كل هذا حقائق معروفة للعراقيين صغيرهم وكبيرهم ... عالمهم وجاهلهم حتى أؤلئك الذين يقولون ببلادة منقطعة النظير ( شتفصل المرجعية نلبسه ! ) والذين يحلوا لقنوات التجهيل والافساد إبرازهم بين فينة وأخرى على شاشاتها والجهل حد البلادة باد على محياهم والعياذ بالله !.... واليوم ونحن على أبواب تغيير متوقع للخارطة السياسية من خلال نتائج وإصطفافات نابعة عن انتخابات مجالس المحافظات هل نتوقع حربا لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين ؟ حتى إن أحد النواب يطالب وزير الداخلية (!) بمنع سفر أعضاء مجالس المحافظات المنتهية ولايتها حفاظا على المال العام !! أما نحن فلا أرى ذلك فالفساد ماض ولن توقفه إنتخابات تقصي فاسدا لتنصب آخر !! فالرأس باق على سدة الحكم وسرعان ما ينتقل الفساد الى الاعضاء الجدد بيسر وسهولة ...
وهؤلاء الذين أنتخبوا أعضاء المجالس المنصرفين – بإذن الله – في حينها يدّعون اليوم أنهم خدعوا بهم ولا تجربة لديهم واضعين وزر جهلهم الانتخابي على النظام السابق الذي لم يوفر لهم الاجواء الديمقراطية ليزدادوا غنى في الوعي الانتخابي ... وماذا عن اليوم ؟ ماذا عن هؤلاء الذين أعادوا إنتخاب اللصوص ؟ أليست ملامح اللص واضحة للعيان وهل تحتاج لوعي أو خبرة ؟ دعونا نحدثكم اليوم عن معمم من العمارة فاز من ضمن من فازوا تحت راية دولة القانون ! وهو معروف لدى أهلنا في ميسان بالاسم والصورة ! هذا المعمم كان من ضمن اللاهثين خلف دبابات المحتل وقادما في الاصل من الشرق وأتخذ من البريطانيين حينها سندا ونصيرا وجعل من نفسه زائرا مستديما لبناية محافظة ميسان حيث المقر الذي أتخذه البريطانيون عام 2003 ليتمكن من الالتفاف على مشاريع الاعمار ولفلفة وارداتها مكتفيا بالنزر القليل من الاعمال المنفذة والتي لا تقدم ولا تؤخر في الاعمار لتؤول الى جيبه معظم الواردات ! ... بينما يقف فاتحا ذراعيه لامدادات المساعدات التي كانت ترد للعراقيين من دول عدة ليوزع القليل منها ذرا للرماد في العيون على أرامل يختارهن من صغار السن حارما أغلب المستحقات وكل المستحقين منها لتنزل بضاعته في اليوم التالي للسوق السوداء وبأسعار عالية من دون خجل ولا وجل رغم ما كتب على البضاعة من إنها ( مساعدات من ...... إلى ألشعب العراقي !) وبعد ان انتهى دور البريطانيين الفاسدين ألتف على اللصوص الاميركيين ومن بعدهم مجلس المحافظة وحتى دخوله الانتخابات الحالية كمرشح عن قائمة دولة القانون !! ....
ورغم ان عام 2008 قد أعلن حينها عاما لمكافحة الفساد إلا ان العراقيين لم يستشعروا ذلك بل ان الفساد كان يتصاعد على مدار أرباع السنة محققا أرقاما مخيفة في النهب والسلب والاعتداء على المال العام ورغم هذا تتبجح قوائمهم في الانتخابات ألاخيرة ببند متقدم من بنود أهدافها والذي ينص على محاربة الفساد المالي والاداري !! سترون أيها العراقيون كيف سيتحالف اللصوص الجدد الذين أنتخبتموهم مع اللصوص القدامى !! رحم الله الشاعر جرير الذي قال في الفرزدق ...
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع
الكاتب مصطفى العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق