يقول المراقبون للوضع داخل إيران ان زيارة الحكيم للنجف بطائرة خاصة ولقاءه بأنصاره هناك كلفته كثيرا وأثرت سلبيا على حالته الصحية مما اضطر الاطباء الى تعديل جدول الزيارة لمدة يوم كامل قبل المباشرة بمواصلتها لتشمل زيارات الى ميسان وكذلك البصرة والناصرية والسماوة ... علما إن المراقبين يضيفون لما أوردوه عن الحالة الصحية للحكيم بأنه سيعود ادراجه الى طهران في العناية المركزة بانتظار نتائج الانتخابات إلا ان هذا لا يعني عدم ظهوره في كلمات يلقيها مخاطبا أنصاره للايام القادمة وحتى يوم الانتخابات عبر شبكات تلفزيونية تعود ملكية قنواتها لمجلس الحكيم أو لايران وخصوصا قناتي العالم والمنار المملوكتين لايران في حقيقة الامر وخصوصا ان هاتين القناتين ليستا عراقيتين وبالتالي لن تلتزما بالقوانين التي تمنع مواصلة الدعاية الانتخابية في يوم الانتخابات !
فالحكيم إذاً واقع في ما يشبه الموت السريري ووكالات الاخبار والمواقع الاخبارية كانت صادقة فيما قالت إلا إن الموضوع الاساس في الوقت الحاضر لا ينحصر بمدى نسبة نجاح قائمة الحكيم بالانتخابات خصوصا وانها فقدت الكثير من مؤيديها بسبب طبيعة الممارسات التي تبنتها بشكل مباشر وعدم مباشر حيث بدأت وسائل إعلام متعددة في الحديث عما يجري بعد الانتخابات وإعلان موت الحكيم رسميا إذ يتنافس أربعة أقطاب رئيسية على قيادة المجلس ومحاولة إنتشاله من الواقع المظلم الذي أوصله اليه الحكيم ونجله وقياداته ناهيك عن الارتباط المخزي بايران ... وتتناول وسائل الاعلام من بين ما تتناول القادة الاربعة ( وقد أطلقت بعض وسائل الاعلام على هؤلاء القادة عصابة الاربعة !!) وهم كل من نجله عمار وهادي العامري رئيس ما يسمى تنظيم بدر وعادل عبد مهدي وجلال الصغير ...
ان طبيعة هؤلاء القادة في المجلس وما ألتبسهم من حوادث وجرائم عمت العراق بأجمعه تدفع بالعديد من وسائل الاعلام لتوقع حرب دموية بينهم تفضي في نهاية الامر الى تصفيتهم جميعا وهناك من يقول ان التيار الصدري سيكون له دور مميز في أعمال التصفية المذكورة وكل هذه الامور يراها بعض المراقبين انها ستتم برعاية أميركية بأعتبار ان الادارة الاميركية المتحالفة مع مجلس الحكيم منذ اليوم الاول لغزو العراق قد شعرت بالاحباط لفشلها في انتزاع الحكيم ومجلسه من براثن إيران التي تريدهم مخلب قط في زيادة نصيبها من الكعكة العراقية فيما يرى الاميركيون ان بقاء الحكيم ومجلسه تحت الهيمنة الايرانية من شأنه ان يحدد القدرة الاميركية على إعادة بناء المنطقة بعيدا عن الهيمنة الايرانية ...
وقد حاول عبد العزيز الحكيم ومن خلال عناصره في الحكومة العراقية ومن خلال حلفاءه في الحزبين الكرديين وبالاخص جلال طالباني وهوش يار زيباري دفع أميركا للقبول بقسمة للكيكة العراقية ترضي الطرفين أميركا وإيران وخصوصا أنهما الجهتان اللتان تعاونتا في إحتلال العراق كما تعاونتا في إحتلال أفغانستان ليبقى الحكيم ومجلسه مثار إعجاب الطرفين ورعايتهما إلا ان محاولاته باءت بالفشل بسبب الطمع الذي أستولى على كل من الطرفين الاميركي والايراني مما فتح المجال لنوري المالكي للاندفاع الى أمام في محاولة تخدير الجانب الايراني بإغراءات متعددة يطمع لها في العراق من جهة ومحاولة الارتماء كليا في حضن أميركا من جهة أخرى حتى إن مراقبين دوليين وصفوا المالكي بأنه كان أكثر حرصا على مصالح أميركا في العراق من الاميركيين !! ولعل إندفاعه وباقي العملاء على تمرير الاتفاقية الامنية التي تتحدث عن إنسحاب أميركي خلال ثلاث سنوات في وقت كانت تصريحات الرئيس المرشح باراك أوباما تتحدث عن 16 شهرا خير دليل على ذلك رغم ان لا هذا الموعد ولا ذاك قابل للتحقق ولن تنسحب القوات المحتلة إلا بضربات المقاومين الشرفاء وليس أدعياء المقاومة القابعين في المنطقة الخضراء وفي قم .
الكاتب مصطفى العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق