إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

السبت، ديسمبر 12، 2009

هل آن أوان التغيير والبحث عن البديل


يقول مثال الالوسي وهو نائب في برلمان الاحتلال في العراق ومعروف عنه علاقاته الوثيقة بالمحتل الاميركي ان الاميركان قد أبلغوا نوري المالكي بمكان وزمان تفجيرات يوم الثلاثاء في الساعة السادسة صباحا من نفس اليوم أي قبل حدوثها بساعات !! الا ان المالكي لم يتخذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون وقوعها ! عجيب أمور غريب قضية ! ومن جانبه يقول البولاني وزير الداخلية في معرض دفاعه عن وزارته أمام اتهامات بالتقصيران وزارته قد أبلغت قيادة قوات بغداد المسؤولة عن الامن في العاصمة بذات المعلومات عن التفجيرات ولم تتخذ القيادة من جانبها ما يمنع وقوعها !! مرة أخرى عجيب أمور غريب قضية !!

وبالعودة لحديث مثال الالوسي فانه يؤكد بان ما ذكره عن تزويد الاميركان للمالكي بالمعلومات عن التفجيرات قبل وقوعها بساعات مثبت بوثائق رسمية من كتب واتصالات يحتفظ بها الاميركيون وبالتالي فليس أمام المالكي فرصة للانكار أو التملص من المسؤولية !! وعلى فرض ان ما قاله الالوسي صحيح وهو على الاغلب كذلك إذ لم يصدر من الاميركان ما يشير لنفيه حتى الساعة ناهيك عن تكرار الحديث عنه من قبل وزير الداخلية وهو كذلك من المحسوبين على الاميركيين وبالتالي لن يتورط بالتأكيد على أمر لا يرغب الاميركيون بالحديث عنه مما يضعنا أمام مشهد مسرحي جديد لابد من أخذه بنظر الاعتبار .... فالمالكي خدم المحتل الاميركي كما لم يخدمه أحد قبله وهو ما جعله مهيمنا على كرسي رئاسة الوزارة لاربع سنين متواصلة في سابقة لم يشهدها رؤوساء الوزرات ممن سبقوه بعد الاحتلال رغم تفانيهم بخدمة الاميركيين حتى ان ابراهيم الاشيقر أقدم على إهداء سيف ذي الفقار ضاربا عرض الحائط كل ما يحمله من معان ودلالات الى وزير عدوانهم الفج رامسفيلد في وقت لم نشهد اعتراضا على ذلك من مرجع قابع في سرداب .. أو من طاغوت من طواغيت قم أو طهران والسيف يمرر الى الشيطان الاكبر ولو بكلمة عتاب ...

وهنا ومن خلال دفع كل من الالوسي والبولاني للكشف عن هذا السر فان الاميركيين يضربون عصفورين بحجر واحد ! العصفور الاول هو الدليل الذي يجعل من المالكي مشاركا رئيسيا في تفجيرات الثلاثاء الدامي وبالتالي مسؤوليته المباشرة عن قتل وجرح المئات من العراقيين !! هذا الدليل الذي سيستخدمه الاميركيون بالتأكيد إذا ما حاول المالكي اللعب بذيله أو تحويل تهديداته المضحكة لهم الى واقع عندها سيكون تقديمه لمحاكمة أمام ذات المحكمة الجنائية واردا جدا بتهمة القتل العمد لمئات العراقيين في تفجيرات الثلاثاء وربما تتحول التهمة الى القتل العمد لالوف العراقيين إذا أخذنا بنظر الاعتبار يومي الاحد والاربعاء الداميين وامكانية معرفته المسبقة كذلك بهما زمانا ومكانا بل حتى معرفته بوسائل النقل المفخخة والمستخدمة بالتفجير كما يقول الالوسي في تصريحه سالف الذكر !!

أما العصفور الثاني فهو المباشرة باستبدال المالكي بشخص آخر لا نريد التعجل في تحديد اسماء لانه قد يكون مفاجأة من العيار الثقيل ولكل حادث حديث ... المهم ان المالكي يعرف جيدا ان استبداله قاب قوسين أو أدنى الا في حالة حدوث معجزة يحاول بكل ما أؤتي من قوة على تحقيقها منعا للاستبدال !! وآخر محاولاته اسراعه غير المبرر في احالة عقود الحقول النفطية لشركات اميركية أو برأسمال اميركي أو لشركات أوصت عليها الادارة الاميركية ! رغم عدم شرعية هذه العقود لسبب بسيط يتجاهله المالكي ومن لف لفه من عملاء الاحتلالين وهو عدم وجود غطاء قانوني يدعم إحالته لمثل هذه العقود وهذا ما جاء على لسان الكثير من الخبراء الماليين والاقتصاديين ورجال السياسة العراقيين والعرب والدوليين بل جاء هذا التأكيد حتى على لسان رئيس ما تسمى لجنة النفط والغاز في برلمان العهر الاميركي في العراق الذي أكد نصا وبصريح العبارة أنه ليس هناك قانون يعطي الصلاحية للحكومة العراقية ووزارة النفط بإبرام مثل هذه العقود ...وسبق ذلك قيامه بتوقيع عقد بمليارات الدولارات مع أوكرانيا على شراء معدات عسكرية ثقيلة منها دبابات بتقنيات السبعينات من القرن الماضي ... ذلك العقد الذي دفع الحكومة الاوكرانية الى شكر الادارة الاميركية التي أعترفت إنه ما كان بمقدور الاوكرانيين الحصول عليه لولا الضغط الاميركي !! هذا العقد الذي سيعيد تشغيل ثمانين مصنعا اوكرانيا متوقفا عن العمل بسبب رداءة الانتاج وقدم التقنيات !! كل هذا يجري لتلبية رغبات المحتل عله وعسى يرضى عنه ويستبقيه خادما مطيعا لسنوات أربع أخرى ....

فإذا كان في نية الاميركيين الاحتفاظ بنوري المالكي رئيسا للوزراء بعد الانتخابات القادمة لما كانوا يسمحون للالوسي أو البولاني بذكر حقائق من شأنها ان تجعل من المالكي مسؤولا مباشرا عن سفك دماء عراقيين بالمئات .. إذا التغيير قادم لا محالة والسؤال الذي يدور الان ليس عن وقوعه من عدمه بل عن البديل ؟
مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/


ليست هناك تعليقات: