إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الثلاثاء، ديسمبر 22، 2009

تجارة بائرة وأخرى لا تبور


وأخيرا تفتقت عقول مستشاري المالكي عن تجارة جديدة تدر عليهم الملايين عندما قرر مجلس الوزراء منح مكافأة مالية قدرها مائة مليون دينار لكل من يبلغ عن سيارة مفخخة ! وبحسبة بسيطة فإن أعلى سعر لسيارة تتناسب وظروف تفخيخها يبلغ 4000 دولار بينما تتوفر المتفجرات مجانا من جارة السوء إيران وكما نسمع من مصادر الحكومة الامنية ذاتها وبشكل يومي عن الامساك بمواد متفجرة عند الحدود مع ايران ! وقد تحتاج عملية اعداد هذه السيارة لاغراض الحركة والايصال لموقع الهدف المختار الى 4000 دولار آخرى بشكل تقريبي لتبلغ الكلفة الكلية ثمانية آلاف دولار فقط بينما يتولى المالكي منح مكافأة مقدارها 80000 دولار ! أليست تجارة رابحة ؟ ربحيتها 800% بالتمام والكمال !! ناهيك عن تدوير هذه السيارات لاحقا في دورة زرع وابلاغ جديدة وتحصيل جديد لمبالغ المكافآت ! وهلم جرى ...

كان هذا ما أعلنه نوري المالكي في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم الاربعاء في أعقاب استجوابه في البرلمان زاعما وهنا الطامة الكبرى بأن هذا القرار يأتي لتفعيل العلاقة (!) بين المواطن والاجهزة الامنية ! .. يا جماعة الخير تفكير كهذا لا يخطر على بال الا من مارس بيع السبح والمحابس ستارا لتغطية عمله الاساس في بيع جوازات السفر المزورة وسمات الدخول الصادرة عن دوائر المخابرات الاقليمية والدولية !! فالعلاقة بين المواطن والاجهزة الامنية عند المالكي لا علاقة لها بالوطنية لانه آخر من يتصف بها كما ان هذه العلاقة عنده لا تنبع عن حب الوطن لان هذا الحب ببساطة آخر ما يحس به ولكنها علاقة تبادل مصالح وبنسب أرباح هائلة كتلك التي تصل الى 800% ....

هي تجارة بائرة لم يقف امامها المحتل الاميركي طويلا وهو الذي يعلم من أي مستنقعات ضحلة انتشل من سلطهم على رقاب العراقيين حكاما بيد ان هذا المحتل بكل قواته الضاربة وتقنياته المتطورة وقف طويلا مشدوها لتجارة من نوع ثان لا تبور (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )) هي مسلك الجهاد الذي أختطته المقاومة العراقية الباسلة والذي كان في آخر منعطفاته إختراق أنظمة تبادل المعلومات لطائرات التجسس الاميركية من غير طيار ومراقبة تلك العمليات وتسجيلها أولا بأول ! ذلك الاختراق الذي زعمت وزارة حرب المحتل انه جاء بسبب نقطة ضعف في تصميم منظومة تبادل المعلومات وإنها تعلم به الا انها ظنت ان المقاومة العراقية غير قادرة على استغلال نقطة الضعف هذه !!

تقول مصادر تحدثت عنها صحيفة وال ستريت جورنال الاميركية ان المقاتلين العراقيين أستخدموا برنامجا حاسوبيا روسي التصميم يدعى (سكاي كرابير ) لاختراق رابط نقل المعلومات بين طائرات التجسس الاميركية وقياداتها الارضية في العراق وإن هذا البرنامج يمكن شراءه على الانترنيت وبمبلغ زهيد لا يزيد عن ثلاثين دولارا الا ان الشركة الروسية صاحبة البرنامج نفت ان يكون برنامجها لاغراض إختراق نظم عمل الطائرات بدون طيار مؤكدة انه مخصص لاعتراض نقل وتبادل الملفات عبر الانترنيت !

هو إذا فارق كبير بين تجارة أستنبطها المالكي وأشياعه من أحزاب الاحتلال وتياراته عن سبق عمالة وترصد وتجارة أخرى لا تبور وكيف تبور وهي المنجية المجاهدة في سبيل الله ... تجارة يقف المحتل أمامها فاغرا فاه وكأن على راسه الطير لا يدري ما يفعل وقد أحيط به بسواعد رجال لا تلهيهم تجارة عن ذكرالله وبه يؤمنون.

مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/





ليست هناك تعليقات: