إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

السبت، يناير 02، 2010

ساعة بساعة مع الرهينة البريطاني منذ اختطافه وحتى اطلاق سراحه ... أسرار تكشف لاول مرة



الصورة لبيتر مور على اليمين وقد سقط شعر رأسه بفعل هول ما شاهده من فساد.... الصورة على اليسار للرهينة قبل مباشرة عمله في ملفات الفساد
عندما وافق البريطاني بيتر مور خبير المعلوماتية في ربيع عام 2007 بالعمل لصالح القوات الاميركية لوضع برنامج محاسبة وتدقيق من شأنه كشف الفساد المالي بيسر وسهولة وتعقب المفسدين وراءه لم يدر بخلده انه وافق على حتفه وانه بدأ يلعب بالنار وان حكومة المالكي التي سيعمل بين ثنايا وطيات مفاصلها ضليعة بالفساد حتى هامتها وبالتالي فإن ما وافق عليه سيضعه على المحك ليس مع عصابات ومافيات فساد تتولى القوات الحكومية حمايته من براثنها بل ان عمله هذا وضعه على المحك مع الحكومة الفاسدة ذاتها وقواتها الامنية !!

لذا كان بيتر مور يعمل بطمأنينة تامة داخل مبنى وزارة المالية شديد التحصين برفقة أربعة من حراسه كخط حماية أول لا يعتد به يليه خطوط حماية متمرسة وفرها وزير المالية ذاته صولاغ دريل الذي يمتلك حسا أمنيا عميقا بحكم كونه شغل منصب وزير الداخلية في حكومة ابراهيم الاشيقر السابقة ومنه أكتسب لقبه المذكور سلفا... كل هذا رفع من معنويات بيتر مور وأزداد عنده مؤشر الاحساس بالامان منكبا على عمله داخل الوزارة يبحث ويستقصي بين ثنايا الفساد التي أسقطت شعر رأسه لهولها في وقت قياسي وكلما أراد بيتر مور ان يلج في مضمار معين توقفه فداحة ما يرى من فساد وارهاب وسرقة ولصوصية فيقرر تركه لأجل لاحق والبحث عن مضمار أخف فسادا لتسهيل عملية فحص برنامجه وبيان دقة متابعته لمفاصل المضمار ليتأكد من نجاح عمله قبل تطبيقه على مضامير في الفساد أكثر عمقا وفي اللصوصية أوسع فعلا وفي الارهاب أكثر تغلغلا وفي الافساد أعمق تأثيرا !! فلم يجد المسكين سوى مضمار الاموال المستحصله من الخارج كتبرعات لاغاثة العراقيين والتي بلغ مجمل أقيامها مئات الملايين في جردة حساب سريعة قام بها بيتر مور وهو يرى ان الرقم الحقيقي أضعاف ذلك لو أكمل حساباته بتؤدة وتأني ومنها على سبيل المثال وليس الحصر عشرات الملايين من الدولارات تبرعات لاقامة مستشفيات حديثة في البصرة والناصرية والعمارة وكربلاء وديالى والموصل ... الا انه فوجيء بأن التبرعات لم تستخدم لهذا الغرض فبدأ البحث عن أبواب صرفها ويالهول المفاجأة !! لم يجد بيتر مور أبوابا ولا فصولا صرفت من خلالها هذه الملايين من الدولارات والتي لكثرتها باتت تصطرع فيما بينها تبحث عن فسحة تستقر بها بين كل تلك الملايين المفقودة والتي لم يعثر بيتر مور عليها رغم انها رسميا غير مصروفة !!

أدخل بيتر مور كل هذه المعطيات لبرنامجه الذي تعب عليه كثيرا وراهن على نجاحه أمام أكثر لجان القوات المسلحة الاميركية خبرة ودهاء وتقنية ! هذه اللجان التي كانت تريد الوصول لمنعطفات الفساد في العراق ليس لمنعه أو حتى الحد منه لانها كانت المشجعة عليه والضالعة فيه .... وإنما لمعرفة الفاسدين واللصوص والاحتفاظ بأدلة ثبوتية تستخدمها ضدهم ان حاولوا اللعب والانحراف ولو بقدر بسيط عن ما اتفق عليه مقابل توليهم لسلطة حكم العراق الذي باعوه من أجلها ! وهنا كانت المفاجأة مصحوبة بهتافات سمعت أصداءها في كامل مبنى الوزارة !! فقد نجح البرنامج نجاحا منقطع النظير وقدم بالدليل القاطع أوجه الصرف غير الشرعي لهذه الملايين عندما تبين ان من استلمها لم تكن سوى منظمات شبه عسكرية ومافيات مسلحة وجمعيات مجتمع مدني وما شاكل من هذه التشكيلات التي يوحدها جميعا عامل الارتباط بإيران! وتم تحديد هذه التشكيلات بالاسماء !! والاشخاص الذين تولوا استلام وتسليم المبالغ !! فضيحة ما بعدها فضيحة !! إيران تستخدم المساعدات الدولية القادمة للعراقيين للصرف على ميليشياتها ومنظماتها وفرق الموت التي وزعته على العراقيين بكل عدل وترفع عن طائفية أو عنصرية لا يحكم فعلها الدنيء سوى كرهها لكل شعور بالانتماء للعراق وحبه !!

لم يستغرق الخبر سوى ثوان معدودة ليطير بكامل تفاصيله وأبعاده ومخاطره على الجارة (المسلمة) إيران الى وكيلها الحصري باقر صولاغ وزير المالية ... الوزارة المعنية بكل هذه البلاوي (المصخمة) التي انهمرت على رؤوس العراقيين منذ ان وضع المحتل قدمه على أرضه ... بادر صولاغ بارسال كل هذه الفضائح لبلده الحبيب إيران ( المسلم الحنون) ليتصادف وصولها ومجلس عمائم على مستو عال منعقد أواخر مايس آيار 2007 لبحث كيفية تخليص عناصر عراقية ألقي القبض عليها متلبسة بجرائم قتل عراقيين وإثارة فوضى على رأسهم الاخوين قيس وليث الخزعلي... فتم هناك اتخاذ القرار ... قرار بخطوة واحدة وبفعل مزدوج ! يرمي لايقاف برنامج بيتر مور الفضيحة ودفن كل معطياته كما يرمي لاطلاق سراح (المناضلين) ضد الاحتلال قيس وليث ومن معهما!! على ان ينفذ قبل ان تستكمل أحهزة الطبع التي كان بيتر مور بصدد ربطها على حاسبته العتيدة لطبع تفاصيل المبالغ وتوزيعاتها والجهات المستفيدة على حساب العراقيين حيث بات خط الفقر يتسلقهم متسارعا ليضم شهرا بعد شهر وسنة بعد أخرى ملايين منهم تحته والذي يسموه بخط الفقر العالمي ونراه ترفا نحن العراقيون ونتمنى ان نكون بمستواه أو حتى أدنى منه قليلا !! بينما تذهب ملايين المساعدات بفعل حكومة المظلومية المالكية لفرق الموت الايرانية تعيث بدماء العراقيين تنثرها في الجنوب كما في الوسط بينما تتولى عصابات الحزبين الكرديين الفاسدين إكمال المهمة في شمال العراق .

ما كاد منتصف نهار يوم 29 مايس 2007يحل حتى ترجل وبكل هدوء وطمأنينة أربعون مسلحا بملابس شرطة المغاوير وبأسلحتهم من سيارات الشرطة البيك اب أميركية الصنع ليدخلوا الوزارة ومن غير استئذان أو مقاومة من أحد متجهين الى حيث يعمل بيتر مور من غير استرشاد أو استفسار عن موقعه فمكانه معلوم لديهم ... جمعوا أسلحة حمايته الاربعة بدون عناء وأقتادوهم وبيتر معهم لمكان مجهول حسب ما صرح به قاسم المكصوصي حينها مؤكدا ان المسلحين مجهولون كذلك وان أكثر من 16 مركبة تعود لقوات المغاوير أما مسروقة أو مشتراة من معارض النهضة والتي تم طلائها لتبدوا كسيارات المغاوير خصوصا وان جميع انواع اصباغ السيارات متوفرة في السوق المحلية في العراق (الجديد) .... ومفتر ملعون من يقول لكم ان ما جرى كان هجوما أو ان تبادل اطلاق نار قد جرى أثناء ما يحلو للمكصوصي تسميته بالاقتحام وما هو اقتحام ولا بطيخ بل نزهة وعلى رأي المثل العراقي ( بيتنا ونلعب بيه !!) .

توقف الركب في منطقة الحسينية شمال بغداد لاستبدال الموكب بأربع سيارات رباعية الدفع فقط لا تثير كثيرا من الجلبة والاهتمام ليتم نقل بيتر مور في عجلة بينما تم نقل حمايته الاربعة للسيارات الأخرى ... وعاد موكب المغاوير الى قاعدته في بغداد سالما بعد انجاز مهمته بينما واصل الركب الجديد طريقه باتجاه بعقوبة كما يوحي بذلك الطريق التي اتبعت ... كان الركب في سباق مع الزمن للوصول الى الاراضي الايرانية عبر خانقين لعبور الحدود باتجاه قصر شيرين فأقصى ما يخيف القائمين على العملية ان تتبعهم قوات اميركية وتستوقفهم وعندها تكون الفضائح ببلاش وعلى رأي المثل المصري ( اللي ما يشتري يتفرج !!) وفات هؤلاء الاغبياء ومن ورائهم ان القوات الاميركية لو ارادت ايقافهم لتصدت لهم عند مدخل وزارة المالية !! لكنها تركتهم في غييهم يعمهون في وقت سجلت على حلفائها من لصوص بغداد المئات من الادلة الثبوتية استخدمت بعضها ومازالت تدخر الكثير تهددهم بها لتضمن إخلاصهم في تحقيق اهدافها في العراق ...

في الساعات الاولى من فجر يوم 30 مايس 2007 دخل موكب الخاطفين ومخطوفيهم قصر شيرين فباتوا فيها مطمئنين إذ تمكنوا من الافلات كما بدا لهم من قبضة القوات الاميركية حيث تابعوا سيرهم داخل ايران مع تباشير صباح يوم 31 مايس برعاية مباشرة هذه المرة من قبل الحرس الثوري الايراني وجهاز إطلاعات الذي تولى التحقيقات بكاملها مع الرهينة البريطاني وحمايته ... وطيلة طريقهم من بغداد وحتى الحدود مع ايران كانت القوات الاميركية تتابع وتصور عبر طائراتها المسيرة من دون طيار والتي مسحت المنطقة طولا وعرضا ابتداءا من وزارة المالية وحتى الحدود وما بعدها محتفظة بأدق تفاصيل ما جرى !! وللحقيقة فإن القوات الاميركية لم تبذل الكثير من الجهد لاسترجاع الرهائن أو الحيلولة دون نقلهم الى ايران وكأنها تسعى لتحقيق كل ما جرى لهم رغم امكاناتها في التصدي لموكب الخاطفين ومن بعده موكب السيارات الرباعية الدفع التي أتجهت بالرهائن نحو ايران ورغم الضغوط البريطانية التي مورست تجاههم سواء أثناء إختطاف الرهائن أو خلال الفترة اللاحقة مما أضطر البريطانيين لتقديم تنازلات ما كان لها ان تحدث لو وجدوا مواقف أميركية أصلب ... كما ان القوات الاميركية لم تقم بأية محاولات لتفتيش مناطق محتملة لانها على علم تام بأن الرهائن باتوا في ايران وليس داخل العراق كما جرى بالضبط لرئيس وأعضاء اللجنة الاولمبية العراقية حيث تم ترحيلهم الى ايران للحيلولة دون نجاح أية عملية بحث وتفتيش عنهم تتولاها القوات الاميركية .. ومن الجدير بالذكر ان محاولات ترحيل الرهائن والمختطفين والموقوفين الى ايران لمنع العثور عليهم في اي محاولة بحث وتفتيش بدأت منذ عام 2005 عندما تولى باقر صولاغ مهام وزارة الداخلية وكانت الوجبة الاولى التي تم ترحيلها في أيلول من العام المذكور قد شملت مجموعة من الضباط والمهندسين والطيارين في القوات المسلحة العراقية وفي تشكيلات التصنيع العسكري وبالاخص أؤلئك المتخصصين بتقنيات الصواريخ وتوجيهها وإن ضغوطا مورست تجاههم للتعاون مع الاجهزة الايرانية والا فإنهم مهددون بحياتهم وقد فقد الكثير منهم حياته بسبب إصراره على عدم التعاون مع عدو الامس بينما أضطر آخرون للرضوخ تحت تأثير التهديد ...

والغريب المضحك ان وسائل الاعلام الاميركية في سياق تعمية الرأي العام الاميركي جعلت من تبادل الرهائن مع موقوفين متهمين بجرائم قتل وإبادة أمثال قيس وليث الخزعلي وسبعة آخرين من منتسبي عصائب الحق كما ورد في بيان للجماعة المذكورة جعلت منه خطوة في طريق المصالحة الوطنية !! كما يتمشدق بها جواد المالكي إذ تبين ان المصالحة المقصودة هي تلك التي بين حلفاء إيران وعملائها وبتعبير آخر بين المالكي ورهطه والمجلس الادنى الايراني ومن معه من تيار صدري رغم ما يثار عن عداء مستحكم بينهما تبين عدم صحته من خلال تحالفهما الاخير لتهيئة الظروف للانتخابات البرلمانية القادمة !! تحت قائمة الائتلاف الوطني بينما ينتظر تحالف هذا الائتلاف الايراني لا محالة مع إئتلاف ما يسمى بدولة الفافون بعد نتائج الانتخابات تحت هيمنة ايرانية مطلقة ...

مارست حكومة المالكي دورا مخزيا في إثارة الرأي العام البريطاني وإثارة مخاوفه أمام تهديد فقدان الرهائن لحياتهم بل ان اسلوبا نفسيا تم اتباعه بمشورة ايرانية لا يختلف عن اساليب عصابات المافيا عندما تثير الموضوع مجددا وإبقاءه على طاولة البحث من خلال قتل رهينة بين وقت وآخر ففي تموز 2008 مررت وسائل اعلام المالكي خبر انتحار (!) رهينة بريطاني سبقه إرسال شريط مصور للرهينة ذاته عبر الصنداي تايمز يقول فيها ( أنا منهك .. أنا متعب .. انا محبط نفسيا .. صحتي في تدهور !!) ولما لم يتخذ المعنيون إجراءا مناسبا تم قتل الرهينة المذكور واشاعة خبر انتحاره سالف الذكر !! وإن نسينا فلا ننسى الضجة المفتعلة التي قامت بها حكومة المالكي التي أدعت تسلمها جثة يحتمل كونها لبيتر مور في أيلول الماضي 2009 وظهر لاحقا انها تعود لأحد الرهائن من عناصر الحماية وقبل ذلك في حزيران من العام نفسه وفي ذات السياق في إثارة الرأي العام البريطاني قامت حكومة المالكي بتسليم السلطات البريطانية جتثي رهينتين من الرهائن ليتبقى الرهينة الرابع والذي قتل هو الاخر ولم تظهر جثته حتى اليوم لانها مازالت في ايران ... هي حكومة جواد المالكي ومن حولها من مناصرين ومعادين يتحدون جميعا تحت العصا الايرانية ... هي حكومة ارهابية حقا ....

وفي الايام القريبة القادمة وبعد اطلاق سراح بيتر مور ووصوله لندن وطبيعة التكتم الاعلامي البريطاني الرسمي الذي رافق وصوله ومن ثم إختفائه بحجة رغبته وأهله في خصوصية اللقاء بينهما علينا ان نتوقع إطلاق سراح عناصر الاجرام الايراني من عصائب (الحق!!) الملطخة أياديهم بدماء العراقيين ليعود مسلسل القتل والتثقيب مجددا لتكميم الافواه التي تعارض إيران ومؤيديها في جولة الانتخابات القادمة ما دام عملاء إيران من أمثال المالكي والحكيم وكل المتخفين بعمائم الدجل الفارسي المتضامنين مع المحتل الاميركي بتوفير متطلباته وتحقيق رغباته ونهب ثروات العراق لصالح شركاته ورؤوس أمواله مواظبين على خدمة المحتل مقابل كرسي الحكم الذي سيحرقهم بلهبه حتى لا يفكر أحد من أشياعهم من بعدهم على التقرب منه ....
مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/

هناك تعليقان (2):

شاهد عيان يقول...

السلام عليكم
شاءت الصدف ان اكون شاهد عيان لعملية اختطاف الرهائن البريطانيين علما ان ما جرى أمامنا لم يدل على حالة اختطاف أو عنف أو ما شابه ذلك لان العملية كانت سلسلة وبكل هدوء دخلوا للوزارة وخرجوا منها خلال دقائق بصحبة البريطانيين بكل هدوء وعند سماعنا لاحقا الاخبار تذكرنا المشهد وربطناه بالاختطاف
استطيع ان أؤكد ان العملية كانت حكومية 100% وبعلم وزير المالية وربما بإشرافه ... من ةهلمال حمل جمال

غير معرف يقول...

السلام عليكم
يدور في الشارع الان وبعد اطلاق سراح قيس الخزعلي وكما ورد عن ذلك في المقال ان الشغلة بكاملها ملعوبة وقد تم حينها الطلب من بيتر مور باعلان انه لا وجود للفساد حتى لا يتضرر اعوان ايران وكذلك المحتل الامريكي السافل ولما رفض ذلك تم خطفه من قبل عصائب الباطل الى ايران وبإيعاز من الاميركان !! هذا ما يدور على السنة العراقيين والان باطلاق سراح الخزعلي ثبت ذلك .