تقول موسوعة وكيبيديا إن بحيرة البجع هي إحدى روائع تشايكوفسكي الموسيقية التي ألفها عام 1887 والتي تضاف إلى تراثه الموسيقي العالمي في الجمال النائم و كسارة البندق و الاميرة النائمة· وتتضمن أربعة فصول إستعراضية موسيقية راقصة في باليه درامي من اربعة فصول وكتب كلماتها بالروسية المؤلفان في · بي بيغتشين و فاستلي جلتزر..... وعرضت لأول مرة على مسرح البولشوي الشهير بموسكو في 4 مارس 1887 وقام بتصميم رقصات الباليه ماريوس بيتيبا .... ولجمالها وعمق معاني فصولها أحبها الناس وأطلقوا اسمها ( بحيرة البجع ) على ما يمتلكون من نواد ومسارح ومطاعم ... فأنت ترى يافطة كبيرة كتب عليها نادي بحيرة البجع الاجتماعي حيث يقضي العشاق عطلات نهاية الاسبوع ضمن طبيعة خلابة تعكس جمال بحيرة البجع ... أو ترى يافطة أخرى كتب عليها فندق ومطعم بحيرة البجع والذي يحاول صاحبه إضفاء جو رومانسي يجذب الزبائن من خلال استخدام إسم البحيرة ... ولكن لم يفكر صاحبه هذا بمنح شهادات تخرج وخصوصا لاؤلئك الحمير الذين يتقدمون للترشيح في انتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراءها نهاية الشهر الجاري !! فاليوم وأنا أتصفح مواقع إخبارية عربية وعالمية عدة على الانترنيت هالني ما رأيت !... تركوا كل أمور الدنيا ومشاغلها وما يدور بها من أحداث بل حتى نسوا باراك أوباما وأيامه الاولى في سدة الرئاسة كما نسوا الازمة المالية العالمية وآثارها على الاقتصاد العالمي ليتكلموا عن شهادة قدمها مرشح لانتخاب مجالس المحافظات في العراق ( ويكررون في العراق ... في العراق !!) صادرة من فندق ومطعم بحيرة البجع !! وبلغة أجنبية ضمن أوراق ترشيحه للانتخابات !! ...
داخ صاحبنا وتصدّع رأسه في البحث عن سمسار شهادات يمنحه البكلوريوس أو حتى الشهادة الاعدادية يدخل من خلالها مع جوقة الفاسدين الذين ترعاهم أحزاب ومجالس الفساد في العراق من حكامه اليوم !! فدلوه على أحدهم في سوق مريدي ولما عرف انه يعود لحزب معاد لتيار صاحبنا السمسار ويتربص بهم السوء أراد ان يضحك عليه ويلقنه درسا لا ينساه ... فالرجل الذي يريد ترشيح نفسه أمي لا يقرأ ويكتب والضحك عليه أسهل من شرب الماء فقام بتجهيزه بكليشة كتاب تعود لمطعم بريطاني يقع ضمن فندق متواضع في العاصمة البريطانية وتحت مسمى ( فندق ومطعم بحيرة البجع ) تستخدم عادة لطلب وجبات تجهيز وبيان كلفة المواد حيث سطّر السمسار المحتال عليها كليشة جاهزة لديه وباللغة الانكليزية تؤكد حصول الموما إليه على بكالوريوس محاسبة بموجب ما أقره مجلس كلية الاقتصاد في جامعتنا ( فندق ومطعم بحيرة البجع ) وحقه بالتمتع بكافة الحقوق والامتيازات التي تخوله هذه الدرجة .... فرح المرشح فرحا غامرا وهو يشكر السمسار وينقده المقسوم المتفق عليه ليضع شهادته وهو يدمدم مع نفسه ... من طلب العلا ... سهر الليالي ... أقول ليضع شهادته في إضبارة خاصة يقدمها غدا صباحا الى المكتب الفرعي للمفوضية العليا للانتخابات ولم ينسى التأكد من وثيقة تؤكد شموله بالمظلومية موقعة من معمم يعرف أهالي المنطقة إنه كان بدرجة عضو فرقة ولم يرتد طيلة تلك الفترة غير الزيتوني ممتشقا مسدسه مباشرة تحت نطاقه .... واضعا نصف درزينة أقلام لكتابة التقارير التي لا يحلو له إلا إستخدام ورق الرايز لخفته! .... المكتب الفرعي أستلمها بالفعل ودققها ليجد ان كافة الوثائق مستوفية للشروط المطلوبة ومن ثم رفعها الى المركز العام للمفوضية التي بدورها دققتها قلم تجد ما يثير الشك فكل الوثائق صحيحة ومن ضمنها شهادة التخرج الصادرة عن فندق ومطعم بحيرة البجع ومن ثم قامت برفعها الى لجنة النزاهة وهي الجهة الاخيرة التي تتولى تدقيق الاضابير ....
في مكتب لجنة النزاهة لاحظ أحد الموظفين وبالصدفة البحتة عند تدقيقه لشهادة تخرج الموما اليه لاحظ كلمة أثارت إنتباهه وهي كلمة ( فندق ) بالانكليزية فأعترض عليها على أساس ان شهادة بالمحاسبة تمنح من جامعات معنية بالادارة والاقتصاد وليس من معهد عال في الخدمة الفندقية !! فالرجل تصور ان فندق ومطعم بحيرة البجع معهد عال في دراسات الخدمة السياحية والفندقية !! ... أحيلت الاضبارة للجنة أعلى من بينها موظف تمكن من فك طلاسم عنوان الجهة المانحة للشهادة ... لتثار الفضيحة ...
صدقوني ان المشكلة لو كانت محصورة بهذا المرشح لهان الامر ... إلا ان الطامة الكبرى ما يقوله رئيس المفوضية بأن 60% من الشهادات تعد مزورة وان مفوضية الانتخابات لم تدققها البتة أو انها دققتها وعبرت من تحتها عن قصد أو بدونه وأكتفت بتحويلها الى لجنة النزاهة ... ويضيف رئيس المفوضية وهنا الطامة الاكبر ان ضيق الوقت لن يفسح مجالا للنزاهة بتدقيق هذه الاضابير !! إلا انها ستدقق وبشدة كما قال في حالة فوزهم بالانتخابات !! أي ان الغشاش المخادع سيسمح له بدخول الانتخابات وعندما يفوز بخداع العراقيين والضحك عليهم عندذاك سيتكرم رئيس هيئة النزاهة بتدقيق شهادته ولات ساعة مندم ! سيصعد الغشاشون والدجالون الى سدة مجالس المحافظات ينهبون مجددا تخصيصات مشاريعها بينما يتلوى الناخبون ألما على انتخابهم لهؤلاء لتتكرر المأساة ....
الكاتب مصطفى العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق