إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأحد، فبراير 15، 2009

هذا وزير لو روزخون


في تصريح لوزير الصحة ( العراقي ) صالح مهدي الحسناوي حول الزيادة في ظاهرة ادمان وتعاطي المخدرات في العراق من خلال ما ينقله الاطباء والعاملون في المجال الصحي باحتكاكهم بهذه الشرائح من المدمنين ورغم اعتراف الوزير بسوء الحالة ومنذ غزو العراق واحتلاله الذي دخل العام السادس الا ان الوزير ما زال يرى ان قانونا لمكافحة المخدرات سيتم التصويت عليه بمجلس النواب بمعنى ان قانونا حاسما من هذا النوع ما زال تحت طائلة سين التسويف رغم تعرض جيل بكامله للدمار من خلال شريحة الشباب بل حتى الاطفال الذين ضبطوا وهم يتعاطون المخدرات في العراق وما يسهم هذا التخريب بتدمير بنية البلد من كافة النواحي ... كل هذا ووزير الصحة لما يزل تحت وطأة سين التسويف !!! ... الغريب ان هذا الغريب عن الوطن والصحة معا لم ينطق بكلمة حق حتى الان فهو مازال يعتبر ان المخدرات دخلت للعراق بفعل موقعه الجغرافي ( وكأنه موقعا أتخذه العراق حديثا !! وليس منذ ان خلق العراق !! ) حيث يقع على حد قوله قريبا من بلدان زراعته مثل افغانستان والنيبال ولاوس دون ذكر إيران ودورها معللا وصول المخدرات الى العراق بسبب الاهمال في الرقابة على الحدود العراقية الايرانية دون الحديث عن مسالك سير هذه الاوبئة المخدرة عبر الاراضي الايرانية الشاسعة لتصل الى حدود ايران مع العراق وكأن هذا الذي يجري مجرد صدفة !! ..... ثم يعود هذا الوزير الذي واصل عمل من سبقوه من وزراء مرض وعدوى تحت الاحتلال بتدمير البنية التحتية وإحالة المؤسسات الطبية الى مواقع فاشلة يتم من خلالها نهب ثروات البلد ومقدراته ... يعود هذا الوزير ليتحدث متفاخرا عن عدم وجود إحصائيات تحدد أعداد المدمنين وحالاتهم المرضية ! إلا إنه يعود لاستخدام سين التسويف مجددا حول نية وزارته العتيدة على العمل مع مكتب الامم المتحدة لاصدار مثل هذه الاحصائيات !! وكأن وزارة بكامل كوادرها وامكاناتها البشرية والمادية الهائلة ومليارات رواتب موظفيها مثل وزارته غير قادرة على اجراء إحصاء من صلب إختصاصها !! إلا مع مكتب الامم المتحدة الذي يضم أصحاب كروش نفعيين سرقت من تحت أقدامهم ثروات العراق وإرادة العراقيين !!
ويعود وزير الصحة مجددا لمغالطة حقائق التاريخ والجغرافية ليشير إلى أن "العراق الآن يعتبر من الأماكن المعرضة لخطر المخدرات بشكل كبير بسبب وقوعه وسط الدول المنتجة والمستهلكة للمخدرات"، مبينا أن "الإدمان في العراق يتركز حاليا في المناطق الحدودية المحاذية لدول الجوار" وكأن العراق قد أستبدل موقعه مؤخرا ليجد نفسه وسط هذه البيئة الموبوءة !! كما ان الادعاء بأن الادمان يظهر فقط عند مناطق الحدود مع دول الجوار محض باطل وما هي الا معلومات حصل عليها من مستشاره وموجهه الايراني ليس إلا ... ونحن بدورنا ندعوه ان تمكن من التواجد بين صفوف الشعب العراقي ان يزور الباب الشرقي ببغداد ليس بعيدا عن حصنه ليشاهد بأم عينه ادمان المخدرات على حقيقته !! وإذا كان يمتلك من الشجاعة قدرا بسيطا نقترح عليه ان تكون زيارته ليلا ليشاهد ما لم تره عين في أسوأ بقاع الادمان المعروفة في العالم مشوبا بكل جرائم الافساد الاخلاقي والاجتماعي ...
ويضيف الوزير ألحسناوي وهو يتحدث بلغة الانتربول هذه المرة !! أن "العراق محاط بسلسلة من البلدان أفغانستان ولاوس والنبيال التي تنتج مخدرات مثل الأفيون والخشخاش والترياق والهيروين، وبالتالي فان هذه المخدرات تنتقل عبر إيران إلى العراق، وما يسهل ذلك هو ضعف السيطرة على الحدود بعد سقوط النظام"!!! ويضيف مبتعدا عن واجبه وكأنه مهرب مخدرات وليس وزير صحة : أن "توزيع المخدرات يتم عن طريق تركيا شمالا وصولا إلى بلاد الشام وإسرائيل غربا والى الخليج العربي جنوبا"......
يا لمأساة هذا البلد الذي يتحكم بصحة أبناءه وزير صحة مثل هذا الحسناوي الذي يبدأ بالحديث هذه المرة عن زراعة المخدرات بشكل غامض غير مفهوم القصد فيقول : ( أنه بالرغم من أن أجواء العراق غير ملائمة لزراعة المخدرات (!!) لكن الإدمان على الأفيون بدأ ينتشر في العراق بعد سقوط النظام السابق، بسبب فتح الحدود بصورة غير منظمة، خاصة مع دولة إيران !! مما سهل دخول كميات كبيرة من المخدرات إلى العراق مع دخول السائحين والتجار!! ) كلمات مغلفة بخداع واضح فهل كان يعني من خلالها تخفيف وقع حقيقة ان زراعة الافيون ماضية على قدم وساق في العراق ؟ كلمات مداهنة ليس إلا ... فها هو يستخدم كلمة " السائحين " بدلا عن الزوار الايرانيين !! لتخفيف وقع ما تمارسه إيران الولي الفقيه بحق العراق والعراقيين ... هذا وزير لو روزخون ....
الكاتب مصطفى العراقي

ليست هناك تعليقات: