تجمعنا لنرى نحن بعض من العاملين في مؤسسة بحثية في المهجر فيلما عرضته وكالة انباء عن زيارة الاربعين في كربلاء يوم 16/شباط الماضي وظهر في الفيلم رجل معمم كان عبد المهدي الكربلائي وهو يتحدث عن أعداد زائرين بلغت حسب زعمه من 9 الى 10 مليون زائر ... أستغرب أحد الجالسين معنا لضخامة هذا العدد وكان من الاجانب من أهل البلد فسأل عن الطريقة التي تم من خلالها إحصاء هذا العدد فهو لا يرى في المساحة التي أمامه والواضحة في الفيلم انها يمكن ان تستوعب هذا الرقم الفلكي !! ... أنتفض من موقعه قائلا : لا يمكن ان تستوعب هذه المساحة ولا أضعاف أضعافها هذه الملايين التسعة أو العشرة التي عنها يتحدثون !! ... لماذا انتم في الشرق تكذبون ؟
الحقيقة ورغم تمنياتنا ان تكون المنطقة بين الحضرتين وكربلاء بشكل عام من الوسع والانفتاح بحيث تستوعب الملايين بالفعل الا اننا لا نرى داع لتضخيم كاذب لاعداد الزائرين يهدف من خلاله غايات قد تكون سياسية فالزوار للعتبتين يتوافدون طيلة اسبوع أو ربما أكثر لتصل أعدادهم الى الذروة يوم الاربعين اي يكون العدد المزعوم (9-10) مليون زائر قد اكتمل في يوم الاربعين !! ... بعبارة أخرى ان الزوار لا يتوافدون قبل الاربعين بأربعة أيام أو خمسة أيام ليتركوا كربلاء قبل الاربعينية بأيام ثلاثة أو أربعة ليحل محلهم آخرون ومن ثم يتركوا ليحل محلهم آخرون وهكذا دواليك حتى يكون مجمل من مر بكربلاء من الزوار يصل الى ما زعمه الكربلائي 9 الى 10 مليون زائر ... وهنا نتساءل هل تستوعب الحضرتين بل قل كربلاء برمتها هذه الملايين وما يترتب لهم وعنهم من طعام وشراب واقامة وسكن وتواجد بل قل حتى من فضلات معيشية وبشرية ؟ وأية منظومات مجار هذه التي يتكلمون عن استيعابها لفضلات هذا العدد المليوني المضاعف ! وهنا نتساءل مجددا ... لماذا نكذب ؟ ألا نخجل ونحن نكذب على أنفسنا قبل الاخرين ؟ ....
على صفحات موقع الكتروني عراقي قرأت ان عدد زوار الاربعينية هذا العام وحسب تصريحات لمسؤولين عراقيين بلغ ما يزيد عن 100 ألف زائر بقليل ... وهو رقم منطقي ومقبول ومعقول وبإمكان كربلاء كمدينة ان تستوعب هذا الحشد من حيث المتطلبات التي ذكرت آنفا لفترة قصيرة هي بمثابة الذروة ليبدأ الزوار بالانصراف فور نهاية مراسم الزيارة ليخففوا عن كاهل المدينة ... ان الحديث عن هذه الملايين المزعومة من الزوار دفع بصاحبنا الاجنبي وغيره ممن أطلع على مجريات ما يحدث وتصريحات مثل ما قاله الكربلائي تجعلهم يشتموننا ويتهموننا بالكذب رغم انهم لا يدركون سبب تضخيمنا لاعداد الزوار بهذا الشكل المكشوف إلا أللهم إذا أفترضوا ان هناك دخولية عن كل زائر ستدفعها جهة ما مثل الامم المتحدة أو أحدى منظماتها كاليونسكو مثلا .... أو ربما الولايات المتحدة ؟ كما دفعها بول بريمر خلال العام الذي قضاه في العراق ! وكما تدفعها اليوم !! ففي دعايات تلفزيونية تعرضها قنوات فضائية تدفع ثمنها الولايات المتحدة عن كل ثانية عرض مبلغ دولار ونصف ! تظهر فيها العراقيين وهم سائرون على الاقدام حتى كربلاء ... أي انها لكامل الشريط الذي يبلغ طوله دقيقتان تدفع أميركا مبلغ (180 ) دولارا للعرض الواحد وفيما إذا تكرر عرضه لعشر مرات فإنها تدفع مبلغ ( 1800 ) دولار ولعشرة أيام يكون ما يجب ان تدفعه ( 18000 ) دولار ... وإذا أفترضنا ان عدد القنوات التي تم إختيارها لعرض هذا الشريط يبلغ عشر قنوات فإن صافي ما تدفعه السفارة الاميركية في بغداد يصل الى ( 180000 ) دولار عن فيلم بدقيقتين يظهر العراقيين وهم يسيرون مشيا على الاقدام حتى مدينة كربلاء .... أهو حث أميركي لزيارة الاربعين ؟ أم تريد من وراءها أميركا ان تقول شيئا ؟ يساعدها في ذلك عبد المهدي الكربلائي الذي يقول لها ان الموضوع يشمل 9 الى 10 مليون عراقي .... فهل تنبأ العراقيون بسبب التواتر الاميركي لتضخيم الصورة كما يريدها عبد المهدي الكربلائي ؟ أم ان فشل العراقيين في التنبأ بخطورة الفتاوى التي أطلقت مرحبة بالاحتلال وداعمة له يدخل في نفس السياق ؟ كما يدخل ضمن السياق نفسه الصلاة على جندي أميركي قتلته المقاومة العراقية وقراءة الفاتحة على روحه ؟
ففي الاربعينية الاخيرة أصاب البلد شلل تام لايام قبل الاربعينية وايام بعدها ناهيك عن الاموال التي أهدرت بسبب هذا الشلل الذي تقول عنه وزارة التخطيط ان لا جهة في البلد وضع على عاتقها اجراء مثل هذه الحسابات وتحديد الخسائر الناجمة عنه .. ناهيك عن الكلف المالية الكبيرة التي تقف وراء تأمين الحمايات غير المسبوقة ومنها وحسب الاحصاءات الرسمية والتي نفترض انها حقيقة وليست دجلا :
40000 عنصر حماية
وحدات من الاستخبارات وفصائل قناصة ومفارز كلاب بوليسية
1500 عنصر شرطة نسوي
فوج مكافحة الشغب مجهز بهراوات كهربائية صاعقة وقنابل مسيلة للدموع
5000 عنصر تدخل سريع
ثلاثة أفواج مكافحة شغب بالاحتياط
طائرات لتأمين المسطحات المائية والبساتين والمسالك
شلل تام في المحافظات المعنية وعلى رأسها بغداد
إحدى الدراسات التي قامت بها مؤسسة عراقية معنية بالقطاع الاقتصادي أكدت أن العطل الرسمية وغير الرسمية أصبحت تهديدا حقيقيا لمستقبل البلاد واعمارها. فإذا حسبنا أن هناك 104 أيام هي مجموع أيام عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت) إضافة إلى نحو 80 يوما أخرى هي عطل رسمية وغير رسمية تضاف إليها المناسبات الخاصة لبعض الأديان والقوميات في العراق لاسيما الطائفة الشيعية التي تحتفل بمناسباتها وسط إجراءات أمنية خاصة مثل إحياء ذكرى عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين وولادة الإمام المهدي، ووفاة الإمام موسى الكاظم الأمر الذي يتطلب إعلان حظر التجوال ووقف الدوام الرسمي قبل ثلاثة أيام من المناسبة ويوم بعد المناسبة، ناهيك عن حالات الطوارئ لدى تنفيذ العمليات الأمنية فضلا عن مناسبات خاصة مثل إجراء الانتخابات التي يعطل فيها العراقيون عدة أيام قبل يوم إجرائها حفاظا على الأمن. أي أن هناك ستة أشهر من التوقف عن العمل في طول البلاد وعرضها، ناهيك عن ساعات العمل الحقيقية في بعض الدوائر التي قد لا تتعدى الثلاث ساعات إجمالا، ولكم أن تتصوروا الحالة.
مصطفى العراقي
الحقيقة ورغم تمنياتنا ان تكون المنطقة بين الحضرتين وكربلاء بشكل عام من الوسع والانفتاح بحيث تستوعب الملايين بالفعل الا اننا لا نرى داع لتضخيم كاذب لاعداد الزائرين يهدف من خلاله غايات قد تكون سياسية فالزوار للعتبتين يتوافدون طيلة اسبوع أو ربما أكثر لتصل أعدادهم الى الذروة يوم الاربعين اي يكون العدد المزعوم (9-10) مليون زائر قد اكتمل في يوم الاربعين !! ... بعبارة أخرى ان الزوار لا يتوافدون قبل الاربعين بأربعة أيام أو خمسة أيام ليتركوا كربلاء قبل الاربعينية بأيام ثلاثة أو أربعة ليحل محلهم آخرون ومن ثم يتركوا ليحل محلهم آخرون وهكذا دواليك حتى يكون مجمل من مر بكربلاء من الزوار يصل الى ما زعمه الكربلائي 9 الى 10 مليون زائر ... وهنا نتساءل هل تستوعب الحضرتين بل قل كربلاء برمتها هذه الملايين وما يترتب لهم وعنهم من طعام وشراب واقامة وسكن وتواجد بل قل حتى من فضلات معيشية وبشرية ؟ وأية منظومات مجار هذه التي يتكلمون عن استيعابها لفضلات هذا العدد المليوني المضاعف ! وهنا نتساءل مجددا ... لماذا نكذب ؟ ألا نخجل ونحن نكذب على أنفسنا قبل الاخرين ؟ ....
على صفحات موقع الكتروني عراقي قرأت ان عدد زوار الاربعينية هذا العام وحسب تصريحات لمسؤولين عراقيين بلغ ما يزيد عن 100 ألف زائر بقليل ... وهو رقم منطقي ومقبول ومعقول وبإمكان كربلاء كمدينة ان تستوعب هذا الحشد من حيث المتطلبات التي ذكرت آنفا لفترة قصيرة هي بمثابة الذروة ليبدأ الزوار بالانصراف فور نهاية مراسم الزيارة ليخففوا عن كاهل المدينة ... ان الحديث عن هذه الملايين المزعومة من الزوار دفع بصاحبنا الاجنبي وغيره ممن أطلع على مجريات ما يحدث وتصريحات مثل ما قاله الكربلائي تجعلهم يشتموننا ويتهموننا بالكذب رغم انهم لا يدركون سبب تضخيمنا لاعداد الزوار بهذا الشكل المكشوف إلا أللهم إذا أفترضوا ان هناك دخولية عن كل زائر ستدفعها جهة ما مثل الامم المتحدة أو أحدى منظماتها كاليونسكو مثلا .... أو ربما الولايات المتحدة ؟ كما دفعها بول بريمر خلال العام الذي قضاه في العراق ! وكما تدفعها اليوم !! ففي دعايات تلفزيونية تعرضها قنوات فضائية تدفع ثمنها الولايات المتحدة عن كل ثانية عرض مبلغ دولار ونصف ! تظهر فيها العراقيين وهم سائرون على الاقدام حتى كربلاء ... أي انها لكامل الشريط الذي يبلغ طوله دقيقتان تدفع أميركا مبلغ (180 ) دولارا للعرض الواحد وفيما إذا تكرر عرضه لعشر مرات فإنها تدفع مبلغ ( 1800 ) دولار ولعشرة أيام يكون ما يجب ان تدفعه ( 18000 ) دولار ... وإذا أفترضنا ان عدد القنوات التي تم إختيارها لعرض هذا الشريط يبلغ عشر قنوات فإن صافي ما تدفعه السفارة الاميركية في بغداد يصل الى ( 180000 ) دولار عن فيلم بدقيقتين يظهر العراقيين وهم يسيرون مشيا على الاقدام حتى مدينة كربلاء .... أهو حث أميركي لزيارة الاربعين ؟ أم تريد من وراءها أميركا ان تقول شيئا ؟ يساعدها في ذلك عبد المهدي الكربلائي الذي يقول لها ان الموضوع يشمل 9 الى 10 مليون عراقي .... فهل تنبأ العراقيون بسبب التواتر الاميركي لتضخيم الصورة كما يريدها عبد المهدي الكربلائي ؟ أم ان فشل العراقيين في التنبأ بخطورة الفتاوى التي أطلقت مرحبة بالاحتلال وداعمة له يدخل في نفس السياق ؟ كما يدخل ضمن السياق نفسه الصلاة على جندي أميركي قتلته المقاومة العراقية وقراءة الفاتحة على روحه ؟
ففي الاربعينية الاخيرة أصاب البلد شلل تام لايام قبل الاربعينية وايام بعدها ناهيك عن الاموال التي أهدرت بسبب هذا الشلل الذي تقول عنه وزارة التخطيط ان لا جهة في البلد وضع على عاتقها اجراء مثل هذه الحسابات وتحديد الخسائر الناجمة عنه .. ناهيك عن الكلف المالية الكبيرة التي تقف وراء تأمين الحمايات غير المسبوقة ومنها وحسب الاحصاءات الرسمية والتي نفترض انها حقيقة وليست دجلا :
40000 عنصر حماية
وحدات من الاستخبارات وفصائل قناصة ومفارز كلاب بوليسية
1500 عنصر شرطة نسوي
فوج مكافحة الشغب مجهز بهراوات كهربائية صاعقة وقنابل مسيلة للدموع
5000 عنصر تدخل سريع
ثلاثة أفواج مكافحة شغب بالاحتياط
طائرات لتأمين المسطحات المائية والبساتين والمسالك
شلل تام في المحافظات المعنية وعلى رأسها بغداد
إحدى الدراسات التي قامت بها مؤسسة عراقية معنية بالقطاع الاقتصادي أكدت أن العطل الرسمية وغير الرسمية أصبحت تهديدا حقيقيا لمستقبل البلاد واعمارها. فإذا حسبنا أن هناك 104 أيام هي مجموع أيام عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت) إضافة إلى نحو 80 يوما أخرى هي عطل رسمية وغير رسمية تضاف إليها المناسبات الخاصة لبعض الأديان والقوميات في العراق لاسيما الطائفة الشيعية التي تحتفل بمناسباتها وسط إجراءات أمنية خاصة مثل إحياء ذكرى عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين وولادة الإمام المهدي، ووفاة الإمام موسى الكاظم الأمر الذي يتطلب إعلان حظر التجوال ووقف الدوام الرسمي قبل ثلاثة أيام من المناسبة ويوم بعد المناسبة، ناهيك عن حالات الطوارئ لدى تنفيذ العمليات الأمنية فضلا عن مناسبات خاصة مثل إجراء الانتخابات التي يعطل فيها العراقيون عدة أيام قبل يوم إجرائها حفاظا على الأمن. أي أن هناك ستة أشهر من التوقف عن العمل في طول البلاد وعرضها، ناهيك عن ساعات العمل الحقيقية في بعض الدوائر التي قد لا تتعدى الثلاث ساعات إجمالا، ولكم أن تتصوروا الحالة.
مصطفى العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق