إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الخميس، يونيو 18، 2009

مجريات ما يدور في إيران ... هل هي القشة التي ستقصم ظهر البعير





كتب مصطفى العراقي - نبض العراق : في عام 2005 وإبان الانتخابات سيئة الصيت التي جرت في العراق تحت هيمنة تامة على قوى الامن والجيش ومفاصل السلطة وإسناد واضح من قوى المحتل الاميركي الفاشي تمكن عملاء نظام الملالي الحاكمون بأمر المحتل في العراق من تزوير الانتخابات وفق خطة إيرانية برع في تحديد حيثياتها ومفاصلها الكاتمون على أنفاس الشعوب الايرانية والمجيرون لاصواتهم وفق ما يشتهيه مرشدهم الاعلى في سياق عودة الهيمنة الفارسية التي أطفأ نارها الاسلام العظيم بحد السيف ... لتتكرر المأساة ثانية عند الاستفتاء على الدستور ألذي اعقب الانتخابات المذكورة ليصل التزوير الى حد تجاوز المعقول عندما فاقت أعداد الاوراق الانتخابية المؤيدة لدستور بريمر في بلدة عراقية صغيرة هي سفوان عدد ساكنيها ناهيك عن عدد من يحق لهم التصويت من أهلها !! وفي انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة عادت ديباجة التزوير الايراني مجددا لتفعل فعلها وكادت ان تفعل الافاعيل لولا إختلاف عملاء الطاووس الايراني فيما بينهم فيكشف بعضهم خبث البعض الاخر ويمنع بعضهم مرور دجل البعض الاخر ... فما بال هؤلاء القوم والتزوير وهل بات الاخير سمات وراثية تنتقل عبر الجينات لتراه قائما أينما حلوا وأينما أرتحلوا ؟

في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في طهران ظهرت علائم التزوير واضحة للعيان ودليلنا على هذا مجمل شواهد منها ان سكان المدن الايرانية والذين يشكلون 70% من عدد الناخبين في إيران يكنون كرها شديدا لاحمدي نجاد فكيف يظهر الاخير وقد فاز بثمانية وستين بالمائة من الاصوات ؟ اليس هذا مدعاة سخرية ؟ ثم ان المظاهرات التي أجتاحت المدن الايرانية استنكارا للنتائج المزورة كان تعداد المظاهرة الواحدة فيها قد بلغ مئات الالوف والتي لو كانت لصالح النظام لاطلقوا عليها تسمية المظاهرات المليونية ! كما اعتاد قردة مرشدهم الاعلى في العراق تسميتها رغم انها بائسة يتيمة وتعدادها لا يتجاوز الثلاثين ألفا !! فهل يميز هؤلاء بين المليون والثلاثين ألف ؟ أم إنه الدجل بعينه ؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ينبغي ان نتساءل كيف يوافق ما يسمى بمجلس صيانة الدستور في إيران على إعادة فرز الاصوات في المحطات المختلف حولها لو لم يكن الامر صادرا عن خامنئي ذاته الذي أحس بخطورة ما يجري رغم تعجله في المباركة لاحمدي نجاد كدليل واضح على طبيعة المؤامرة التي طبخها مع أحمدي نجاد ذاته لاعادة انتخابه لاربع سنوات أخرى يرى فيهن خامنئي كافيات لانجاز تمرير المخطط الفارسي في العراق والمنطقة بقيادة المدلل لديه أحمدي نجاد وبعض من اركان نظامه في الوزارة والحرس ؟ إذ إنه بعد ان صرفت المليارات من قوت الشعوب الايرانية الجائعة على المشروع النووي العسكري الايراني والتي أنسابت متدفقة الى جيوب كوريا الشمالية من حيث تقديم العون والاسناد الفني من ناحية ومن حيث التلاعب بمجريات المحادثات السداسية خدمة للمخطط الايراني فتراها تارة تخضع للضغط الدولي وتارة أخرى تتمرد من دون سبب واضح إلا أللهم لتخفيف الضغط عن ايران عندما يشتد كما صرفت تلك المليارات على تأجيج المنطقة العربية لصالح الطاووس الايراني في لبنان وغزة واليمن والخليج وصولا الى المغرب العربي مرورا بالسودان ! أقول بعد ان صرفت كل تلك المليارات وبذلت كل تلك الجهود فلا ينبغي بالتاكيد التوقف وهدر كل تلك الاموال والجهود بسبب إزاحة أحمدي نجاد عن السلطة بفعل إنتخابات تضع نتائجها شعوب غاضبة عليه وعلى ما وصل اليه الاقتصاد الايراني من تدن وانهيار ناهيك عن بطالة كسرت ظهر الشباب الايراني وإنعزال دولي وعدم إرتياح إقليمي... فكان لا بد من تزويرها لصالح مدلل المرشد الاعلى ومنفذ مخططه الذي ما فتأت روائح رطوبة السراديب المظلمة تنبعث منه مثيرة إشمئزازا يسبق التعرف على مكنون مجرياته ....

في الاعوام التي سبقت إحتلال العراق بترحيب وإسناد إيراني من وراء الكواليس ومن أمامها وحسب اعترافات اركان النظام الايراني ذاته عندما صرحوا بأن ما جرى في العراق ومن قبله في أفغانستان ما كان ليجري لولا الاسناد والدعم الايراني للشيطان الاكبر على حد زعمهم ! أقول انه في الاعوام التي سبقت هذا الاحتلال لم يكن أحمدي نجاد سوى إبن شارع يعمل لمن يدفع أكثر منذ إحتلاله على رأس مجاميع من أشقياء الطلبة السفارة الاميركية وإحتفاظه بوثائق تدين أركان ( ثورة ) الخميني بالعمالة للمخابرات الاميركية أتخذها لاحقا أوراق ضغط لتسلق سلّم المناصب ليضيف الى مميزاته من خلال مناصبه هذه تهم سرقة المال العام والتي برزت بشكل واضح خلال ترؤسه لبلدية طهران التي أنتقل منها ليترأس الجمهورية من دون سابق إنذار أو تمهيد !! فما هي أصل الحكاية ؟

تمكن نجاد ومن خلال منصبه كرئيس لبلدية طهران من الالتقاء بخامنئي ليثير أمامه رغبته في إحياء الامبراطورية الفارسية مدغدغا بذلك مشاعر وليهم الاعلى الذي وجد في نجاد من الافكار والرغبات ما يتطابق وهدف التشيع الصفوي مما دفعه لتأييده وإسناده ودعمه ذلك الدعم الذي رأى فيه نجاد فرصته ليضرب ضربته الكبرى في الترشيح لرئاسة الجمهورية وفق برنامج سياسي بنّي على أساس عوائد النفط التي ستتخذ طريقها على مائدة المواطن الايراني ! مما دفع بالكثيرين لتأييده وإنتخابه إضافة للدعم غير المحدود من لدن خامنئي ليفوز بأغلبية ساحقة في انتخابات عام 2005 في إيران .... إلا إن عوائد النفط هذه لم تجد طريقها للمائدة الايرانية بل وجدت سبيلها بدل ذلك الى جيوب الكوريين لمزيد من تقنيات الصواريخ العتيقة ومشاريع تخصيب اليورانيوم المتخلفة والدعم النووي الروسي للمحطات النووية وعلى راسها محطة بوشهر حيث جعل الروس من الايرانيين بقرة حلوب في سياق دعمها وتهيئتها للتشغيل ... كما وجدت المليارات الايرانية طريقها سهلا وسلسا في جيوب حزب الله الايراني في لبنان كما الحال في غزة وباقي أجزاء الوطن العربي من مشرقه حتى مغربه لحساب الخلايا النائمة منها واليقظة تعيث فسادا في أمن العرب وتوغل في تخريب إقتصادياتهم !! حتى ان المائدة الايرانية تراجعت للوراء فما كانت تحويه قبل مجيء نجاد ما عادت تحلم به في أيامه ....

ومع ظهور النتائج المزورة للانتخابات الايرانية وقيام خامنئي بمباركتها أشتعلت نار الاحتجاجات الشعبية في الشارع الايراني وهذا بحد ذاته سيضع ليس فقط نجاد على المحك بل حتى خامنئي ذاته وهنا تكمن خطورة ما يجري داخل ايران إذ سيجد الولي السفيه نفسه بموقف لا يحسد عليه بعد ان بارك لفوز نجاد المزعوم وطالب أركان نظامه بتأييده وإسناده ! في وقت تتوالى سيول الايرانيين يوميا وبمئات الالوف مستنكرة فوزه ومستهجنة طبيعة التزوير الذي رافق الانتخابات داعية لإعادتها وليس إعادة إحتساب أصواتها في محطات معينة لان هذه الجموع تعلم يقينا ان إعادة إحتساب الاوراق الانتخابية لا يجدي نفعا بعد التزوير المتقن الذي مارسه أزلام النظام والذي أخفى الاوراق الحقيقية وأستبدلها بأخرى تظهر تأشيراتها لصالح نجاد وهي نفس الطريقة الايرانية المعروفة بالتزوير والتي مورست في الانتخابات والاستفتاءات التي جرت في العراق المنكوب بعملائهم وصنائعهم من مرتزقة وأوباش وأصحاب سوابق أتحدوا جميعا تحت خيمة المحتل الفاشي الاميركي !

إن ما يجري اليوم في إيران لا هوادة فيه ولن يتوقف المد الشعبي عن رفد الشارع بألوف متواصلة لن تُسقط نجاد وحسب بل ستغير النظام القائم في إيران وستجد طريقها لتحديد صلاحيات الولي السفية الذي سيرضخ مضطرا خوفا من السقوط حيث ان قصقصة الريش خير من خلع الاجنحة ! إن لم يقصم ظهره ! .... ففي آخر ما ورد من أنباء ان أعضاء المنتخب الايراني لكرة القدم والذي يلعب مباراته ضد كوريا في تصفيات بطولة آسيا قد أعلن هو الاخر تأييده لخصم نجاد في الانتخابات ! بمعنى رفضه لنتائج الانتخابات التي باركها خامنئي وطالب الجميع بقبولها ! بل حتى ان مطربا إيرانيا مشهورا طالب هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية بعدم إذاعة أغانيه التي تغنى بها للثورة المزعومة منذ عام 1979 حتى اليوم ...