إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأحد، نوفمبر 01، 2009

كركوك للبيع في سوق نخاسة عمار الحكيم


يحدق الخطر الكبير بعد مرور ستة سنوات عجاف على سقوط النظام في بغداد على الوضع السياسي في العراق لوجود شخصيات يديرون الوضع السياسي لا يمتلكون خبرة وتجربة في عالم السياسة، ويفتقدون الروح الوطنية الشجاعة والمسؤولة، والهمّ الوحيد للأغلب منهم إختلاس أموال الدولة والإستفادة من إمكانياتها مهما تمكنوا من ذلك، وأما القيادة الكردية فقد كشَّرت عن أنيابها للقضاء على فريستها (كركوك) كما في آخر تصريح لقائد مليشياتها مسعود البرزاني كما نشر عنه قوله: " كركوك كرد-ستانية ويجب أن ترتبط بالإقليم " ، مع تهديدٍ لجميع الأطراف المحلية والأقليمية والدولية بقوله " وليكن ما يكون " ، وهذه التصريحات تنم عن عدم شعور بالمسؤولية الوطنيية تجاه الوطن والشعب بأضعف درجاتها غير الطموحات الشخصية التي يحاول الوصول اليها من اي طريق كان.
ويظهر أن عمار الحكيم قد طرأ على أذنه هذه التصريحات الرنانة فتأرَّق ولم يتمكن من الخلود الى الراحة والنوم فأسرع الى تقديم كركوك وأهلها هدية مجلسية حكيمية متواضعة الى الزميل مسعود البرزاني لكي لا يغضب عليه ويستخف به في المجالس السياسية التي تعقد لرؤساء الأحزاب، فأعلن عمار أسرع من سرعة الصوت لتنفيذ الاستراتيجية الكبرى الموضوعة بين الاكراد والمجلس الأعلى لأن يستولي الأخير على جنوب العراق مقابل إستيلاء الاكراد على الشمال، وأخيرا صرح السيد عمار الحكيم قائلاً (إنَّ مطالب التركمان والعرب بشأن إجراء الانتخابات في كركوك مبالغ فيها إلى حد ما)، أسأل عمار الحكيم هل زرت كركوك ولو مرة واحدة في حياتك غير المرة الأخيرة حينما تم تهريبك وأبيك من على ظهور التركمان الى سورية أوائل عام 1980 قبل إندلاع الحرب بين العراق وإيران في سيارة مرسيديس حمراء اللون رقم الموصل بسياقة شاب تركماني، فأتصور في تلك السفرة تعلمت أن كركوك مدينة كردية والآن تعيد الاحسان لهم لأنهم أنجوك وأهلك من الهلاك فشكراً للوفاء الذي تعلمتَه في خط أبيك الذي خدمه شباب التركمان طيلة عشرين عاماً في طهران والى يوم رحيله من هذه الدنيا.
وأضاف في تصريحه أن الخلاف بين الكرد والتركمان هو على مقعدين أو ثلاث بقوله كما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: [[ إن كركوك ليست المشكلة بتأخير قانون الانتخابات إنما بإرتباطها بقانون الانتخابات، والفرق بين كل الإطراف هو على مقعدين او ثلاثة مقاعد على أقصى التقادير من 275 مقعدا، معبرا عن إعتقاده بأن مطالب التركمان والعرب مبالغ فيها الى حد ما، مشيرا الى أن هناك غالبية كردية نسبية في كركوك، والطرف الاخر لا يعترف بها ويريد ان يأخذ ما أخذه الكرد، وهذا هو جوهر المشكلة، حسب تصوره]]، ويأخذ الانسانَ العجبُ الكبير من هذا الموقف اللامسؤول وغير الوطني، وأتسائل ما هذا الانبطاح أمام الاكراد، ولماذا تبيع نفسك لدنيا وأنت على يقين مفارقها، وكم مرة قرأت مقتل الامام الحسين لأنه قتل بسيف من فقد العدالة واتسم بالفسوق من خلال مواقفه السياسية الذي لم يسلِّم الخلافة لأهله من أهل البيت، أليس أنت وأمثالك تفقدون العدالة بتسليمكم كركوك لغير أهلها والطامعين بثرواتها ؟ وأتعجب لماذا تتكلمون بإسم الاسلام والتشيع مع هذا الوضع الذي أنتم عليه؟. وهل يرضى الاسلام بمثل هذه السياسة.
والعجب الأكبر على بعض التركمان المغفلين سيرهم خلف هؤلاء، وأنصحهم بأن إبتعادكم عنهم خير وأفضل بأن تشوهوا سمعتكم مع هؤلاء البائعين للوطن والدين والشرف والكرامة.
وأتسائل وبحق كيف تعملون مع عمار الحكيم وأمثاله ممن لا ينظرون الا على مصالحهم الذاتية ويبيعونكم في سوق النخاسة بأبخس الأثمان، وإن غداً لناظره لقريب. وأخيراً أقول إتق الله يا عمار الحكيم!
عوني الزاهد – عن كتاب من اجل الحرية

ليست هناك تعليقات: