الاميركية بعد ان فشلوا في المساس به من خلال أعوانهم وشراذمهم على مدار عشرات السنين والتي كان أبرز معالمها الحرب القذرة التي شنت عليه من قبل ايران الخميني لتنتهي بكأس سم تجرعها الاخير ومات عليها ... ان هذه الحقيقة الثابتة تجعل كل ما جرى ويجري في العراق بعد إحتلاله بمثابة حمل سفاح جرى خارج رحمه فهو حمل سفاح تبقى لا شرعيته ملاصقة لهذه الاحزاب حتى يوم الدين من جهة ... وهو حمل جرى بعيدا عن العراق في مزاوجة متعة بين الاميركيين ومن يقف معهم وملالي قم الذين حللوها بفتاو لا تقتصر على طالبي المتعة من البشر الرخيص وإنما على أنظمة حكم وإرادات دولية ...

هذا العار الملاصق حتى يوم يبعثون تنبهت له الاحزاب الشيعية الحاكمة في العراق فلا ريب انهم يحكمون في بلد هوالعراق حيث يستنكر أهله العار كيفما وقع ويهبون لغسله ان لم يكن اليوم فغدا لا محالة ولعل الشيعة من اهله قبل غيرهم سيكونون رأس النفيضة ... من هنا تكررت تصريحات وأقاويل باطلة صادرة عن قيادات هذه الاحزاب والمرتمين في أحضانها في الفترة الاخيرة لتصل الحال بعراب الاحتلال ذاته أحمد الجلبي لنفي علاقته بدفع ألادارة الاميركية لغزو العراق وهو الذي فعل الافاعيل وأستمرأ الاكاذيب في تضخيم صورة اسلحة الدمار الشامل وخطرها على المنطقة وخصوصا أصدقاء أميركا فيها وعلى رأسهم الكيان الصهيوني ... وهو الذي أخترع رموزا وهمية عقد لها المؤتمرات واللقاءات الصحفية لتقدم براهين وهمية هي الاخرى تثبت دجلا إمتلاك العراق لهذه الاسلحة ... ولعل حزب دعوة المالكي كان له السبق في التبرؤ من عار الاحتلال من خلال عضوه المقرب منه علي زندي الايراني والملقب بالاديب ليصل الامر بعضو المجلس الادنى اللاإسلامي الايراني الجنسية همام حمودي ( كاتب الدستور العراقي الحالي على خلفية ما أقره الصهيوني نوح فيلدمان ) ليقول قبل أيام خلال لقاءه بمسؤول فرنسي ان غايتهم لم تكن إحتلال العراق !! وانما إسناد الشعب العراقي للتخلص من النظام السابق !! وما جرى في مؤتمر لندن الخياني لمعارضة العهر يؤكد ان الهدف هو احتلال العراق ! مما دفع ببعض الرموز للانسحاب منه والتي ما زالت بعيدة عن العملية السياسية التي جرت وفقه ! بل حتى مؤتمر صلاح الدين الذي جرى قبل ايام من غزو العراق في شماله المغتصب من قبل الكيان الصهيوني كان بمثابة الضوء الاخضر لاميركا باحتلال العراق تمهيدا لاسقاط نظام الحكم مقابل الدعم اللامحدود لقوات الغزو خلال تقدمها في الاراضي العراقية والتي ظهرت على شكل تواجد ميليشيات القتل والنهب القادمة من ايران ومن مناطق أخرى إضافة لفتاو أطلقت من النجف بعدم التصدي لقوات الاحتلال والتي ( بشّر) بها وفضحها عبد المجيد الخوئي اللاهث خلف دبابات المحتل والذي قتل في داخل الصحن الحيدري طعنا بالسكاكين في أول بادرة من بوادر التصفيات السياسية بعد الاحتلال بين الاحزاب الشيعية التي تهدف من خلالها الى السطوة على مقاليد الامور وجر كل المداخيل المالية بإتجاه جيوبها لتعقبها لاحقا سلسلة من الاغتيالات لم تتوقف حتى الان تناوبت عليها الاحزاب الشيعية بالضد من بعضها أو بالضد من طوائف ومذاهب أخرى تحول سيطرتهم على مقاليد الحكومة دون فضحها وتعريتها وبيان من يقف خلفها في ضبابية عتماء حالها حال عمليات الفساد المالي التي تجاوزت عشرات المليارات حتى اليوم ...

ولم يتوقف شريط التبرؤ من الاحتلال وما جرّ على العراق فهو في تواصل مستمر فهذا ما يسمى بالحزب الشيوعي العراقي بقيادة لطام بوجه مغاير وهو حميد مجيد موسى الذي كان له السبق الذي يخوله تصدر موسوعة جينتس عندما ربط في خلطة عجيبة بين الامبريالية الاميركية ومعتقدات لينين الذي أكاد أراه يتقلب في قبره كلما استرق نظرة وأخرى لحزب حميد مجيد موسى الذي لولا تقلب لينين هذا لوضع العمامة السوداء على رأسه ... فمنذ صغري وانا أسمع ان الشيوعي حتى يكون شيوعيا لابد ان يكون ضد الاحتلال ..أي إحتلال .. . وضد الاستعمار وضد أمريكا بالذات حتى قيل ان عزيز على المنلوجست العراقي الشهير أراد بأغنيته المشهورة (الراديو) الاشارة للحزب الشيوعي العراقي ... ففي قفشة من قفشات العميل الصهيوني الكردي محمود عثمان يقول فيها : {كنت في زيارة مسؤول كبير في المخابرات الامريكية و هو ضابط الأرتباط مع وزارة الخارجية الأمريكية عندما كانت أطراف المعارضة تلتقي بمن هب و دب كي يساعدها على اسقاط نظام صدام حسين وعندما هممت بالخروج رأى المسؤول انه من اللياقة توديعي حتى باب مكتبه الذي يقع في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية وعندما فتح باب مكتبه رأيت حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي واقفا كالذليل بإنتظار الدخول أو إن لديه موعدا مع هذا الضابط الكبير وفي يده حقيبة دبلوماسية وما ان رأني حتى أرتبك فوقعت الحقيبة من يده وتناثرت اوراقها على الارض فأسرعت لأساعده وانا أربت على كتفه قائلا (كلنا بهذا الطريق ! )....}} نعم كانت هذه واحدة من قفشات محمود عثمان النائب (المستقل) في التحالف الكردي الذي أشتهر بها و نشرت في الكثير من المواقع الالكترونية حينها و لمن يحب فإنه يستطيع عمل بحث عن اسمه و سيجد الكثير منها... فهذا وأمثاله كبعض المواقع الالكترونية التي تدعي عراقيتها والتي تتخذ من اليسارية شعارا لها وهي مواقع طائفية تقع في حضيضها ودركها المخزي السفلي .....
ولعل حميد مجيد موسى بذلته فهو لا يستحق الحديث عنه الا من باب كسر ملل القاريء وهو يقرأ مقالا ما وإنما التركيز ينبغي ان يوجه لعرابي الخيانة من عراقيين على رأسهم نوري المالكي وأذياله من عراقيين ومستعربين وإيرانيي الاصل ... والغدر وعلى رأسهم عدو العزيز اللاحكيم وشرذمته من إيرانيي الاصول المعطوبة ... هؤلاء الذين أرتضوا العار الابدي عندما سلموا العراق للمحتلين وربما قيام بعض المواقع بالكشف عن وثيقة عبارة عن كتاب صادر عن نوري المالكي بصفته رئيسا للوزراء في آذار من عام 2007 والموجه لكاظمي قمي سفير ايران في بغداد والذي يسيطر كاملا على مجريات الامور في العراق سياسيا واقتصاديا ومدى الارتماء المخزي تحت أقدام قمي فيما يخص بتصفية شخصيات برلمانية وبالتنسيق مع فيلق القدس الايراني صاحب السطوة في العراق المحتل وعمل ملفات كيدية لسياسيين وأعضاء برلمان بغية تصفيتهم من خلال مداهمات وتصفيات واعتقالات تحت غطاء خطة فرض القانون تؤكد بما لا يقبل شكا أو تأويلا بأن هؤلاء ليسوا أكثر من نتاج فعل فاضح في رحم عفنة أتخذت من جوار العراق اماكن لممارسة الزنا في وقت وبفضل المحتل جعلت من العراق اليوم مكانا لتفريخ لقطاء وأولاد متعة يحكمون بإسم طواغيتهم ...




الخميس، أبريل 02، 2009

ديمقراطية حكومة المالكي المزعومة في الحضيض ... نقابة المعلمين مثالا ... مصطفى العراقي

تواجه نقابة المعلمين في العراق هجمات متشددة من قبل حكومة المالكي التي شكلت لجنة منحتها كافة الصلاحيات التي سمحت لنفسها بمطالبة النقابة بتسليم مفاتيح مقرها إضافة لكافة سجلاتها وان الهيئة العامة للنقابة المذكورة لن يتم السماح لها بالترشيح مجددا للانتخابات القادمة ضمانا لعدم إعادة انتخابها من قبل جمهور أعضائها كما ورد على لسان بعض أعضاء اللجنة المذكورة ! في وقت تؤكد الهيئة العامة لنقابة المعلمين في العراق إنها لن تسلّم مفاتيح المقر أو سجلات العضوية إلا لقيادة منتخبة وعبر مؤتمر وطني مفتوح ينظم من قبل النقابة ذاتها بعيدا عن تدخلات حكومة المالكي التي من شأنها ان تعمل على تزوير الانتخابات ونتائجها كما عرف عنها وفي كافة المجالات من هذا النوع ... ونحمد الله ان هذا الكلام ليس من عندياتنا أو من عند عراقيين متابعين لما يجري وإلا واجهوا نعوتا جاهزة بالسلفية والصدامية والبعثية ليجدوا أنفسهم لاحقا تحت طائلة القانون وفق المادة (4) إرهاب !! كما جرى ويجري للكثيرين ممن أختلفوا بالرأي مع حكومة المالكي وخصوصا فيما يتعلق برفض الهيمنة الايرانية على العراق ومسائل فضح الاجراءات الحكومية فيما يتعلق بحقوق الانسان وممارسات التعذيب وفق الطريقة الايرانية المختومة بخبرة سجن إيفين سيء الصيت والتي كان أحمدي نجاد الرئيس الحالي لايران أول من وضع أسسها في بداية الثمانينات خلال عمله الاجرامي بين جدرانه تحت إسم مستعار ... دكتور ميرزايي !! بموجب شهادات دولية موثقة لسجناء في السجن المذكور كتبت لهم النجاة بقدرة واحد أحد ...

فهذا الكلام صادر عن ( بيبول ويكلي وورلد ) التي أضافت قائلة ان اسلوب التدخل السافر لحكومة المالكي لم يشمل نقابة المعلمين في العراق بل انه تعداها لنقابات واتحادات عدة أرادت الحكومة التي تدعي كونها منتخبة ان تكمم أفواه هذه النقابات والاتحادات واستبدالها بطائفيين أعتادوا التطبيل والتزمير لكل حاكم مقابل دراهم حرام تغدقها عليهم الحكومة أو من خلال استغلال مواقعهم للولوج لعالم السحت والفساد تغمض عنه الحكومة المنتخبة ! عينا وتدلفع عنهم عند انفضاح أمرهم ... وما يجري اليوم مع نقابة المعلمين سبق وان جرى مع نقابة المحامين الا ان الاخيرة تمكنت بفضل اصرار هيئتها العامة من قطع دابر السرطان المالكي وما يقال عن نقابة المحامين يقال أيضا عن نقابة الصحفيين العراقية كما يقال عن الاتحاد العام لنقابات العمال الذي قدّم شكوى كما تقول الصحيفة ضد الحكومة العراقية الى منظمة العمل الدولية ILO أبرزت من خلالها التدخلات الحكومية السافرة تجاه الاتحادات العمالية والتي كان ابرزها اتحاد عمال النفط في البصرة الذي تعرض لفيض من تدخلات وزارة النفط بشؤونه وصلت لحد التهديدات السافرة بنقل أعضاء هيئته القيادية لمواقع نفطية بعيدة عن البصرة كما وطالب الاتحاد العام من المنظمة الدولية الضغط على الحكومة للتراجع عن ممارساتها والسماح للاتحاد وفروعه بممارسة تنظيم شؤونه بشكل مستقل ومفتوح ....

وأضافت صحيفة بيبول ويكلي وورلد ان تدخلات حكومة المالكي التي تمارسها ضد الاتحادات المهنية والنقابية في العراق لا تعد أعمالا عدوانية ضد الحرية النقابية فحسب بل هي بمثابة تدخل صارخ وغير مشروع ومسيّس فضلا عن انها خرق فاضح للدستور والقيم الديمقراطية التي يتمشدق بها المالكي بمناسبة ودونها ! وتشير الصحيفة ان هذا التدخل المسيّس والفاضح قد بدأ منذ حكومة ابراهيم الاشيقر الذي سبق المالكي في دفع العراق نحو الهاوية برعاية المحتل الاميركي والطامع الايراني إذ إنها ومنذ عام 2005 أصدرت أوامرا لا شرعية وغير دستورية قيدت بموجبها عمل المنظمات النقابية وفرضت السيطرة على ممتلكاتها وأموالها ... وتضيف الصحيفة المذكورة ان نقابة المعلمين ستلجأ هي الاخرى لاقامة الدعاوي في المحاكم الاصولية والدولية إضافة لمفاتحة الجهات العالمية ذات الاختصاص ضد هذه الاجراءات التي من شأنها تكريس الثقافة الدكتاتورية حيث تدعي حكومات الاحتلال المنصبة في العراق زورا وبهتانا انها جاءت للحد منها ...

ولعل مهرجان المربد الشعري الاخير المنعقد في البصرة فضح الكثير من قرقوزات الحكومة المالكية في العراق ومنهم عقيل المندلاوي المدير العام بوزارة الثقافة ... وروى شاعر عائد الى بغداد من البصرة حينها (رفض الإشارة الى اسمه) ان المدير في مكتب وزير الثقافة الموما اليه عقيل المندلاوي (من التيار الصدري وحاليا رئيس لجنة اجتثاث البعث في الوزارة !! ) أثار استياء الحاضرين حين قال ان «وزير الثقافة سعى جاهداً لتخصيص رواتب للأدباء العراقيين، وهي قضية أصبحت بحكم المصادق عليها في مجلس الوزراء». وأضاف ان «الأدباء غير راضين عن أداء الوزارة، لكنهم حين يتسلمون الدنانير سيتغير موقفهم»، في اشارة الى ذل الأدباء أمام الدنانير، فثارت ثائرة القاعة، وهدد الجميع بتركها، إذا لم يعتذر المندلاوي. ولم يفلح ما يسمى برئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر في تهدئة الموقف !! بينما أضطر الشاعر المقيم في لندن عدنان الصائغ بعد الجلسة المسائية في نفس اليوم والتي ألقى خلالها قصيدة أعتبرت فضحا للوضع في العراق بعمقيه السياسي والثقافي الى الاختباء في تلك الليلة وعدم العودة للفندق ومن ثم التسلل الى خارج العراق عبر الكويت ومنها الى بريطانيا بسبب ان أحدهم أقترب منه أثناء الجلسة المذكورة وبعد إلقاء قصيدته هامسا في إذنه ( انك غير مرحب بك في المربد وعليك مغادرة القاعة والا فالموت ينتظرك !! ) مضيفا لسيل وقاحته واجرامه ( ستتجرع قصيدتك التي قرأتها اليوم والتي تعرضت بالسوء للدين !! ) ..... انه دين عقيل المندلاوي المتهم حاليا بتهريب آثار تاريخية وإن مذكرة قبض صدرت بحقه والتي أكدتها قناة ( العراقية ) الحكومية في حينها !

انه زمن ديمقراطية المالكي الذي أزدادت خلاله مراكز الاعتقال في العراق ليصل عددها الى المئات بينما بلغ عدد السجون الرسمية 36 سجنا كما ذكرت ذلك سحر الياسري ممثلة عن اتحاد الاسرى والسجناء العراقيين التي اضافت ان هذه السجون الرسمية لا تشمل سجن ابي غريب سيء الصيت كما انها تتوزع على كافة المحافظات العراقية بضمنها المحافظات الكردية الثلاث... وأضافت على هامش حوار نظمته اللجنة العالمية لمناهضة العزل بالتعاون مع جامعة بروكسل الحرة وفي سياق ما يسمى بالحرب على الارهاب ان عدد المعتقلين العراقيين والموزعين على السجون الاميركية والعراقية العميلة العلنية منها والسرية بلغ 400 ألف سجين بينهم 6500 حدث وعشرة آلاف إمرأة تم إغتصاب نسبة لا يستهان بها منهن !! ... أما منظمة اليونيسيف وفي مجال تعداد منجزات ديمقراطية المالكي فإنها ذكرت ان قوات الجيش والشرطة العراقية قد أعتقلت نحو 1350 طفلا بسبب مزاعم عن انتهاكات أمنية ! في وقت ذكر فيه ممثل المنظمة المذكورة في العراق ( روجر رايت ) ( إن أطفال هذا البلد يدفعون ثمنا باهظا !! )

فهي إذاً ديمقراطية حكومة المالكي التي ضربت أرقاما قياسية في عدد السجون والجثث المجهولة والاسرى والمعتقلين الذين من بينهم حتى ذوي الاحتياجات الخاصة من المعوقين ليصل عددهم في فترة ما الى 900 معوق حسب ما ذكرته منظمة حقوق الانسان في العراق مؤكدة ان جميعهم لم توجه بحقهم أية تهمة وان احتجازهم يأتي على خلفية طائفية !! ناهيك عن اغتيال العلماء ورجال الفكر والائمة والخطباء ورجال الاعلام والصحافة والعسكريين .. ناهيك عما حاق بالنساء العراقيات من ظلم وإجحاف واضحين ... انها حقا ديمقراطية العبوات اللاصقة والمسدس الكاتم واللذان من خلالهما مورست أبشع جرائم تكميم الافواه كما مورست أبشع جرائم التغطية عليها ودفن حقائقها ! فلم تظهر حتى اليوم نتيجة تحقيق واحدة بحق مرتكبيها الحقيقيين ولا عن الجهة الممولة وألآمرة بها ... بل ان ديمقراطية المالكي تجاوزت هذا الحد لتلصق جرائمها بجريرة الاخرين في ظل قضاء عاجز مكتف اليدين ومغلق الفم أستنسخت أوامر القبض والتحقيق من خلاله لتكون جاهزة بوضع الاسم المطلوب مع إفادات تنتزع قسرا لا قيمة شرعية لها تجعل من عاشقي العراق ومحبي تربته خونة بتهمة الارهاب الجاهزة كما تجعل من الخونة والخاسئين وشذاذ ألافاق وطنيين حتى العظم ... وحسبنا الله ونعم الوكيل .