إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...
الاثنين، أغسطس 24، 2009
صايرة دايرة ؟ من بائع طرشي الى سفير للعراق في جنوب شرق آسيا ؟ والترشيح دائما من المالكي ... مصطفى العراقي
في العراق المحتل سمعنا كثيرا عن سفراء يتم تعيينهم ولم ينهوا دراستهم الابتدائية أو حتى لم يتقنوا العربية لا كتابة ولا قراءة ... كما سمعنا عن سفير جنسيته الثانية تمت لبلد يتم تعيينه فيه سفيرا للعراق ! فحامل الجنسية الهولندية يعين سفيرا للعراق في هولندا وحامل الجنسية الالمانية يعين سفيرا للعراق في ألمانيا ! وهكذا الحال في فرنسا والسويد والدنمارك ... وهلم جرى ! وللحصول على جنسية مكتسبة يتحتم على من يحصل عليها ان يقسم بالولاء والاخلاص لبلده الثاني فهل سمعتم بسفير في ارجاء المعمورة يمثل بلده في بلد ثان قد أقسم بالولاء والاخلاص مواطنا له ؟ أية مهزلة هذه ؟ والسفير بحكم عمله يمثل بلده والسفارة تعتبر أرضا عراقية بسيادة كاملة في البلدان الاخرى ! ولكن بلدا كالعراق اليوم لا سيادة له فهو محتل وفق قرارات الامم المتحدة وكل من يرى غير ذلك فهو عميل للمحتل أرتضى لرأسه حاسرا أم بعمامة ان يمرغ بالتراب ولكرامته ان تداس ببساطيل المحتل أميركيا كان أم إيرانيا ... وفقدان السيادة في بلد محتل كالعراق يجعلنا نمر مرور الهوينا على مجريات وأحداث أخرى لا ترتقي لعنوان السيادة الوطنية كاعتماد سفير أمي جاهل أو انتداب نائب حاقد متخلف أو ترشيح وزير على العراقيين حاقد متغطرس أو حتى رئيس وزراء يفعل عكس ما يقول فعنده محاربة الفساد تعني حماية الفاسدين والمصالحة الوطنية كما يحلو له تسميتها تعني عنده المزيد من إثارة العنف الطائفي وإحتضان مثيريه ! لا بل حتى التحالف معهم ... أما دولة القانون عنده فهي دولة ( فالتون دائرة سي ) التي عرفها العراقيون مع أواخر القرن التاسع عشر في بغداد العاصمة عندما قام إثنان من جلاوزتها بفرض أتاوة بمقدار ربع روبية عن كل جنازة يروم أصحابها دفنها في مقبرة بغداد ... ولضألة المبلغ وعظم مصابهم فقد أعتاد الاهالي دفع الاتاوة من غير نقاش أو مطالبة بوصل ! ومع مرور الوقت تمكن الجلاوزة من جمع ثروة لا يستهان بها في ذلك الوقت فقاموا بتوسيع أعمالهم من خلال بناء غرفة في بوابة المقبرة وإصدار وصولات قبض ! ليزداد مبلغ الاتاوة رويدا رويدا مع الوقت الى روبيتين ! والاهالي يدفعون رغما عنهم في خضم انبهارهم بالغرفة المشيدة وموظف الحسابات والوصولات التي تقطع لهم عند الدفع ...
وصل الامر لوالي بغداد العثماني الذي انتفض غضبا ليس بسبب امتهان القانون بل بسبب عدم استفادته من عائدات الجلاوزة ! بالضبط كما يجري في بلد فافون المالكي ! عندها أرسل الوالي جندرمة خطة أمن بغداد المرتبطة به شخصيا لتلقي القبض عليهما كما أرسل وغدا معتمدا لديه وهو بمثابة ناطق رسمي بإسمه كما يسمى بتعابير اليوم يجوب الطرقات والاسواق معلنا عن القاء القبض على المفسدين فتنفس اهالي بغداد الصعداء فالروبيتان مبلغ كبير يثقل كاهل أصحاب الجنازة وكاهلهم في الاساس مثقل بمصروفات الجنازة الاخرى ناهيك عن وضعهم النفسي بفقدان عزيز ! ... تفاجأ أهالي بغداد ومع أول جنازة شيعت للمقبرة بعد الاعلان عن القاء القبض على المفسدين بأن الغرفة عند باب المقبرة أصبحت بناية ! رفعت عند سطحها يافطة كبيرة كتب عليها ( فالتون دائره سي ) ! ولها ختم رسمي معتمد وصادر عن معالي جناب الوالي وإن جندرمة خطة أمن بغداد تتولى حراستها والويل كل الويل لمن يجرؤ ويرفض دفع الاتاوة التي أصبحت خمس روبيات بالتمام والكمال ! لتتسرب معلومات حينها بان الوالي أتفق مع الجلاوزة على إستقطاع نصف المبلغ صافيا له عن كل جنازة بينما النصف الاخر للجلاوزة مستقطعا منه مصاريف الحراسة وفرض القانون الذي تتولاه جندرمة خطة امن بغداد !
فما أشبه اليوم بالبارحة ! وعود على بدء ... أقول لو كان هناك وبسبب طامة اكبر من تغافل أو تناسى تعيين سفير أمي جاهل أو حاقد على العراقيين أو من لا يجيد العربية أو أؤلئك المتجنسون بجنسيات مكتسبة من بلدان يعملون سفراءا للعراق فيها ... فإن تعيين بائع طرشي يعرفه كل أهل البصرة لجودة توابله وبهاراته الهندية - والحق يقال - والتي يستخدمها في إعداد بضاعته سفيرا للعراق في جنوب شرق آسيا يكون بمثابة طفح للكيل لم يحصل حتى مع ( فالتون دائرة سي !) فما أصل الحكاية ؟
الحكاية بدأت بتوصية من والي دولة الفافون نوري المالكي الى مجلس النواب بترشيح راجح الموسوي سفيرا للعراق في احدى دول جنوب شرق آسيا ليسارع المتشدد الايراني في البرلمان خالد العطية ( المنتسب لمجلس الحكيم الايراني ) في غفوة من غفوات مجلس النواب وما أكثرها لاصدار قرار برلماني وبالاجماع بالموافقة على توصية المالكي ! وهكذا سيمثل بائع الطرشي ( مع احترامنا لكل المهن الشريفة ) راجح الموسوي العراق سفيرا في إحدى دول جنوب شرق آسيا ! ولكن من هو راجح الموسوي ؟
راجح الموسوي بائع طرشي مشهور في البصرة تكاد تشم رائحة الخل والبهارات منه ومن ملابسه وعلى بعد عشرات الامتار والحق يقال كما أسلفنا كانت بضاعته جيدة لجودة التوابل الهندية التي يستخدمها مما جعل اسعاره أعلى الاسعار في محافظة البصرة ورغم هذا فرواد دكانه كثيرون ... مع قدوم المحتل وبروز دور عملاءه أنتمى الموما اليه لمجلس الحكيم الايراني وواصل العمل في دكانه حتى قبيل انتخابات 2005 عندما سارع في لعبة انتهازية مكشوفة بتخفيض أسعار الطرشي والمخللات الى الربع ! داعيا زبائنه لانتخاب الخمسات الثلاث ! وما ان تمكنت هذه الخمسات وعلى رأسها مجلس الحكيم الايراني من تسلق سدة المحافظة حتى تم ترشيح الموسوي نائبا لمحافظ البصرة ! إعترافا بجميله ! ... وبعد سنوات الضيم والحيف التي مر بها أهلنا في البصرة بسبب الخمسات الثلاث وبلاويها ومجلس الحكيم الايراني وممارساته في اللفط الذي لا يرحم سقطت قائمة الحكيم شر سقطة ليجد الموسوي نفسه بلا منصب فهل يعود لمهنة بيع الطرشي التي لا يفقه غيرها أم يلجأ للوالي نوري المالكي ليجد له مخرجا ؟ وهذا ما حصل فقد أوصى المالكي مجلس النواب بترشيحه طرشيا ... آسف سفيرا للعراق في جنوب شرق آسيا وهذا ما حصل بعد ان أسرع رفيقه في النضال ! وإبن مجلسه الايراني بتمرير الموافقة ... والموضوع لم ينته بعد لان راجح الموسوي يصر على تعيينه سفيرا في الهند وليس بأي دولة من دول جنوب شرق آسيا لجودة توابلها وبهاراتها كما هو معلوم للجميع ولكفاءته في هذا المضمار حتى يقال ان العراق يختار من بين أبناءه الاكفاء سفراءا في الدول الاجنبية ! ألم أقل لكم إنها ( فالتون دائرة سي ) .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق