إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأربعاء، فبراير 25، 2009

تصريحات قاسم عطا والرغبة في تفجير مرقد جديد


كتب مصطفى العراقي : تزعم وكالة الاسوشيتيد بريس إن مقتدى الصدر يواجه تحديا كبيرا على مستوى القيادة من قبل فصيل محكم التنظيم لديه صلات مع إيران (!!) وكأن مقتدى الصدر ليس في ايران يأتمر بأمرها وينفذ سياساتها وتقول الوكالة ان الصراع على القيادة اشتد مع ظهور نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة والتهيئة للانتخابات التشريعية في نهاية العام الجاري والتي ستبين بشكل حاسم لمن ستؤول القيادة السياسية في العراق . كما ان الوكالة تتوقع أن يقوم هذا الفصيل المنشق بحملة لكسب المؤيدين في صفوف الصدريين وخاصة بين قواعدهم الشعبية المتمركزة في الأحياء الشيعية الفقيرة في بغداد والمحافظات الجنوبية لتوفير الغطاء اللازم لواجهة سياسية مناسبة تخفي وراءها المجموعات الخاصة المرتبطة بإيران من خلال مقتدى الصدر . بعبارة أخرى فإن أبا درع سيعود للعراق قائدا سياسيا (!!) وقد يطمح بموقع مميز في مجلس النواب كأن يكون رئيسا للكتلة الصدرية في المجلس !!

فمن الجدير بالذكر فإن التيار الصدري قد أصيب بضربة واضحة رغم انها لم تكن بمستوى قصم الظهر وذلك بسبب نتائج الانتخابات الاخيرة التي لم تمنحه سوى بضعة مقاعد في مجالس المحافظات وهذا بالتاكيد سيدفعه لمحاولة التعويض في الانتخابات النيابية القادمة أواخر العام الجاري من خلال لملمة تياره وإعادة اللحمة بين صفوفه وشراذمه من المتعطشين للدم والسحت الحرام بغية التمكن من إعادة السيطرة الايرانية على المحافظات الجنوبية التي أهتزت بسبب الفشل الذريع الذي مني به مجلس الحكيم الايراني مؤخرا .

وحسب الوكالة فإن 30% من أنصار مقتدى الصدر قد ولجوا في تشكيل الواجهة الخاصة بتغطية الجماعات الخاصة الموالية لايران سياسيا إضافة لشراذم من ذوي الاصول المعطوبة أمثال حركة حزب الله الايراني في العراق وهذه الجماعات تمثل تنظيما أكثر قدرة وأكبر أمكانيات من جيش المهدي الذي تولى القيام بتنفيذ المآرب الايرانية بشكل عشوائي وغير منضبط ...

يحاول مقتدى الصدر المقيم في قم أن يضفي طابع الانشقاق على هذه المجموعات يساعده في ذلك كل الجهات المستفيدة من عملها أمثال مجلس الحكيم عامي 2005 و2006 وبدايات عام 2007 وحزب الدعوة سابقا وحاليا إضافة لكل التيارات المرتبطة بإيران من أحزاب حاكمة بشكل أو بآخر حتى ان الحديث دار عن عدم امكان مقتدى الصدر من التصدي لهذه المجموعات في محاولة لتبرئته من الجرائم التي أرتكبت بحق العراق والعراقيين !!

ولعل قيس الخزعلي المسؤول المباشر عن الجماعات الخاصة والذي ترك حرا يصول ويجول فسادا بحق العراقيين حتى تصدى له الامريكيون بعد ان ثبت ارتباطه بمقتل أميركيين في كربلاء على إثر مهاجمة جماعات الخزعلي من عصائب الحق وكتائب حزب الله الممولتين من ايران مباشرة وبالتحديد فيلق القدس عبر مقتدى الصدر لمبنى المحافظة ليتولى أكرم الكعبي مسؤولية قيادة المجموعات الخاصة لاحقا وكلاهما كانا قائدين بارزين في جيش المهدي ملتزمين بالاوامر التي تصدر عن مقتدى الصدر .

ان التخطيط الايراني الذي يتولى مقتدى الصدر تنفيذه في المرحلة الراهنة يأتي من خلال تنسيق تام مع المالكي وقائمته الانتخابية للسيطرة على المحافظات الجنوبية تحت الهيمنة الايرانية مع اشراك معقول لمجلس الحكيم الايراني للحفاظ على اللحمة المؤيدة لايران خصوصا وان الولايات المتحدة مصرة على الانسحاب من العراق مما يولد هاجس خوف كبير من قيام المقاومة العراقية بالسيطرة على الاوضاع ومحاسبة كل من شارك باحتلال العراق أو حكم البلد تحت حراب محتليه ... ولخطة فرض القانون كما يحلو للمالكي تسميتها دور كبير في هذا المنحى فبعد ان كان متحدثها الرسمي قاسم عطا لا يترك يوما دون التعرض لمقتدى وتياره وجيشه ومجموعاته الخاصة عاد اليوم للحديث عن جهات أخرى كان آخرها النائب محمد الدايني ألذي أتهمه قاسم عطا بتفجير البرلمان ! مؤكدا ذلك من خلال إعترافات أنتزعت من سكرتير الدايني الشخصي ومسؤول حمايته اللذان تم أعتقلا من قبل قوات لا تمت للجيش أو الشرطة بصلة وإنما ترتبط مباشرة بالمالكي وهي ذاتها قوة بغداد التي كان الصدريون يطلقون عليها تسمية الفرقة القذرة !!

يقول مراقبون ان قدرة قاسم عطا ومن وراءه عبود كنبر المتخفي وراء الكواليس لن تقف عاجزة عن تقديم اعترافات بالشكل والمضمون المطلوبين بفعل طاقم من عتاة المحققين المدربين في ايران والمتخصصين في انتزاع الاعترافات بالتعذيب الجسدي والنفسي ... فهذا الطاقم قادر على انتزاع اعتراف بقيادة جيش إبرهة لهدم الكعبة من أي كان يقع تحت أيديهم أو إنتزاع إعتراف بإغتيال الارشيدوق فرانسيس فريدناند ولي عهد النمسا / المجر في سيراييفو عام 1914 والذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب العظيمة والتي سميت لاحقا بالحرب العالمية الاولى .... من هنا فإن أفلام الفيديو التي يعرضها قاسم عطا لا تعني شيئا بقدر انها تعني الرغبة في تفجير مرقد آخر وإعادة الصراع الطائفي مجددا لتصفية من لم يتم تصفيته حتى اليوم ...

ليست هناك تعليقات: