كتب مصطفى العراقي : عجيب غريب أمر هذا الرجل فالفضيحة التي أزكمت الانوف والتي مازالت رائحتها نفاذة تخدش الحياء والخجل لمن يمتلكهما قبل ان تخدش الانوف والمتعلقة بأعضاء من حزبه قدموا استقالتهم بقيادة كوسرت رسول علي والتي تبين لاحقا انها تتعلق بالمثل العراقي ( ما شافوهم من سرقوا ... سمعوهم من تقاسموا !! ) ومبلغ 800 مليون دولار عن ارباح مبيعات نفط الشمال والتي أراد طالباني تجييرها لحساب شركته الاستثمارية الدولية ومقرها لندن حيث القائمة بأعمال مجلس إدارتها زوجته هرّو ابراهيم ... أقول لم ينته بعد أزيز مادار من مماحكات ومساومات والتي أسفرت عن سحب استقالة (المناضل ) ورفيق دربه ! كوسرت رسول علي مقابل ترضيته بمبلغ أربعة ملايين دولار كما تقول الاوساط الاعلامية ورفض باقي المستقيلين الرضوخ للمساومة واصرارهم عليها ما لم يتم كشف ما يجري من فساد ... حتى بدأ أبو قباد ( قباد جلال طالباني الملك غير المتوج في بلاد العم سام ) زيارته الى كوريا مصطحبا معه مسؤولين نفطيين من أقليم شمال العراق ... هذا الاجراء الذي جعل من حلفاء الامس أعداء اليوم القاطنين في المنطقة الخضراء ببغداد يسارعون للتنويه والتحذير بأن جلال طالباني لا يمتلك الحق القانوني في مناقشة عقود النفط العراقية !! والذي دفع بطلباني ليقول لاصدقاءه الكوريين ( كاكا معليكم منهم الرجال اللي يحط بالسكلة نفط !!) مما دفع برئيس شركة كورية معنية بإستثمار النفط والغاز الى إقامة مأدبة عشاء على شرف طالباني والوفد المرافق ... متناسيا ان هناك أعرافا في التعامل مع رؤوساء الدول (!) تحتم قيام من هو بمستواه بهذا العمل وليس رئيس شركة فطلباني رئيس دولة وليس مدير شركة !! ولكن يبدو ان هذه الشركات الكورية ومن خلال تعاملها الطويل مع طالباني رفعت الكلفة بينهما ليصبح الاخير أول رئيس جمهورية يزور بلدا بدعوة من شركات احتكارية !! حتى جزر الموز لم يجرأ رؤساءها على هذه الفعلة بسبب قانون ( العيب ) الذي كما يبدو لا وجود لمفردته في قاموس طالباني وكيف نتوقع وجود هذه المفردة في قاموس من باع العراق منذ عقود ومكّن الغزاة من دخوله وهلل له ....
الاعلام الكردي العائد لطلباني وصديقه اللدود مسعود برزاني يقول ان شركة الغاز الكورية (كوكاز) وشركة النفط الوطنية الكورية (كي ان او سي) اقامتا مأدبة عشاء قالت ان الشركات اقامتها على شرف طالباني حضرها رجال اعمال ومستثمرون ورؤساء شركات كورية ... فالزيارة التي يتحدث عنها ديوان الرئاسة ( جيب ليل وخذ عتابة ما دام في القضية نصير العاني !! ) على أساس كونها زيارة رسمية لرئيس دولة لدولة أخرى لم يستقبله في مطارها لحظة وصوله سوى سفير كوريا الجنوبية السابق في بغداد ونيجرفان برزاني الذي سبقه في الوصول ليتخذ موقعه في مراقبة ما يجري خوفا من طالباني يلعب بذيله ويلفط الكومشن كله ويطلع كاكه مسعود من المولد بلا حمص ....
إذاً هي لا زيارة رسمية ولا بطيخ ... إنها مجرد زيارة بزنس أستغل فيها إسم العراق بأبشع صورة واستخدمت خلالها كل امكانات العراق ومقدراته وسحقت فيها كرامته كما سحقت كرامة العملاء بالبسطال الاميركي وكروش الخونة بالحذاء الايراني .... فما ذنب العراق لتهان كرامته بهذا الشكل بفعل حكامه الذين أستقدمهم الاحتلال فسكوتنا عن ثروات منهوبه وكرامة شعب مسلوبة دفعهم للمس بكرامة العراق بلد بين النهرين بلد الحضارات ... واليوم وبإسم العراق تباع ثرواته بأبخس الاثمان لتجد طريقها الى جيوب الخونة والعملاء وها هو خبير بيع النفط العراقي في الشمال ( أشتو هورامي ) يتأبط ذراع نيجرفان برزاني في حله وترحاله ...
ورب سائل يسأل كيف يتسنى لعصابات الشمال الكردوصهيونية من مواصلة الاتجار بالنفط العراقي في حالة ان حكومة المالكي ترفض منحها الصلاحيات بهذا الصدد وان وزير نفطها الايراني الشهرستاني ينعق ليل نهار مستنكرا تصرفات الحزبين الحاكمين في شمال العراق .... يقول نائب في البرلمان إنه أطلع على وثائق تشير صراحة الى موافقة حكومة المالكي على قيام السلطة الكردية على توقيع العقود النفطية وما هذه ألاحتجاجات وما هذا النعيق إلا ذرا للرماد في العيون .... فاللصوص على اتفاق تام بكل ما يجري الا ان متطلبات المرحلة تحتم احيانا نوعا من زعيق ونغمة من صياح ... صياح مباح على أصوات قطع الذهب المحرم تنهال على بعضها لتأخذ دورها في كي الجباه يوم لا ينفع مال ولا بنون ... وقبل هذا عقاب الشعب فهو واقع لا محالة إن لم يكن اليوم فغدا ... إنّ موعدهم الصبح ، أليس الصبح بقريب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق