إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الجمعة، سبتمبر 25، 2009

من المبغى العام في الميدان الى سدة الناظمية .. بلاء ما بعده بلاء ... مصطفى العراقي


ان يحتل مقاعد مجلس المخنثين العراقي نواب جنسياتهم تفصح عن بلدان اخرى غير العراق فهو ورب العزة اذلال ما بعده إذلال ! وهي سابقة لم يتأنى لها ان تحدث الا في العراق بحكم السيادة المنتهكة بعد احتلاله ... إنها السيادة المغتصبة التي يتشدق بها المالكي وأشياعه حكام العراق بمختلف صنوفهم ومذاهبهم وقومياتهم فيما يقفون جميعا عند بابه يحملون أكياس الدولارات يجمعون دراهم الزنى المحرم من هاتكي عرض العراق والعراقيين بإسم الاسلام تارة وبإسم الديمقراطية تارة ثانية وبإسم العلمانية مرة أخرى ! هكذا هو الاحتلال ! أينما وجد سواء كان مباشرا كما هو اليوم في العراق أو غير مباشر عندما كان في العراق سابقا وهنا أتذكر حادثة جرت في العام 1938 يوم كان المحتل البريطاني يمسك بزمام الامور كما هو حال المحتلين الاميركان والفرس في أيامنا هذه ... في تلك السنة ارتفعت مناسيب دجلة حتى باتت تهدد بغداد بفيضان عارم فتطوع الاهالي بتمتين سدة ناظم باشا ( سدة الناظمية التي تحيط ببغداد عند جانبها الشرقي ) باكياس الرمل وخصوصا الشباب منهم الذين كانوا يقضون يومهم بكامله عند السدة يكافحون لدرء الخطر عن بغدادهم الحبيبة ... ومناسيب دجلة ترتفع كلما أضاف الشباب طبقة جديدة من اكياس الرمل وكأنه التحدي والتحدي المقابل ... يضيفون طبقة أكياس فيرتفع المنسوب ليضيفون ثانية فيرتفع تارة أخرى وما منعهم من اليأس والقنوت الا حبهم لبغداد العشيقة التي سلّم عذريتها للمحتل من جاء بعدهم ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) مريم ....

في هذا الخضم من التحدي والتحدي المقابل يصدر مدير شرطة بغداد حينها أمرا لمركز شرطة السراي بإنقاذ ما يمكن إنقاذه ... تلفت ضابط الخفر في المركز يمينا وشمالا فلم يجد سوى أربعة من رجاله ! هم خفراء تلك الليلة ! والواجب المكلف به بحاجة لعشرات من الرجال ... لتخطر على باله فكرة جهنمية ! لماذا لا يذهب الى المبغى العام في الميدان (الكلجية !) حيث الرجال كثر هناك وخصوصا عندما يهيمن الاحتلال واضعا نصب عينه إفساد البلاد والعباد ! بالفعل تحرك ضابط الخفر وثلة من رجاله تاركا أحدهم في المركز الى ميدان بغداد ليجد العشرات ان لم يكن المئات ممن دغدغت جلودهم دريهمات الاحتلال مصرين على التخلص منها في مستنقع رذيلة هو ذات المستنقع الذي أتت دراهمهم منه ! جمعهم جميعا بعجلات نقل أستولى عليها ووجدها بنفس المنطقة وتبين لاحقا ان أصحابها من رواد المبغى العام المستديمين كما تبين انهم يعملون بعقود نقل الاغذية لمعسكرات الجيش البريطاني ... شمّر هؤلاء سواعدهم لتمتين السدة الناظمية محذرا إياهم من ترك عملهم ولايام قادمة حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا وتتناقص مناسيب دجلة ويزول الخطر بإذن الله ...

كادت الليلة ان تمر بسلام على ضابط الخفر وهو يزهو بفكرته الجهنمية التي استطاع من خلالها استقطاب طاقة هؤلاء في وجه من وجوه الخير بدلا من هدرها في الحرام ! خصوصا وان أخبارا وصلته بأن ارتفاع السدة بات أعلى بكثير مما يمكن ان يصل له منسوب الفيضان ... لولا الهاتف اللعين الذي رنّ مع الصباح الباكر وإذا بصوت السيد العام ! على الجانب الاخر ! ياللهول إنه مدير الشرطة العام بنفسه يتصل به ليهنئه على فكرته الجهنمية ! أزداد ضابط الخفر زهوا ... ومن دون مقدمة او سلام قال له المدير العام : ماذا فعلت البارحة يا رجل ؟ فأجابه بالتفصيل الممل متحدثا عن فكرته التي لا تخطر الا على بال الشياطين وكيف نفذها وكيف انها آلت الى ارتفاع منقطع النظير للسدة الناظمية وكيف ان خطر الفيضان بات بعيدا وكيف إنه ألزم هؤلاء الرجال بالبقاء ولمدى ايا ... هنا توقف ضابط الخفر عن الكلام المباح بعد ان كاد غشاء طبلة أذنه ان يتمزق بفعل صيحة جهورية جاءته من السيد العام فحواها : أعد الجميع الى بيوتهم في التو واللحظة يا غبي! لم يستوعب ضابط الخفر ما يجري الا انه وجد نفسه مسرعا بجمع الرجال وإعادتهم لبيوتهم ! فما الذي جرى ؟

تبين لاحقا إن ...
مدير الصحة العام لم يلتحق بمكتبه !
حاكم جزاء بغداد لم يلتحق بوظيفته !
آمر معسكر الوشاش لم يصل لمعسكره !
بل حتى سائق سيارة الملك غازي لم يلتحق بقصر الزهور !
وعشرات البلاغات وصلت مراكز الشرطة في بغداد بفقدان أصحاب مناصب معروفين في الحياة السياسية والعامة ! على غرار بلاغ ( ذهب ولم يعد ! ) .
لم يمض اسبوع واحد على الحادث الا وتم نقل ضابط الخفر صاحب الفكرة الجهنمية من مركز شرطة السراي في وسط بغداد الى مركز شرطة الفلوجة ...!!

وهنا نتساءل لو ان التاريخ أعاد نفسه فكم من نواب برلمان ووزراء ومسؤولين من اصحاب الجنسية المزدوجة على وجه الخصوص سيجدون انفسهم عند السدة الناظمية ؟ ورد هذا التساؤل في ذهني وانا أتذكر خبرا قرأته على موقع عن صحيفة ( أكسترا بلادت ) الدنماركية يتحدث عن نواب كرد في البرلمان العراقي وبرلمان كرد ... ستان ممن يحملون الجنسية الدنماركية وما زالوا يتقاضون رواتب الدعم الاجتماعي أو رواتب التقاعد من الخزينة الدنماركية وهم يقبضون البلاوي الزركة شهريا بحكم كونهم نوابا في برلمانات المخنثين ! حتى ان بلدية مدينة أوغس ثاني كبريات المدن الدنماركية قدمت بلاغا للشرطة ضد المواطن الدنماركي الجنسية طلعت سيف الدين الذي يقبض (لهدة) تقاعد مبكر من الرعاية الاجتماعية في الدنمارك لاسباب صحية بينما يمارس الموما اليه عمله بهمة ونشاط منقطعين كنائب في برلمان كرد ...ستان يتقاضى عنه الشيء الفلاني ! ناهيك عن ثلاثة من نواب البرلمان الكردي ذاته الذين أحيلوا على التقاعد في الدنمارك بفعل تقارير ظهر انها مزورة تدعي إصابتهم بلوثة عقلية وحالات كآبة حادة والتي حصلوا عليها بطرق غامضة ! في وقت فإن هؤلاء الثلاثة المخبولين يتمتعون بكامل قواهم العقلية والنفسية في اقليم كردستان كنواب في برلمانه ! كما تواترت اخبار عن نية بلدية آلبرتسلوند الدنماركية بإقامة دعوى ضد مواطنها يالن محمود الذي يتقاضى هو الاخر راتب التقاعد المبكر في وقت يتقاضى في منطقة كردستان راتبا فخما ومنذ سنوات خمس باعتباره نائبا في برلمانها يحيط به من كل جانب الخدم والحشم وهيئة السكرتاريا ...

واذا نسينا فلن ننسى سامية عزيز محمد بطلة الحرية لحزب اليسار الحاكم التي نالت جائزته لعام 2005 ! وتتهم اليوم كما يتهم اقرانها ممن ورد ذكره وآخرين بالتهرب من دفع الضرائب لبلدانهم عندما تتقاضى راتبا فخما هو الاخر لم تفصح عنه للجهات الدنماركية في وقت تتقاضى راتبا آخر منها ! والصحف الدنماركية تتهم السفارة العراقية بالمشاركة في حجب المعلومات والتواطؤ مع المحتالين ! كيف لا ؟ ونموذج من نماذج موظفيها في عهد العهر والفساد يغتصب مراجعة عراقية كردية وهي تراجع السفارة في أمر يخصها ! هذه السفارة التي يعمل فيها موظفون كرد يحملون الجنسية الدنماركية ! ويتقاضون حتى اللحظة معونات اجتماعية وبعضهم يتقاضى راتبا تقاعديا ! ... وان عدوى الفضائح أمتدت الى هولندا لتبدأ بمحافظ بغداد الحالي مسؤول الاعلام في الوقف الشيعي سابقا ومروج احالة المناقصات للشركات الايرانية في العتبات والمراقد ! صلاح عبد الرزاق عضو حزب دعوة المالكي ...

ونحن هنا لسنا بصدد التأسي على أموال ضرائب دول لمّت سقط المتاع من هؤلاء وشاركت بالعدوان على العراق زورا وبهتانا ولكننا بصدد الحديث عن طبيعة هؤلاء المحتالين الذين بات الاحتيال والتشدق بالمظلومية حالة وراثية تنتقل بالجينات وهم يتناسلون بئس الوراثة وبئس النسل المقطوع كما اننا بصدد التساؤل إيضا فإذا كان نواب الدنمارك وهي بلد أوروبي معروف حضاريا بهذا الشكل من الاحتيال والدناءة ! فكيف حال نوابنا المتجنسين إيرانيا ؟ حيث الحقارة والدناءة تعلموها ممن يقول عنه العراقيون ( إذا تكسر عظمه يطلع خ... ) إنه حقا بلاء ما بعده بلاء .
مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/





ليست هناك تعليقات: