إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأحد، فبراير 08، 2009

نصائح إستخبارية للفائزين بالانتخابات : إبقوا متخفين !! أسمائكم وردت في قوائم إغتيالات


أضطر الفائزون بالانتخابات الاخيرة الى ملازمة دورهم خوفا من عمليات إغتيال قد تطالهم سواء كانوا في المحافظات الجنوبية حيث فقد تيار الحكيم سلطاته المطلقة فيها أو أؤلئك الفائزون في محافظات مثل نينوى حيث كانت الكتلة الكردستانية هي الاخرى عبر حزبيها تفرض هيمنتها المطلقة دون منافس لها ... فالوضع العام للفائزين في انتخابات مجالس المحافظات اقرب الى فرض الاقامة الجبرية عليهم فواقع غير معروفة حيث كشفت مصادر امنية مطلعة ان مسؤولا أمنيا كبيرا قد نصح الفائزين في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة بالحد من تجوالهم الى اكبر قدر ممكن تفاديا لاحتمالات تعرضهم للاغتيال بعد صدور قائمة اغتيالات ادرجت فيها اسماء اغلبية المرشحين من غير" المرغوب بهم" في المحافظات الجنوبية تحديداً بينما بقيت قوائم المرشحين الفائزين في المنطقة الشمالية طي الكتمان رغم تأكيد صدورها . ومن الجدير بالذكر ان معلومات كهذه كانت متوفرة لدى العديد من المرشحين للانتخابات أو لدى مصادر أمنية في الحكومة إلا ان إعلانها لم يتم خشية التأثير على مجريات الانتخابات كما زعم مصدر أمني معروف بيد إن المرشحين يقولون من جانبهم ان مخططا للاغتيالات تم وضعه في وقت مبكر من دون تحديد أسماء للجوء اليه حال تعثر الحصول على أصوات الناخبين وإتجاهها لصالح قوائم منافسة !!


ولعل كربلاء كانت أول من شهدت تنفيذ هذا المخطط بشكل علني وبوضح النهارعندما تعرض موكب يوسف الحبوبي المرشح المستقل الفائز بالانتخابات التي تؤهله لقيادة المحافظة أما الديوانية كانت قد شهدت التنفيذ الاول تحت جنح الظلام لهذا المخطط عبر قوات أمنية عائدة في ملاكاتها للحكومة إلا انها تأتمر بأوامر من المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة الحكيم ونجله ومن هذه القوات ما أصطلح على تسميته بلواء الباقر ... جيد الاعداد والتجهيز الذي أتخذ كالعادة من حجج المداهمة وسيلة لاقتناص من يقف حجر عثرة أمام فوز المرشحين المجلسيين مما حدا بالنائبة الصدرية اديبة الحجامي أن تدعو رئيس الوزراء نوري المالكي الى اعادة تفعيل اللجان المشتركة التي شكلت لحل الاختلافات بين التيار الصدري والمجلس الاعلى ومنظمة بدر على خلفية المشاكل الامنية التي حصلت في الديوانية ربيع العام الماضي. حيث ان الكثير من عوائل التيار الصدري تتجه الان الى المناطق الخارجية تفاديا للاعتقال او القتل، بعد حادثة اغتيال طارق عذاب الملقب بإبن البغدادية قبل يومين والمتهم بالقيام بعشرات الجرائم كما يصفه المجلس الاعلى ... واغتيال نافع العفلوكي وهو في طريقة الى مقر عمله وهو الاخر من المتهمين بجرائم كبرى كما يراه مجلس الحكيم .


الذي جرى في الديوانية ان بعض الصدريين وبعد ظهور النتائج الاولية ووضوح التدني في أصوات المجلسيين قاموا بالتشهير بأعضاء مجلس المحافظة وتهديدهم بالمحاسبة التي تصل حد الانتقام (!!) ... جاء هذا على لسان بعض المجلسيين في المحافظة ... ولم يكتف الصدريون لهذا الحد بل إنهم بدءوا بتهديد عناصر لواء الباقر بالمحاسبة عشائريا مما حدا بالمجلسيين الى اتخاذ قرار قد يكون ارتجاليا في تعقيب ومداهمة الصدريين ... ومن الجدير بالذكر فإن جهودا تبذل من قبل مجلس الحكيم عن طريق تحفيز الضغط الايراني أو عن طريق إصدار فتوى من السيستاني تؤكد على ضرورة الابقاء على التيار المجلسي في مواقع السيطرة على المحافظات وخصوصا النجف رغم خسارته الانتخابية !! تحت عنوان "حكومة محلية وطنية" تحاكي نموذج "حكومة الوحدة الوطنية" التي تشكلت على اساسها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقالت " يتزعم هذا الخط المجلس الاعلى بالاتفاق مع المالكي وقبول نسبي من قائمة العراقية الوطنية، فيما تواجه هذه الرغبة باعتراضات واسعة من التيار الصدري" .....


يقول القائمون على تيار الاحرار الذي دخل الانتخابات بتأييد من التيار الصدري ان ما حققناه لم يكن ليتحقق لولا دعم التيار الصدري.... واتهم مفوضية الانتخابات بالعمل على ترضية كيانات منافسة فقدت مواقعها في الانتخابات الاخيرة . كما يرى تيار الاحرار ان الغبن قد لحق به وشكلت النتائج الاولية في بعض المناطق مفاجأة لم نتوقعها وابتعدت عن تقديرات مراقبي الكتلة وهو بهذا ربما يشير لنتاج انتخابات النجف الاولية . أما صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري في محافظة النجف فقد سارع للقول بإن التيار راض بشكل عام عن نتائج الانتخابات بالرغم من شكوك أعضاء في تيار الأحرار بوجود غبن بحقهم في النجف، مشيرا الى قبول التيار الصدري عموما عن النتيجة زاعما إن رسالة التيار الصدري وصلت ولم تعد جهة واحدة تتحكم بالمحافظة بل هنالك خليط كامل ومتوازن على حد زعمه ....

وهنا لابد ان نتساءل أية ديمقراطية هذه التي يتحدثون عنها ؟ أهي ديمقراطية الاغتيالات ورفض الاخر مهما كانت حصته في انتخابات يعمدون جهدهم تزويرها وان لم يتمكنوا فيلجأؤن الى تصفية الفائزين !! وأية انتخابات هذه التي يلجأ فيها تيار أو حزب لتهديد جهة باتت خاسرة من خلال المعلومات الاولية بالويل والثبور وعظائم الامور وكأنها قد نصبت نفسها سلطة قضائية ضاربة عرض الحائط بالديمقراطية التي بها يتمشدقون وبالدستور الاعرج الذي به يتفلسفون !! ... وأية ديمقراطية هذه التي تحمي من هم في السلطة ولوسائل القوة يملكون كقائمة ( دولة القانون ) في وقت يتعرض من فقدها للدهم والاعتقال والقتل ... ديمقراطية أم مأساة ؟ أفلا تتدبرون ؟ .... أم من على قلوب أقفالها تحكمون .......
الكاتب مصطفى العراقي

ليست هناك تعليقات: