ظهر قاسم الموسوي المعروف بلقب "كذاب بغداد" ليعلن بعد ثلاث سنوات عن القبض على قاتل الاعلامية مراسلة قناة العربية اطوا بهجت ناسيا ان حكومة ابراهيم اشيقر اعلنت في حينها عن القبض على القاتل وهو شخص اخر تماما . وحسب مصادر في وزارة الداخلية ببغداد على صلة وثيقة بالمقاومة العراقية تحدثت الى " فاتحون" عبر وسيط فان تعليمات مشددة من نوري المالكي صدرت لأجهزة الداخلية للبدء بحملة تشويه المقاومة واستهداف الشيخ حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين بعد خويل 13 فصيلا للمقاومة له بالتحدث باسمها . عبر بث الشائعات والتهم والعمل على الايقاع بالضاري وسواه مع العشائر والمدن اعرقية ذات الغالبيةالعربية السنية ومنها سامراء . وقال المصدر ان من ضمن اجراءا الحملة اعادة اخراج القبض على قاتل اطوار بهجت لضرب المقاومة وهز صورتهامن جهة وتحويل الانتباه عن فضائح حكومة المالكي والسرقة التي نفذها لبنك الرافدين في الزوية حراس عادل عبدالمهدي بتوجيه منه.
ويتناول الكاتب حسين المعاضيدي رواية الجريمة وتفاصيلها عبر ذوي العلاقة وشهود العيان فيقول ما يأتي :
قبل أيام من مقتلها التقيت بالزميلة أطوار بهجت التي كانت تربطني بها علاقة زمالة متينة منذ فترة ما قبل الاحتلال، يوم كانت تعمل في مجلة ألف باء وفي صحيفة تكريت الأسبوعية وصحف ومجلات أخرى، فهي كانت حريصة على إظهار قضية العراق بالشكل الصحيح، وهو ما لا يرضي سدنة المنطقة الخضراء، تلك المضبعة التي تحولت إلى وكر تخرج من بين ثناياه مختلف أنواع الرذيلة وجرائم القتل والسرقة والخطف والاغتيال!
حينها تحدثت إلى زميلتي أطوار وطلبت منها الحرص على نفسها، لأن الكلاب الشرسة لا ترحم حينما تكون جوعى، وتلك الكلاب تعيش اليوم أشد لحظات عمرها جوعاً، فلا تمتلك الشرف، وفاقدة للعفة، ولا تعرف الإنسانية، قبل ان تغادرها الغيرة، وتخاصمها الكرامة، فردت علي بأن العراق يستحق، وان ما كتب على جبينها لابد ان تلاقيه، فكانت مصرة على سلك درب المواجهة من اجل قضيتها التي تؤمن بها.
كنت قد قررت في وقت مضى كشف تفاصيل حقيقة ما جرى للزميلة الراحلة أطوار بعد ان حصلت على تفاصيل ما جرى لها، إلا ان المعلومات ظلت شحيحة حول حقيقة مقتلها ما دفعني للبحث عن الحقيقة بنفسي، وأهم أداوت هذه الحقيقة هم شهود العيان، بعد ان حاول كلاب المحتل وخدمته طمس هذه الحقيقة بشتى الطرق، لكن إرادة الله أبت إلا ان تتكشف الحقيقة التي غابت وغيبت من قبل أذناب المحتل ممن جاءوا من الشرق حاملين تلك الريح الصفراء التي طالت كل دار وكل بيت عراقي بغض النظر عن طائفته أو ديانته أو قوميته، عبروا تلك الحدود التي تمناها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أنها كانت جبلاً من نار، فالهدف كان لهم العراق كل العراق، ومن يقف بوجههم، سواء أكانت أطوار أو غيرها فالموت والتمثيل وأشياء أخرى هي بالتالي ما سيحصده ويناله!
لم أتوقف ولم أستكن ولم يهدأ لي بال حتى توصلت إلى شهود ومن مختلف الجهات، لأضع يدي على حقيقة ما جرى، وإليكم التفاصيل:
البداية كانت من الفريق الصحفي المرافق للزميلة الراحلة أطوار بهجت، حيث تمكنت من العثور على الناجي الوحيد من سكاكين الطغاة البغاة المجرمين، الذي ارتكبوا جريمة قتل أطوار وزميليها المصور عدنان عبد الله ومهندس الصوت خالد محسن، فالناجي هو المسؤول عن جهاز الإرسال الـ (SNG) والعائد إلى شبكة الإخلاص التركية، والذي كان في رفقة أطوار حين ذهابها إلى سامراء في ذلك اليوم، هذا الشخص الذي نجا من الموت بأعجوبة اخذ يسرد لي تفاصيل ما جرى له ولأطوار طالباً التكتم على أية تفاصيل تخصه لأنه سيقتل لو ظهرت هذه المعلومات!
يروي شاهد العيان تفاصيل ما جرى وكيف ان أطوار تمكنت من تصوير أربعة معتقلين تم اعتقالهم قرب سامراء من قبل عناصر من الشرطة الحكومية للاشتباه بعلاقتهم في تفجيرات مراقد سامراء، وهو ما دعاها للتوجه إلى مديرية الشرطة تلك بهدف تصويرهم، وكان هؤلاء يتحدثون اللغة الفارسية فقط، وفجأة ظهر مجرم الداخلية السابق والضالع في عمليات الخطف والتعذيب والقتل الطائفي (بيان جبر صولاغ) وطلب التحدث إليهم، وبعد أن أحضروهم إليه تحدث إليهم بلغة دخيلة، فأمر مباشرة بالإفراج عنهم، وكان ذلك يجري أمام الكاميرا التي كانت، وبطلب من أطوار، توثق دون معرفة (وزير المثاقب)، وحينما علم الوزير بان الكاميرا كانت توثق عملية إطلاق سراح الإيرانيين الأربعة من قبله، حاول أفراد عصابته مصادرة الكاميرا والشريط الصحفي، لولا نباهة أطوار وفطنتها، التي كانت قد غادرت قبل ذلك بلحظات، وتمكنت من الهرب والإفلات بالغنيمة الثمينة، والتي تضع اليد على حقيقة ما جرى من أحداث سامراء، وهوية المتهمين الحقيقيين!
ما جرى في أعقاب مغادرة كادر أطوار الصحفي يرويه شاهد آخر تمكنت من محادثته بصعوبة بالغة كونه احد ضباط الشرطة الذي تولى بنفسه عملية اعتقال المجرمين الأربعة، والذي كان على مقربة من موقع الحدث، قبل ان يفر إلى السويد حيث يقيم فيها اليوم منذ تلك الحادثة!
ويوضح شاهد العيان الذي كان يقف مع صولاغ وزبانيته أن المجرم الشهير لم يعط أوامره بمطاردة فريق التصوير والمراسلة أطوار، لأنه كان يدرك أنهم لن يتمكنوا من الإفلات من قبضته، خصوصاً ان الطريق إلى بغداد كان يضم سيطرات ونقاط تفتيش لا يمكن لهم ان يتجاوزوها مهما حاولوا، ويؤكد كذلك أن المجرم صولاغ أتصل بإحدى نقاط التفتيش الواقعة على طريق بغداد – سامراء، طالباً منهم نشر مفارز على جميع الطرق الجانبية في محاولة لاعتراض طريق فريق التصوير، وسحب الفلم، وقتل أعضاء الكادر!
ما جرى بعد ذلك وكيفية مقتل الزميلة الراحلة أطوار ومن كان برفقتها، يعود العامل على جهاز الـ (SNG) يُفصّله ويكشف عن تفاصيله، حيث يؤكد أن إحدى هذه المفارز التي كانت بإمرة ضابط برتبة رائد شرطة، فسارع أفرادها إلى مصادرة الكاميرا، وبحثوا عن الفلم الذي تم إخفائه من قبل أطوار، وحينما لم يعثروا على الفلم، قاموا بشد أطوار من شعرها، وكانوا يسألونها عن مكان الفلم، منكرة هي وجوده، وبعد اخذ ورد، قاموا بقتلها عن طريق إطلاق الرصاص عليها بعد جولة تعذيب أولية، ما دعا العامل على جهاز البث (SNG) لإطلاق العنان لساقيه هارباً باتجاه الدور القريبة من موقع المفرزة الذي كانت متوقفة فيه، خصوصاً بعد لحظات التخبط الذي جرت أثناء عملية قتل أطوار والشخصين الآخرين اللذين كانا معها..
وحينما أحس أفراد الشرطة بهربه حاولوا اللحاق به، لكنهم عجزوا عن ذلك نظراً لقلة عددهم، وطبيعة المكان الذي كانت المفرزة متوقفة فيه، ولم يعثروا عليه بعد أن توارى بين الدور واختفى تاركاً جثث زملائه خلفه.. وحينما وصل مأمنه بعد يومين من السير في الحقول والمزارع وبمساعدة أهل الخير كما يصفهم قام بالاتصال بوكالته التي كان يعمل فيها، وأخبرهم بان السيارة التي هي في عهدته بقيت مرمية على قارعة الطريق، بعد مقتل كادر العربية الصحفي، الذي كانت ترأسه أطوار بهجت، فأرسلوا فريقاً آخر لجرها بعد إستحصالهم موافقة القوات الأميركية المحتلة.
القصة لم تنته عند هذا الحد، بل سارعت أجهزة الداخلية الحكومية إلى عائلة أطوار، وراحت تهدد وتتوعد، في حال تحدثوا أو تقوّلوا على الحكومة، أو حتى أشاروا إليها بأصابع الاتهام، بل وراحوا يلصقون بالعائلة تصريحات صحفية لا أساس لها من الصحة، مملؤءة بالكذب، والإدعاء، وتزوير الحقائق، وموجهين أصابع الاتهام إلى أحد العناصر المعروف بكونه احد أبطال الجهاد في تلك المناطق، والذي سام المحتلين ألوان القتل، في محاولة منهم لإلصاق تهمة قتل أطوار لشخصية صاحبة قضية حقيقية، كي يكون رد فعل الناس تجاه هذا المجاهد سلبياً، ويشككون في عدالة القضية التي يجاهد من أجلها!
(كذاب بغداد) الموسوي، تولى بنفسه إدارة سيناريو الكذب والخداع والتضليل، فجاء
تهديده صريحاً واضحاً، لا لبس فيه لعائلة أطوار، فالعائلة ستباد عن بكرة أبيها لو نطقت بما لديها من معلومات، قبل ان توضع في إقامة جبرية وحراسة مشددة، ما اضطر أفراد عائلتها إلى محاولة ترك البلد بأي طريقة كانت، فلم يتمكنوا من الخروج حتى عقدت الحكومة صفقة مع عائلة أطوار التي اُرغمت على قبولها، بعد تدخل قناة العربية، والتي كان لها الدور الرائد في هذا الاتفاق، الذي خط بنوده هادي العامري، أبرز مجرمي عمليات الإبادة الطائفية للعراقيين.
تفاصيل الاتفاق يتضمن ان تسمح الحكومة لعائلة أطوار بمغادرة البلاد بشكل طبيعي، وان تتولى قناة العربية تامين السكن والأنفاق على العائلة شريطة ان يتم التكتم على كافة التفاصيل الغامضة المتعلقة بمقتل الراحلة أطوار، وهنا يتجلى دور قناة العربية في التغطية والتستر على جريمة قتل مراسلتها وعدم كشفها التفاصيل، وخضوعها لطلب الحكومة بالكف عن مطالبتها بفتح تحقيق، مقابل تسهيلات مالية وإدارية وإعلامية للقناة المعروفة التوجه حتى قبل هذه الحادثة، إلى جانب مشاركة القناة في فضيحة استعراض قتلة وهميون صنعهم (كذاب بغداد)، فمرة يظهرهم قتلة مأجورين هدفهم السرقة، ومرة يظهرهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، ومرة يلصق التهمة بالصداميين والبعثيين، ومرة يتهم أبن خالتها بقتلها ليجعل منها، وكأنها قضية شرف عشائري، وهو يعلم قبل غيره بالشرف الرفيع الذي كانت تتحلى به الراحلة أطوار..!
كل ذلك وقناة العربية تصفق وتهلهل وتولول معه، وهي الأدرى بهوية القاتل الحقيقي، قبل ان يخرج علينا ذات الكذاب (الموسوي) بآخر صيحات كذباته حين أعاد فتح ملف أطوار بعد ركنه على الرف قرابة الثلاث سنوات، ليضع في الواجهة متهم جديد، وفصيل مقاوم جديد، والمضحك المبكي في الموضوع ان (السيد الكذاب) لا يعرف حتى هوية الفصيل الذي ألقى بالتهمة عليه، ولا يعرف مرجعيته، فقد أتهم الموسوي الكذوب فصيل (جيش محمد) بالوقوف وراء مقتل الزميلة الراحلة أطوار، بل والأكثر ضحكاً وبكاءً هو ان يجعل من الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق مرجعية لهذا الجيش الذي يعرف الجميع من هو فصيل (جيش محمد)، ومن هي مرجعيته الجهادية.!
ولا ادري أكذاب بغداد غبي لهذه الدرجة، كحقيقته، أم انه يتغابى كعادته، أم انه لا هذا ولا ذاك، وإنما أراد ان يغطي كما في إشكالية (أبو عمر البغدادي) حينما اختلق كذبة اعتقاله وراح هو من يصدقها، على تفجيرات دولة وزرائه في الكاظمية والشعلة والثورة وبغداد الجديدة القديمة، والتي تكشفت حقيقة مرتكبيها علناً في وضح النهار، قبل ان يعود ليرسم سيناريو جديد، ويروج لتمكنه، وهو الكسيح، من التوصل لهوية قاتل أطوار، في محاولة منه هذه المرة لأبعاد الأنظار عن مستفلسي الدعم الصفوي، ومدمني المخدرات، وسماسرة العم سام، الذين سطوا على المصارف، بعد ان نضبت آبار الضخ الفارسي على جيوبهم، تلك الجيوب التي كانت، وحتى وقت قريب، لا تعرف للدرهم مستقراً فيها.
حقائق مقتل الراحلة أطوار بهجت اختفت (حكومياً)، وعادت لتظهر (موسوياً) من جديد حينما اُريد لها ان تظهر، لغاية في نفس كذاب بغداد، وذلك بالتزامن مع عمليات السطو المسلح على مصارف بغداد من قبل فخامات الرئاسة والوزارة والكياسة والقفاصة الذين تربو على النشل واللصوصية وسرقة الكحل من العيون!!
ويبقى التساؤل قائماً: متى موعد الكذبة القادمة، وعلى من ستغطي.. أيها (السيد) الكذاب!؟
المصدر : بغداد- فاتحون
ويتناول الكاتب حسين المعاضيدي رواية الجريمة وتفاصيلها عبر ذوي العلاقة وشهود العيان فيقول ما يأتي :
قبل أيام من مقتلها التقيت بالزميلة أطوار بهجت التي كانت تربطني بها علاقة زمالة متينة منذ فترة ما قبل الاحتلال، يوم كانت تعمل في مجلة ألف باء وفي صحيفة تكريت الأسبوعية وصحف ومجلات أخرى، فهي كانت حريصة على إظهار قضية العراق بالشكل الصحيح، وهو ما لا يرضي سدنة المنطقة الخضراء، تلك المضبعة التي تحولت إلى وكر تخرج من بين ثناياه مختلف أنواع الرذيلة وجرائم القتل والسرقة والخطف والاغتيال!
حينها تحدثت إلى زميلتي أطوار وطلبت منها الحرص على نفسها، لأن الكلاب الشرسة لا ترحم حينما تكون جوعى، وتلك الكلاب تعيش اليوم أشد لحظات عمرها جوعاً، فلا تمتلك الشرف، وفاقدة للعفة، ولا تعرف الإنسانية، قبل ان تغادرها الغيرة، وتخاصمها الكرامة، فردت علي بأن العراق يستحق، وان ما كتب على جبينها لابد ان تلاقيه، فكانت مصرة على سلك درب المواجهة من اجل قضيتها التي تؤمن بها.
كنت قد قررت في وقت مضى كشف تفاصيل حقيقة ما جرى للزميلة الراحلة أطوار بعد ان حصلت على تفاصيل ما جرى لها، إلا ان المعلومات ظلت شحيحة حول حقيقة مقتلها ما دفعني للبحث عن الحقيقة بنفسي، وأهم أداوت هذه الحقيقة هم شهود العيان، بعد ان حاول كلاب المحتل وخدمته طمس هذه الحقيقة بشتى الطرق، لكن إرادة الله أبت إلا ان تتكشف الحقيقة التي غابت وغيبت من قبل أذناب المحتل ممن جاءوا من الشرق حاملين تلك الريح الصفراء التي طالت كل دار وكل بيت عراقي بغض النظر عن طائفته أو ديانته أو قوميته، عبروا تلك الحدود التي تمناها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أنها كانت جبلاً من نار، فالهدف كان لهم العراق كل العراق، ومن يقف بوجههم، سواء أكانت أطوار أو غيرها فالموت والتمثيل وأشياء أخرى هي بالتالي ما سيحصده ويناله!
لم أتوقف ولم أستكن ولم يهدأ لي بال حتى توصلت إلى شهود ومن مختلف الجهات، لأضع يدي على حقيقة ما جرى، وإليكم التفاصيل:
البداية كانت من الفريق الصحفي المرافق للزميلة الراحلة أطوار بهجت، حيث تمكنت من العثور على الناجي الوحيد من سكاكين الطغاة البغاة المجرمين، الذي ارتكبوا جريمة قتل أطوار وزميليها المصور عدنان عبد الله ومهندس الصوت خالد محسن، فالناجي هو المسؤول عن جهاز الإرسال الـ (SNG) والعائد إلى شبكة الإخلاص التركية، والذي كان في رفقة أطوار حين ذهابها إلى سامراء في ذلك اليوم، هذا الشخص الذي نجا من الموت بأعجوبة اخذ يسرد لي تفاصيل ما جرى له ولأطوار طالباً التكتم على أية تفاصيل تخصه لأنه سيقتل لو ظهرت هذه المعلومات!
يروي شاهد العيان تفاصيل ما جرى وكيف ان أطوار تمكنت من تصوير أربعة معتقلين تم اعتقالهم قرب سامراء من قبل عناصر من الشرطة الحكومية للاشتباه بعلاقتهم في تفجيرات مراقد سامراء، وهو ما دعاها للتوجه إلى مديرية الشرطة تلك بهدف تصويرهم، وكان هؤلاء يتحدثون اللغة الفارسية فقط، وفجأة ظهر مجرم الداخلية السابق والضالع في عمليات الخطف والتعذيب والقتل الطائفي (بيان جبر صولاغ) وطلب التحدث إليهم، وبعد أن أحضروهم إليه تحدث إليهم بلغة دخيلة، فأمر مباشرة بالإفراج عنهم، وكان ذلك يجري أمام الكاميرا التي كانت، وبطلب من أطوار، توثق دون معرفة (وزير المثاقب)، وحينما علم الوزير بان الكاميرا كانت توثق عملية إطلاق سراح الإيرانيين الأربعة من قبله، حاول أفراد عصابته مصادرة الكاميرا والشريط الصحفي، لولا نباهة أطوار وفطنتها، التي كانت قد غادرت قبل ذلك بلحظات، وتمكنت من الهرب والإفلات بالغنيمة الثمينة، والتي تضع اليد على حقيقة ما جرى من أحداث سامراء، وهوية المتهمين الحقيقيين!
ما جرى في أعقاب مغادرة كادر أطوار الصحفي يرويه شاهد آخر تمكنت من محادثته بصعوبة بالغة كونه احد ضباط الشرطة الذي تولى بنفسه عملية اعتقال المجرمين الأربعة، والذي كان على مقربة من موقع الحدث، قبل ان يفر إلى السويد حيث يقيم فيها اليوم منذ تلك الحادثة!
ويوضح شاهد العيان الذي كان يقف مع صولاغ وزبانيته أن المجرم الشهير لم يعط أوامره بمطاردة فريق التصوير والمراسلة أطوار، لأنه كان يدرك أنهم لن يتمكنوا من الإفلات من قبضته، خصوصاً ان الطريق إلى بغداد كان يضم سيطرات ونقاط تفتيش لا يمكن لهم ان يتجاوزوها مهما حاولوا، ويؤكد كذلك أن المجرم صولاغ أتصل بإحدى نقاط التفتيش الواقعة على طريق بغداد – سامراء، طالباً منهم نشر مفارز على جميع الطرق الجانبية في محاولة لاعتراض طريق فريق التصوير، وسحب الفلم، وقتل أعضاء الكادر!
ما جرى بعد ذلك وكيفية مقتل الزميلة الراحلة أطوار ومن كان برفقتها، يعود العامل على جهاز الـ (SNG) يُفصّله ويكشف عن تفاصيله، حيث يؤكد أن إحدى هذه المفارز التي كانت بإمرة ضابط برتبة رائد شرطة، فسارع أفرادها إلى مصادرة الكاميرا، وبحثوا عن الفلم الذي تم إخفائه من قبل أطوار، وحينما لم يعثروا على الفلم، قاموا بشد أطوار من شعرها، وكانوا يسألونها عن مكان الفلم، منكرة هي وجوده، وبعد اخذ ورد، قاموا بقتلها عن طريق إطلاق الرصاص عليها بعد جولة تعذيب أولية، ما دعا العامل على جهاز البث (SNG) لإطلاق العنان لساقيه هارباً باتجاه الدور القريبة من موقع المفرزة الذي كانت متوقفة فيه، خصوصاً بعد لحظات التخبط الذي جرت أثناء عملية قتل أطوار والشخصين الآخرين اللذين كانا معها..
وحينما أحس أفراد الشرطة بهربه حاولوا اللحاق به، لكنهم عجزوا عن ذلك نظراً لقلة عددهم، وطبيعة المكان الذي كانت المفرزة متوقفة فيه، ولم يعثروا عليه بعد أن توارى بين الدور واختفى تاركاً جثث زملائه خلفه.. وحينما وصل مأمنه بعد يومين من السير في الحقول والمزارع وبمساعدة أهل الخير كما يصفهم قام بالاتصال بوكالته التي كان يعمل فيها، وأخبرهم بان السيارة التي هي في عهدته بقيت مرمية على قارعة الطريق، بعد مقتل كادر العربية الصحفي، الذي كانت ترأسه أطوار بهجت، فأرسلوا فريقاً آخر لجرها بعد إستحصالهم موافقة القوات الأميركية المحتلة.
القصة لم تنته عند هذا الحد، بل سارعت أجهزة الداخلية الحكومية إلى عائلة أطوار، وراحت تهدد وتتوعد، في حال تحدثوا أو تقوّلوا على الحكومة، أو حتى أشاروا إليها بأصابع الاتهام، بل وراحوا يلصقون بالعائلة تصريحات صحفية لا أساس لها من الصحة، مملؤءة بالكذب، والإدعاء، وتزوير الحقائق، وموجهين أصابع الاتهام إلى أحد العناصر المعروف بكونه احد أبطال الجهاد في تلك المناطق، والذي سام المحتلين ألوان القتل، في محاولة منهم لإلصاق تهمة قتل أطوار لشخصية صاحبة قضية حقيقية، كي يكون رد فعل الناس تجاه هذا المجاهد سلبياً، ويشككون في عدالة القضية التي يجاهد من أجلها!
(كذاب بغداد) الموسوي، تولى بنفسه إدارة سيناريو الكذب والخداع والتضليل، فجاء
تهديده صريحاً واضحاً، لا لبس فيه لعائلة أطوار، فالعائلة ستباد عن بكرة أبيها لو نطقت بما لديها من معلومات، قبل ان توضع في إقامة جبرية وحراسة مشددة، ما اضطر أفراد عائلتها إلى محاولة ترك البلد بأي طريقة كانت، فلم يتمكنوا من الخروج حتى عقدت الحكومة صفقة مع عائلة أطوار التي اُرغمت على قبولها، بعد تدخل قناة العربية، والتي كان لها الدور الرائد في هذا الاتفاق، الذي خط بنوده هادي العامري، أبرز مجرمي عمليات الإبادة الطائفية للعراقيين.
تفاصيل الاتفاق يتضمن ان تسمح الحكومة لعائلة أطوار بمغادرة البلاد بشكل طبيعي، وان تتولى قناة العربية تامين السكن والأنفاق على العائلة شريطة ان يتم التكتم على كافة التفاصيل الغامضة المتعلقة بمقتل الراحلة أطوار، وهنا يتجلى دور قناة العربية في التغطية والتستر على جريمة قتل مراسلتها وعدم كشفها التفاصيل، وخضوعها لطلب الحكومة بالكف عن مطالبتها بفتح تحقيق، مقابل تسهيلات مالية وإدارية وإعلامية للقناة المعروفة التوجه حتى قبل هذه الحادثة، إلى جانب مشاركة القناة في فضيحة استعراض قتلة وهميون صنعهم (كذاب بغداد)، فمرة يظهرهم قتلة مأجورين هدفهم السرقة، ومرة يظهرهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، ومرة يلصق التهمة بالصداميين والبعثيين، ومرة يتهم أبن خالتها بقتلها ليجعل منها، وكأنها قضية شرف عشائري، وهو يعلم قبل غيره بالشرف الرفيع الذي كانت تتحلى به الراحلة أطوار..!
كل ذلك وقناة العربية تصفق وتهلهل وتولول معه، وهي الأدرى بهوية القاتل الحقيقي، قبل ان يخرج علينا ذات الكذاب (الموسوي) بآخر صيحات كذباته حين أعاد فتح ملف أطوار بعد ركنه على الرف قرابة الثلاث سنوات، ليضع في الواجهة متهم جديد، وفصيل مقاوم جديد، والمضحك المبكي في الموضوع ان (السيد الكذاب) لا يعرف حتى هوية الفصيل الذي ألقى بالتهمة عليه، ولا يعرف مرجعيته، فقد أتهم الموسوي الكذوب فصيل (جيش محمد) بالوقوف وراء مقتل الزميلة الراحلة أطوار، بل والأكثر ضحكاً وبكاءً هو ان يجعل من الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق مرجعية لهذا الجيش الذي يعرف الجميع من هو فصيل (جيش محمد)، ومن هي مرجعيته الجهادية.!
ولا ادري أكذاب بغداد غبي لهذه الدرجة، كحقيقته، أم انه يتغابى كعادته، أم انه لا هذا ولا ذاك، وإنما أراد ان يغطي كما في إشكالية (أبو عمر البغدادي) حينما اختلق كذبة اعتقاله وراح هو من يصدقها، على تفجيرات دولة وزرائه في الكاظمية والشعلة والثورة وبغداد الجديدة القديمة، والتي تكشفت حقيقة مرتكبيها علناً في وضح النهار، قبل ان يعود ليرسم سيناريو جديد، ويروج لتمكنه، وهو الكسيح، من التوصل لهوية قاتل أطوار، في محاولة منه هذه المرة لأبعاد الأنظار عن مستفلسي الدعم الصفوي، ومدمني المخدرات، وسماسرة العم سام، الذين سطوا على المصارف، بعد ان نضبت آبار الضخ الفارسي على جيوبهم، تلك الجيوب التي كانت، وحتى وقت قريب، لا تعرف للدرهم مستقراً فيها.
حقائق مقتل الراحلة أطوار بهجت اختفت (حكومياً)، وعادت لتظهر (موسوياً) من جديد حينما اُريد لها ان تظهر، لغاية في نفس كذاب بغداد، وذلك بالتزامن مع عمليات السطو المسلح على مصارف بغداد من قبل فخامات الرئاسة والوزارة والكياسة والقفاصة الذين تربو على النشل واللصوصية وسرقة الكحل من العيون!!
ويبقى التساؤل قائماً: متى موعد الكذبة القادمة، وعلى من ستغطي.. أيها (السيد) الكذاب!؟
المصدر : بغداد- فاتحون
هناك تعليق واحد:
صولاخ نفسه مسؤول عن حادثة مقتل ثلاثة الاف شخص من على جسر الائمة لانه سمح لهم بالعبور فوق جسر تملئه العوارض وهو جسر كان مسدودا على المارة والسيارات اذا يفتح يفتح مع رفع الحواجز لكنه ترك الحواجز وسمح لهم بالمرور فوقه في يومها ...
ونفس النوع من الكذب استخدم في قضية صابرين الجنابي
اما المرحومة البطلة أطوار فهي رمز للمرأة العراقية وبطولتها وشرفها ومعروف ان من قتلها هو قوات بدر ...
وهي اطوار هي من علمت نساء العراق لبس قلادة العراق في اعناقهم لانها كانت تلبسها دائما حبا منها بوطنها كله من شماله الى جنوبه بدون تفرقة.
وستبقى اطوار شهيدة الاعلام العراقي رمزا وفخرا يحتذى به لكل العراقيين وجعلها الله من اهل الجنة والبسها الله ثياب اهل الجنة الخضراء مثلما كانت هي تحب هذا اللون...آمين.
إرسال تعليق