إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الاثنين، نوفمبر 02، 2009

إنه إستحمار منقطع النظير أجلكم الله


أليس من حقنا أن نتساءل ؟ أين ذهبت أكثر من 700 مليار دولار من تخصيصات حكومة المالكي ؟ تم صرفها خلال الاعوام الاربعة الماضية والتي باتت اليوم حديث الشارع العراقي ناهيك عن أحاديث أخرى قد تفوقها أهمية ولعل أبرزها مسرحيات سفك الدم العراقي في مناطق يؤكد حمير المعلفة الخضراء إنها آمنة وتحت هيمنة ضباع قواتهم الامنية إضافة لحديث انفلونزا الخنازير التي تعم وتنتشر بينما يحتفظ وزير الصحة الحسناوي بأربعة ملايين جرعة لقاح يزعم ان أسبقية صرفها للكادر الصحي المسؤول عن مكافحتها من غير ان يضع خطة للبدء بتلقيح الاخرين ! بينما يتساقط أبنائنا فلذات اكبادنا صرعى وتغلق مدارسهم بالجملة ... اما الحديث عن الشركات الصهيونية العلنية منها والمستترة والتي شاركت بدورة معرض بغداد الحالية فحدث ولا حرج فبعد ان ألغى حمير هذه المعلفة نصا يشير لمقاطعة الشركات المتعاملة مع الكيان الصهيوني ، هذا الالغاء الذي فاقم من عار الهوش يار زيباري وهو يعلنه مبتدأ بعبارة ( يشرفني .... ! ) وشرف الغانية عار ... فإن دورة المعرض الحالية لم تكن حديث الشارع لشمولها عارضين صهاينة رسميا للمرة الاولى بتاريخ العراق فحسب وإنما لمسارعة حمير المعلفة الخضراء بقطع الشوارع ووضع الحواجز حماية لضيوفهم من آل صهيون بعد ان ملئوا العراق بآل صفيون مما فاقم هو الاخر ولكن من إختناقات المرور هذه المرة على تفاقمها أساسا حتى بات ابن بغداد محاصرا لا يدري ان يتجه ومن أين يمر !

ولنبدأ الحديث عن المليارات المئوية المفقودة والتي وصل تعدادها لاكثر من 700 مليار دولار صرفت خلال حكم المالكي بدون حسابات سنوية ختامية مع ضبابية عالية لم يسبق لها مثيل في تعتيم ابواب صرفها وتغييب كامل لفصولها وتواطؤ منقطع النظير لما يسمى هيئة النزاهة والتي لوحدها تحتاج لهيئة نزاهة تراقبها ! فقبل الاحتلال كان هناك ديوان المراقبة المالية الصارم في كل صغيرة وكبيرة حتى كان موظفوه من أكثر ما يثير الرعب في نفس أمارة بالسوء تلعب بذيلها طمعا في المال العام ... أما اليوم فهيئة النزاهة مشكوك في نزاهتها هي هيئة مسيسة ولاءها لرئيس الحكومة ما ان يستلم مهامه حتى تفضح من كان قبله باللمز والهمز بينما تتستر مجددا على مجريات النهب المنظم للمال العام مثيرة لغطا هنا وهناك وحسب متطلبات المواقف السياسية لرب نعمتها رئيس الحكومة ! هذه المتطلبات التي تقابلها متطلبات اخرى تنبثق من تحت قبة برلمانهم النخر لدواع واسباب إنتقامية وحتى هؤلاء عاجزون عن الحصول على ما يثبت دعواهم فبرلمان آخر زمن غير قادر على الحصول على وثائق ومستندات من دوائر ومؤسسات حكومية ! بينما أنبرى حمار من أعضاءه ( وهنا يستحق هذا اللقب مرتين ! مرة لاشغاله موقعا في المعلفة الخضراء وأخرى لاستحماره ) في إستحمار منقطع النظير شاكيا من عدم قدرة البرلمان على الحصول على الوثائق الداعمة لاثبات فساد المسؤولين حيث وحسب إدعاءه ان المؤسسات والدوائر الحكومية ترفض التعاون بحجة أوامر عليا صادرة من (المراجع !) ويستفيض هذا النائب في إستحماره فيطالب المواطنين بالحصول على مثل هذه الوثائق من معارفهم واصدقائهم وأقاربهم العاملين بدوائر الحكومة ! هل شاهدتم إستحمارا كهذا ؟ صحيح هو استحمار نادر إلا إنه موجود ومتوفر في مجلس الحمير العراقي ! كما هو متوفر في مرافق حكم عليا كثيرة في هذا البلد المنكوب بحميره ....

الحمير ثروة وطنية لبلدان المعمورة فعليها يركبون واثقالهم يحملون بل إن في مصر هناك شركات إستثمارية متخصصة بتربية وتسمين الحمير أجلكم الله حيث تدفع شركات يابانية ملايين الدولارات مقابل استيراد حمير مصر المعروفة بجودة سلالتها ! نعم للحمير سلالات الجيد منها والرديء إلا في العراق فحميره رديء النوعية ومن سلالة هجنت قبل آلاف السنين بحمير قدمت للعراق مع الحملة الساسانية الاولى عليه ... هل عرفتم الان سر حمير العراق ؟ .. وعادة ما كنا نتوقف ونحن على الطريق الدولية الرابطة بين بغداد والبصرة لنتنحى عنها لا لشيء إلا لان حمارا أجلكم الله يقف من دون حراك في منتصفها مصرا على وقوفه هذا رغم منبهات السيارات التي تنطلق لتحذيره بغية ترك الطريق دون طائل ! وفي بلد مثل العراق يكون المستحمر متأثرا بهذه السلالة المقرفة من الحمير ! وإلا كيف نبرر دعوة نائب في البرلمان المواطنين بالحصول على وثائق إدانة بالفساد فيما يقف برلمانه المستحمر عاجزا عن الحصول عليها وهم الذين صدّعونا ليل نهار بدورهم الرقابي !!

والاستحمار في بلدي لا ينحصر بمؤسسات دون غيرها ما دام الاحتلال قائما ... فهذه وزارة الداخلية وفي آخر إستحماراتها فيلم أرادوه وفق طريقة الاكشن الاميركية في أفلام هوليوود ولكنه ظهر على الطريقة الهندية عندما أعلن بيان صادر عنها مقتل ضابط مكلف بالتحقيق في مجزرة الاحد الدامي على يد واحد ممن يحقق معهم وفي داخل بناية تابعة للوزارة في منطقة الجادرية ! يصف البيان ما جرى ان الشخص المدان دخل غرفة التحقيق برفقة حراسه فغافلهم أثناء شربه الماء ليلتقط مسدس أحدهم فيقتله ثم يطلق النار على المحقق وهو برتبة رائد فيصرعه قتيلا ! بعد ان تصارع معه مما أدى لاصابته هو الاخر حيث يرقد تحت العناية الطبية ! أسالكم بالله هل يقدم على إصدار مثل هذا البيان شخص سوي أم مستحمر ومن السلالة إياها ؟ وهل ان مثل هذا المدان يأتي للتحقيق متعافيا بكامل قوته وكأنه كان في فندق بخمس نجوم وليس في معتقلات وزارة داخلية المالكي – الحكيم سيئة الصيت والمعروفة بفضائحها المكشوفة منها وعلى يد مؤسسات دولية أو التي ما زالت مستترة والخافي أعظم كما يقولون .. أقول هل جاء متعافيا لهذا الحد ليؤدي دور جيمس بوند بكل خزعبلاته البوليوودية ( هوليوود الهندية ) أم إنه إستحمار من الدرجة الممتازة ؟ فبدلا من بيان الحقائق التي تشير كما هو المنطق لدخول عصابة من حزب متنفذ حاكم للبناية مع كل آيات الترحيب ( هلا بالسيد ... هلا مولانا) لتقتل غيلة وأمام الاشهاد من ورطه حزب متنفذ حاكم آخر بالتحقيق الذي لم يستسيغه الحزب الاول ولا يرضى بنتائجه التي ستستخدم لغايات انتخابية بالتأكيد ... أقول بدلا من المنطق وعرض الحقائق قاموا بوضع سيناريو فيلم إستحماري ما دامت الديمقراطية من النوع الاستحماري قائمة !

في بداية خمسينات القرن الماضي وبعد ثورة يوليو تموز في مصر أرسلت الولايات المتحدة سفيرا جديدا لها في القاهرة وكان أول ما بدء عمله به هو جمع مئات الاعداد من الصحف والمجلات المصرية لا ليقرأ مقالاتها أو أخبارها ولكن ليطلع على الرسوم الكاريكاتورية فيها ! مدعيا ان أفضل من يصف حال البلد رسامو الكاريكتير فيها ! وهنا نتساءل عن رسامي الكاركتير العراقيين .. ماذا حل بهم الدهر ؟ أين رسومهم النارية التي تحرق معلفة الحمير بسفرائها وسفاراتها ؟ أم إنهم على عهد ذاك الشاعر المعروف جدا والذي تغنى ببطله (حمد) متى يظهر ؟ وكيف يظهر ؟ ليحرر الارض من يد أهلها (!) وما إن ظهر حمد ممتطيا دبابة اميركية حتى لاذ بالصمت ! وكأنه ما كتب الشعر يوما ! أليس هذا أيضا هو الاستحمار بعينه ومن ذات السلالة المتدنية تحت ظلال حراب المحتل وعمائم آل صفيون وقلنسوات آل صهيون ؟

مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/





ليست هناك تعليقات: