الحمد لله الذي هدانا للفوز في محافظتين عراقيتين هما نينوى وكربلاء اللتان أختارتا من يمثلهما في سباحة ضد التيار وسباحة كهذه تدل على الجرأة والشجاعة كما تدل على الاصرار لتحقيق الهدف بطريقة ليست سهلة بل ركبتا من خلالها الصعاب ليقولا كلمة الفصل ! كفانا تخبطا ولا يصح إلا الصحيح ... فالموصل التي عانت ألأمرين من هيمنة الحزبين الكرديين اللذان عاثا فسادا فيها بعد انتخابات مجالس المحافظات نهاية كانون ثان 2005 وحتى اليوم واللذان جاءا بحكم تخلف أهالي الموصل حينها عن الاقتراع تاركين المجال لسقط المتاع من أكراد وعرب يهيمنون على مجلس محافظتها ومجالس بلدياتها ... وكربلاء التي أغروها بمقولات وحجج واهية فأندفع أهلها كباقي العراقيين في مسار خطط له المحتل الاميركي والطامع الايراني لينتخبوا من حيث لا يعلمون سقط المتاع وشذاذ الافاق لتتراءى أمامهم نجوم الظهر على مدى سنوات سرقت خلالها ثرواتهم ومُست كرامتهم وسلبت ارادتهم ودنست مقدساتهم !! ... واليوم أعاد الموصليون والكربلائيون الوضع الى ما ينبغي ان يكون ... فقد أختاروا أهلهم ليتصدوا لشؤون حكمهم المحلي ... ففي الموصل أندحر عتاة الارهاب وممولوه والقائمون عليه ... فقد أندحروا رغم طغيانهم وهيمنتهم التي لا تكاد توصف والتي فعل المال والسلاح في تكريسها أفعالا قبيحة ودنيئة !! وفي كربلاء قال أهلها لذوي الاصول المعطوبة ... كفى يا أوغاد خداعا وتملقا واستهتارا وتزينا بالدين وهو منكم براء ! ... فأختاروا من أحبهم وأحبوه ....
لقد سجلت محافظتا نينوى وكربلاء فوزا ساحقا على الرعاع وهما ينادين شقيقاتهما من المحافظات الاخرى ان يلحقن بهما ... فحاولن لكن عبثا فإرادة الاشرار قوية رغم تراجعهم بشكل بيّن إلا إنهم لم يتركوا الباقيات من المحافظات ليلحقن بنينوى وكربلاء فتراجعن قليلا وتفاوتن في المسافة بينهن وشقيقتيهما نينوى وكربلاء على ان موعدهن نهاية العام عندما يلتقين على الانتخابات البرلمانية ليسجلن بإذن الله فاتحة العودة بالعراق سيدا حرا موحدا يدفن بوحل التاريخ رؤوس عملاء الاحتلالين أرباب الفساد والسحت الحرام ...
فلا نريد للاصوات ان تتشتت والتشتت لعبة الاوغاد حيث يوزعون أوغادهم على أكثر من قائمة رئيسية وأضعافها عددا من القوائم الفرعية .. هي ذات اللعبة التي مارسوها عام 2005 ليكسبوا حتى الاصوات التي كشفتهم وتنأءى بنفسها عن انتخابهم وهذا ما وقعت به المحافظات الاخرى هذه المرة أيضا وكادت نينوى وأختها كربلاء ان يقعا فيها لولا عناية الله التي أدركتهم وبفضل وعي أهلها ... هذا الوعي الذي حاول الاوغاد طمسه في محافظات أخرى بشعارات براقة وتحت تسميات جذابة ...
يقول نائب كردي ان من انتخب المالكي طائفة واحدة ! أي ان المالكي لم يتمكن حتى اليوم ان ينفذ لقلوب الاخرين من العراقيين رغم انه رئيس وزراء العراق وليس رئيس وزراء طائفة أو شريحة محددة .. فيما يقول حسن السنيد وهو الرجل الثاني فيما يسمى بحزب دعوة المالكي ( إن ممن أنتخب قائمة دولة القانون أنتخبوا المالكي لشخصه )... وهذا طبعا بحكم الشعارات البراقة التي رفعها ولم ينتخبوا حزب الدعوة ! فإذا كان حزب الدعوة لم ينل من أصوات العراقيين إلا شريحة ... ولم ينل أصوات كل الشريحة التي تأسس بإسمها وعنها يتحدث ! فأي حزب هذا حتى يقود العراق ؟ أهذه هي الديمقراطية ؟ إنها ديمقراطية فردية ! .... إنها ديمقراطية التناقض المضاد ... ديمقراطية عبودية الفرد والطامة ان هذا الفرد لا يملك من الكاريزما ولو قيد إنملة ما تؤهله لذلك .
أما الحديث عن باقي الاحزاب التي تقوقعت بالدين وعلى إختلافها ممن تحاول كسب الاصوات سواءا في العمارة أو الانبار فقد أثبتت انها فقدت مصداقيتها وكشفها معظم العراقيين ولا أقول كلهم على ان يكشفهم هذا الكل إن شاء الله نهاية العام في الإنتخابات البرلمانية ليتخلص العراقيون من الوجوه العكرة التي أحالت نهاره ليلا أسودا وكنوز ثرواته قاعا صفصفا ... نعم يتخلص العراقيون من هذه الوجوه تمهيدا للتخلص من عساكر الاحتلالين الاميركي والايراني ... والذين أردنا التخلص منهم أولا لنوفر على أنفسنا التخلص من عملاءهم فهم بهروب المحتلين هاربون لا محالة .. ولكن لا بأس ليكن الامر معكوسا ما دام يوصلنا للنتيجة نفسها .
الكاتب مصطفى العراقي
إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...
السبت، فبراير 07، 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق