إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الثلاثاء، مايو 05، 2009

ماذا دار في إجتماع أحمدي نجاد مع الامام الغائب .. صورة حصرية عن اللقاء ... مصطفى العراقي


في تصريح أخير مثير للسخرية كالعادة ليس الاول ولن يكون الاخير قال أحمدي نجاد الرئيس الايراني في مدينة شيراز الايرانية ضمن حملته الانتخابية إنه تحدث مع صاحب الزمان الامام المهدي الغائب منذ ألف عام وسأله ان يشد أزره ويسانده في حملته الانتخابية لينتصر على أعداءه ! مؤكدا ان صاحب الزمان قد أستجاب له ! وإنه يلبي دعواته وهو بالتالي شاكر له على أريحيته في التعامل معه ! كان هذا ما نقلته وكالة (إنتخاب) الايرانية عنه ! وهنا لسنا بصدد الحديث عن مدى الشرك بالله عندما يدعو نجاد مخلوقا دونه إلا إذا كان صاحب الزمان بمرتبة أخرى! كما لن نتحدث عن طبيعة اللقاء ما وراء الطبيعة الذي جرى بين أحمدي نجاد وصاحب الزمان الذي أختفى كما يقولون قبل ألف عام وعن ظروفه وحيثيات إنعقاده وما هي طبيعة التكنولوجيا التي أستخدمها نجاد لتحقيق هذا اللقاء وعن منشأها كورية كانت أم صينية أو ربما غربية وقد تكون أميركية وردت إليه عن طريق الوفد اليهودي الايراني الذي عاد مؤخرا من زيارة للولايات المتحدة وقابل أحمدي نجاد للسلام عليه !! خصوصا بعد تصريحاته ( النارية ) التي تضمنها خطابه الاخير في مؤتمر الامم المتحدة لمناهضة العنصرية والذي هاجم فيه إلكيان الصهيوني بشدة رغم إنه ألتقى لاحقا وعلى هامش المؤتمر بالرئيس السويسري الذي ترعى بلاده مصالح الكيان الصهيوني في إيران !! ... فكاتب المقال العبد لله ليس ضليعا في أمور الاختفاء والظهور ولم تصل لسمعه أخبار عن تكنولوجيا جديدة تؤمن إتصالا ما وراء الغيب فالغيب حكر لله عز وجل حتى يوم الدين ومن أنكر ذلك فقد كفر !

ولكني هنا أتساءل ومن حقي ذلك فأقول إذا كان أحمدي نجاد قادرا على تأمين مثل هذا الاتصال ! أليس مرشد إيران خامنئي أحق به منه ؟ بل أليس خميني من قبله أحق به هو الاخر ؟ فما الذي يدفع نجاد للاستئثار بهذا الحق دون غيره ؟ ولّم هذا السكوت عنه ؟ فلم نسمع ما يشير لاستهجان خامنئي من هذا التصرف وهو أحق به ! وهل ترك صاحب الزمان كل تلك العمائم السوداء والبيضاء الايرانية في قم والنجف مكتفيا بأحمدي نجاد وسيطا ! بل كيف ترك جلال الصغير وهو القائل مؤخرا بأنه رمز ديني وسياسي مخلص لشيعة آل البيت في إطار توقعاته بتعرضه لهجوم من قنوات فضائية ذكرها بأنها الجزيرة والعربية والحرة !! وإذا استثنينا القناتين ألاوليتين فما بال قناة الحرة لتهاجمه وهي المعبر الحقيقي عن آل بيت بوش !؟ الذين تحالفوا وأدعياء بيت آل النبي في إحتلال العراق العربي المسلم وتدميره ؟ أم إن نجاد قد أستأثر بتكنولوجيا الاتصال عن بعد الغيب ! التي وصلت إليه مع أبناء عمومته أعضاء الوفد اليهودي الايراني القادم من بلاد العم سام ؟ أسئلة وأسئلة تترى فلا تجد لها جوابا ! خصوصا إذا ما عدنا بالذاكرة لمذبحة الزركة قرب النجف والتي راح ضحيتها آلاف الشيوخ والنساء والاطفال في مرحلتين كانت الاولى بفعل المحتل الاميركي الهمجي بعد ان قالوا له إن المنتفضين ينتمون للقاعدة !! فأستخدم المحتل البليد شتى صنوف أسلحته الجوية والبرية لحرق أجساد العراقيين بحجة إنتمائهم للقاعدة ! بينما كانت المرحلة الثانية على يد قوات العميل نوري المالكي الامنية تساندها قوات إيرانية أرتدت زي مغاوير باقر جبر صولاغ لتؤسس عن حق وحقيق هذه المرة لمقابر جماعية طالما أخترعوها وزعموا مناهضتهم لها !! تحت حجة كاذبة مفادها إن قادة هؤلاء المنتفضين يزعمون لقائهم بالامام الغائب !! وهي نفس الحجة التي تثيرها إيران العهر والفساد في محاربتها لمرجعيات شيعية عربية !! فهم لا يريدونه تشيعا عربيا أصيلا بل فارسيا كسرويا !! والذي جاء على لسان مرجعية النجف التي رفضت كل من يزعم وصلا بالامام !! وطالبت المالكي ومن يحيط به من ذيول إيران بالضرب بيد من نار وحديد على دعاة الوصل بالامام والذي تراه سحبا للبساط من تحت أقدامها فإذا أدعى كل من هب ودب لقاءه بالامام فما ألذي يتبقى لها !! تلك المرجعيات ذاتها التي صمتت صمت أهل القبور أمام إدعاءات أحمدي نجاد المتكررة بلقاء الامام الغائب وتداوله معه بشؤون الساعة !! ومدى دعمه له خصوصا مع إقتراب أي نوع من الانتخابات في إيران ....

يقول خبثاء المنطقة الغبراء وما أكثرهم ان أحمدي نجاد بتصرفاته هذه يستأثر بكل وقت الامام الغائب (!!) مما لا يترك مجالا لآخرين للاجتماع به وعلى رأسهم نوري المالكي الذي كما يبدو في أمس الحاجة للقاء من هذا النوع يشد أزره أمام المخدوعين به بعد أن أفلسوا من كل وعوده التي اطلقها إبان حملة إنتخابات مجالس المحافظات لا بل ان الكثير منها أنقلب لضدها !! خصوصا وان الانتخابات البرلمانية باتت على الابواب وان كثيرا من اللغط قد تصاعد في الشارع العراقي حول الفساد المسكوت عنه حكوميا لدى أقطاب حكومته وعلى رأسهم غالبية الوزراء المتخمين بالسحت الحرام إضافة للاخبار التي وردت عن مقربين منه خلال زيارته الاخيرة الى لندن وإجتماعه بكبار المستثمرين الذين تبين لاحقا ان عددا من الصهاينة القادمين من الكيان الصهيوني من بينهم وعن مدى التسهيلات التي أنبرى مستشاروه لتقديمها بإسمه الى هؤلاء المستثمرين الصهاينة حتى بات التنافس واضحا بينهم وممثلي الحزبين الكردوصهيونيين من أمثال عراب التدخل الاقتصادي الصهيوني في العراق برهم صالح وسكرتير مصالح مسعود برزاني والناطق بإسمه الهوش يار زيباري !!

لست في هذا المقال بصدد البحث عن خزعبلات أحمدي نجاد أو ترهات نوري المالكي أللذان أوصلا مسار الضحك على ذقون البسطاء حدا يكاد يتفوق على شيخهم علي الكوراني الذي أدعى من على شاشة فضائية المستقلة ان من بين بني هاشم خمس عوائل نصرانية في لبنان بل انه تمادى ليجعل من الملكة الام لبريطانيا أليزابيث هاشمية هي الاخرى !! عندما جعل من أمها زوجة هنري الثامن من الادارسة وبالتالي فهي هاشمية من نسل الرسول الاعظم !! كما يزعم ! فأية إساءة هذه للاسلام والمسلمين !! وأي توظيف يهودي هذا لعقول البسطاء في البلدان التي أبتلاها الله بحقدهم !! فأقول ان صورة اللقاء التي تخيلها فنان وفق ما وصف أحمدي نجاد المقابلة مع الامام الغائب بعظمة لسانه حركت لدي مشاعر الرغبة في استباق القراء الكرام في التعليق لاقول عن لسان أحدهم :
ما كان ينبغي عليكم السماح لفنان بأن ينطلق بمخيلته لتصوير اللقاء خصوصا وإنه يتعلق بالامام الغائب عجل الله فرجه ....
لأجد نفسي ملزما بالرد على التعليق فأقول : يا أخي الكريم كان عليك ان ترفض خزعبلات أحمدي نجاد الذي خاطب البسطاء في شيراز الايرانية قائلا بعظمة لسانه وهنا أقتبس : بالامس فقط قابلت الامام الغائب وسررت للحفاوة التي أستقبلني بها ! ووجدته مازال يرغب في دعمي وإسنادي مما يدل على إني سائر في الطريق الصحيح !! ....
لاحظ هنا عزيزي المعلق ان نجاد لم يتطرق لحلم في منامه أو روؤيا مما يعني حصول المقابلة على أرض الواقع !! فكان عليك ان ترفض هذه الترهات بدلا من خنق فنان أراد التعبير عن كوامنه ... فإذا كنت ممن ركنوا عقولهم على الرف إلا يجدر بك أن تتساءل على الاقل عما أبقى نجاد لوليكم الفقيه ؟ رحم الله الشاعر حين قال :
لا خير في حسن الجسوم وطولها ... إن لم يزن حسن الجسوم عقول .