إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأحد، فبراير 15، 2009

حزب جلال طالباني أهو تسونامي التحالف الكردي في العراق



كتب مصطفى العراقي : في العام 1975 أسس جلال طالباني حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني باعتباره حزبا علمانيا ردا على الحزب العشائري الكردي السائد منذ ذلك الحين الحزب الديمقراطي الكردستاني ( حزب البارزاني العشائري ) وتسنم رئاسته وحتى اليوم بعد مرور 33 عاما على ذلك التاريخ في سابقة ان دلت على شيء فإنما تدل على ان العدوى العشائرية تمكنت بفيروساتها من اختراق جسد الحزب الذي ارادوه علمانيا ليفعل نقيض ذلك وليزداد عدد الاحزاب الدكتاتورية في العراق بحزب جديد ... الاتحاد الوطني الكردستاني لصاحبه جلال طالباني وهو اليوم رئيس جمهورية العراق المحتل ....
بحكم دكتاتورية الحزب وتسلط أياد معروفة عليه شملت حتى الزوجات والابناء مر حزب طالباني بفساد مستشر حاله حال احزاب العراق الاخرى ممن كانت تدعي المعارضة على أرصفة التزوير ودكاكين وبسطيات التهريب أو هناك في فنادق النجوم الخمسة ... زاد من انتشاره كالنار في الهشيم إحتلال العراق وتلاعب عملاء المحتل من اكراد وعرب ومستعربين بثرواته لتصبح سرقة أموال العراق أمرا يجري في وضح النهار بحماية ومشاركة المحتل الاميركي وجماعات الدفع والاسناد الخارجية الايرانية والاسرائيلية ...
لكون يد الارهاب طويلة داخل هذه الاحزاب إضافة لعوامل الترغيب المادي غير المسبوقة فإن نذر الاعتراض تأخرت طويلا ولم يظهر منها الى العلن بعد احتلال العراق إلا قبل أشهر من الان وبالتحديد في تشرين أول من العام الماضي 2008عندما أعلن المكتب السياسي للحزب ( المقصود طالباني ذاته ) عن طرد أربعة من قياديي الخارج ( بريطانيا ) لمطالبتهم بإجراء تغيير في القيادة ( المقصود طبعا طالباني وبعض المخضرمين من القادة المعشعشين في المكتب السياسي والذين لم يكونوا يثيروا من الاهتمام سابقا لولا احتلال العراق وهطول ثرواته مطرا عليهم وعلى عوائلهم !!
والحالة هذه في حقيقة الامر لم تكن الاولى بعد الاحتلال رغم انها غلّفت ببرقع الاحتجاج على الفردية في القيادة والفساد المستشر في صفوف الحزب ... إذ وقبل اكثر من عامين سبق للقيادي نوشيروان مصطفى ان أستقال من منصبه في الحزب بإعتباره نائبا لامينه العام بسبب خلاف فكري (!) مع أمينه العام جلال طالباني وبقى نوشيروان مصطفى كالمعلقة لا هو في صفوف الحزب ولا خارجه لينسى الكثيرون موضوعه بفعل ما أغدق عليهم من امكانات مادية تقف وراءها 17% من ميزانية العراق وهذا رقم بالمليارات كما تعلمون ... ورغم ان نوشيروان هو الاخر قد أستلم حصته ليتقاعد مع إفتتاحه لمشروع إعلامي كبير ما زال المراقبون يتسائلون عن مصدر تلك الثروة التي تقف وراءه متناسين ان هناك بلدا بكامله قد استبيحت ثرواته لكل من هب ودب ....
عاد موضوع أنوشيروان الى الواجهة قبل أيام عندما أعلن كوسورت رسول نائب امين عام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تقديم استقالته مع اربعة من اعضاء المكتب السياسي اثر خلافات داخلية تتعلق باصلاحات وقضايا اخرى". كان محورها القيادي المختلف عليه نوشيروان مصطفى !! ... وكوسرت رسول هو نائب طالباني في الحزب ونائب برزاني في الاقليم ... وإستقالته لهذا السبب لا يمكن المرور عليها مرور الكرام خصوصا وإنه يربطها بنوشيروان مصطفى بعبع الامبراطورية الاعلامية الكردية والنائب السابق لطالباني والذي حل كوسرت بدلا عنه ! وكوسرت اليوم يستقيل على خلفية قضية محورها نوشيروان ... انها علاقات متشابكة أقل ما يمكن ان يقال عنها ان إنهيارا واضحا قد أصاب حزب طالباني .. فمن حل بالامس بدلا عن نوشيروان يطالب اليوم بإعادته لصفوف الحزب رسميا وتقليده منصبا قياديا بينما يطالب طالباني عن طريق القياديين المرتبطين بهوالمؤيدين له بإبعاده عن الحزب ... في وقت يستعد نوشيروان لمعترك الانتخابات القادمة بقائمة منفصلة والتي ستصادف في 19/5/2009 كما أعلن ذلك عدنان المفتي رئيس برلمان الاقليم ... ولا يغيب عن بال أحد ان خطوة كهذه جعلت من الموضوع خارج حدود حزب طالباني ليشمل الحزب الكردي البرزاني أيضا لان تأثير محاولة نوشيروان بالدخول بقائمة منفصلة سيضرب أطنابه على عموم الساحة الكردية في العراق خصوصا وان هناك من يقول ان ما جرى داخل حزب طالباني ليس بعيدا عن تخطيط وأيادي مسعود برزاني الخفية ويضيف هؤلاء أيضا ان طالباني يعلم يقينا بالدور الذي لعبه ويلعبه برزاني وان طالباني ليس من النوع الذي ينام ورجلاه في الشمس كما يقول المثل العراقي !! ..
يعتقد البعض ان ما يجري في صفوف حزب طالباني سببه الدكتاتورية العاتية في صفوفه ! هذا صحيح ولكن دكتاتورية حزب برزاني أشد وأعتى لولا بناءه العشائري ! أما حزب طالباني فقد بنيّ على أساس دييمقراطي وفق مفهوم علماني رغم انه لم يوفّق بانتهاج هذا المسلك منذ اليوم الاول مفضلا تقليد طريقة رديفه الحزب الاخر في دكتاتورية مغلقة ....

ليست هناك تعليقات: