إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الثلاثاء، يونيو 30، 2009

كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟ ... صدق أو لا تصدق ... كن متسولا في الشوارع والتقاطعات لتشارك في بناء وإعمار العراق الجديد (!) وإستعدادات على قدم وساق ل



كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟ ... صدق أو لا تصدق ... كن متسولا في الشوارع والتقاطعات لتشارك في بناء وإعمار العراق الجديد (!) وإستعدادات على قدم وساق لوضع قوائم وهمية بالمتسولين .... مصطفى العراقي
هل أصبح منصب ألمحافظ أو نائب المحافظ في العراق المحتل مشرعا لكل من هب ودب ؟ فنائب المحافظ السابق في ذي قار أنهى ولايته بفضيحة أضافها لسجل فضائحه عندما أبلغ قوى الامن في المحافظة عن وجود عبوات ناسفة في سيارة أحد الصحفيين ألذي أختلف معه في الرأي ! لتتم مداهمته بكل وحشية وقسوة وتفتيش سيارته التي وجدت خالية من أية محظورات ! وتنفس الناس الصعداء بإنتهاء ولايته بسقوط قائمته الايرانية المنبع في الانتخابات الاخيرة ليحل محله آخر من قائمة تدعي انها مستقلة في وقت تستلم أوامرها ممن أتخذ من قم موطنا ومرتع ! ... فماذا كانت النتيجة ؟ النائب الاول لمحافظ ذي قار الجديد يفجر آخر قنابله بدعوة المتسولين بالمشاركة في بناء وإعمار العراق من خلال توظيفهم ومنحهم الرواتب الشهرية من بلدية الناصرية في إختراع جديد أستنبطه هذا العبقري للتخلص من ظاهرة المتسولين التي باتت منتشرة بشكل واسع في المدينة حالها حال بغداد وباقي المحافظات العراقية حيث تسيد خط الفقر ليغطي أعدادا أوسع من العراقيين بفعل الفساد الذي أستشرى في العراق بشكل غير مسبوق بعد الاحتلال وظهور طبقات حاكمة ومتنفذة من عملاءه لا تؤمن بغير الفساد هدفا وبغير الانبطاح تحت بساطيل المحتل وسيلة ....

فهذا الدعي ينتمي لتيار أتخذ من الطبقات الفقيرة وسيلة ولم يسعفه فساد رؤوسه على إعتبارهم غاية ليأخذ بيدهم نحو حياة حرة كريمة تليق بالانسان ... والشواهد كثيرة في عراقنا الجريح فأزداد هؤلاء الفقراء فقرا وتوغلوا جهلا ... بينما أرتفعت أرصدة الرؤوس المالية عاليا وجلّهم ممن لم يكن يملك شروى نقير قبل قدوم المحتل ... وقد فات هذا الدعي وهو في خضمّ التظاهر زورا وبهتانا بالدفاع عن الفقراء لضمان أصواتهم في الانتخابات القادمة ! كما حصل عليها في مناسبات سابقة .... فاته إن المتسول بحكم القانون الذي لا يفقه منه شيئا يعتبر مرتكب جنحة أو جناية يعاقب عليها ! فالذي يتسول رغم وجود مورد خاص به أو هو قادر على الحصول عليه إلا إنه فضل إستجداء الاحسان العام لمصلحته الخاصة يعاقب بالسجن لفترة لا تقل عن شهر في معظم قوانين العقوبات في دول المنطقة ... أما من يتسول تحت ظروف كالتظاهر بالعاهة أو أصطحب معه ولدا غير ولده أو أحد فروعه ممن هو دون السابعة من العمر في أي مكان وزمان تسولا صريحا أو تحت ستار عمل آخر فإنه يعاقب بالسجن لمدة تصل الى سنتين ! ... هؤلاء يريدهم روبن هود الفقراء في العراق ان يشاركوا ببناء وإعمار العراق ! أي عراق يتحدث عنه لابد إنه العراق الفاسد الذي يأملون في تحقيقه هدفا منشودا يسابقون الزمن لانجازه ! وإلا كيف لجناة وجانحين ان ينخرطوا في بناء وإعمار ؟ بل كيف لهم ان ينخرطوا في خدمة عامة ؟ فلنستمع لعلماء النفس ما يقولون عن ذلك ... يقول الاختصاصيون ان المتسولين ينبغي ان يخضعوا لتقييم وتقويم لحالتهم النفسية قبل زجهم في المجتمع يتم من خلال مراكز تخصصية تتولى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية رعايتها ! هذا في البلدان التي يتولى أهلها المخلصون حكمها ... أما في العراق ففضائح هذه الوزارة شاب لها الولدان عندما وضع موظفوها أنفسهم في قوائم مستحقي رواتب الرعاية الاجتماعية ... ولله في خلقه شؤون .

يقول أهالي الناصرية انه وبرغم دعوة نائب المحافظ للمتسولين بالانخراط في بناء وإعمار العراق إلا إن رد فعلهم كان متوقعا ! فقد رفضوا العرض لسببين الاول منطقي والثاني فانطازي إن جاز التعبير (!) .. أما الاول فإنهم يدعون إن ما خصصه لهم النائب الاول من راتب شهري لا يسد الرمق وقد يحصلون عليه خلال يومين من ممارسة مهنة التسول (!) خصوصا إذا كان أحدهم قد دفع مسبقا سرقفلية التقاطع المزدحم والمدر للدخل الذي يتسول عنده لواحد من أزلام أحزاب أو تيارات آخر زمن الذي يتولى حمايته !.... أما السبب الثاني فالمتسولون يخشون التزوير الذي سينالهم من جراء وضع قوائم وهمية بأسماء مزورة للمتسولين من قبل المسؤولين في بلدية الناصرية تدر دخلا بالملايين شهريا خصوصا وإن التزوير كما يبدو بات عادة مترسخة في البدن بعد الانتخابات المزورة مؤخرا في إيران وإصرار الولي الفقيه على نزاهتها ومجابهة الحشود الشعبية المعارضة بالرصاص وقنابل الغاز الديمقراطية والتي ستكون ضوءا أخضرا لمن يتحرج من التزوير للولوج فيه حتى النهاية ... هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن بلدية الناصرية ينطبق عليها المثل العراقي ( المبلل ما يخاف من المطر !) إذ تتوالى الشكاوي عليها مذ أن أختفت شحنة الاسمنت والتي قدرت مبالغها بالملايين مرورا بفضيحة معمل الاسفلت وأخيرا وليس آخرا الشهادة الدراسية المشكوك بأمرها والتي ينوء المدير بحملها !!

وفي سياق عود على بدء نقول ان هذه التفاهات التي تسلطت على العراقيين ومقاديرهم بفعل إنبطاحهم المخزي تحت بساطيل المحتل وقيام رموزهم بإستقدامه ليغزو بلد الحضارات وتهيئة الاجواء لديمومته وإستمراره والتعاون معه وهو الامر المحرم شرعا ألحق بهم وحتى يوم يبعثون عارا وخزيا ما بعده عار وخزي وسيبقى سفر العراق وتاريخه يشير بصفحات سود يدرج بين سطورها الخزي الابدي فهذا كبيرهم الدجال نوري المالكي يقلب الحقائق ويلوكها ليعود فيجترها ثانية وهو يتحدث عن السيادة ! عندما جعل يوم الثلاثين من حزيران عام 2009 عيدا وطنيا ! فبدلا من ان يذعن للحقيقة الناصعة التي تشير لرغبة المحتل في الانزواء بمعسكرات خارج المدن تفاديا لضربات المقاومة العراقية البطلة والتي ستلاحقه بإذن الله في معسكراته بضربات مباشرة وأخرى غير مباشرة فإنه يراها تحصيل حاصل لخيانته وهو يعلم علم اليقين ان ما يجري لن يغير أمرا في إنبطاحه المكلل بالعار وفي إستباحته لمقدرات العراق في وقت وعلى قول المثل العراقي ( اللي تحت أبطة عنز يصيح ماع !) ينبري إعلامه الفاسد الاشادة بالمرجعية التي يسميها بالرشيدة !! بغرض تحديدها وبيان موقع سراديبها وهو يعلم تمام العلم دورها في استقدام المحتل وتهيئة الاجواء لصالحه بتبريرات طائفية أختلقوها ويحرصون حتى اليوم على بثها وإثارتها ... ولعل رسائل الود وبالعشرات التي تلقاها بول بريمر منها وكشف عنها بمذكراته تصيح أنا المريب خذوني ! فإذا كان كبارهم من معممين وأفندية على هذا النوع من الخزي وعلى هذه الدرجة من العار فكيف بنائب محافظ ؟ أفلا يحق له أن يجعل من المتسولين الذين يقطعون يد طفل أو رضيع ليتسولوا من خلال معاناته ومنظره إستدرارا للاحسان .. أقول ألا يحق له ان يجعل مثل هؤلاء أداة بناء وإعمار ؟ بدلا من تقويمهم وإعادة تنظيم سلوكهم ؟ ولكن هل ننتظر من الظل أن يستقيم والعود أعوج ؟ وإنا لله وإنا إليه راجعون .