إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الجمعة، أكتوبر 30، 2009

متى يستحي المسؤولون في العراق ؟ أم لا حياء لهم


ذكر مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية المصرية ان وزير النقل والمواصلات المصري محمد منصور قدّم استقالته اليوم الثلاثاء 27/10على خلفية حادث تصادم قطارين أسفر عن مقتل 18 وإصابة 36 بجروح حيث أعرب في نص بيان استقالته عن تحمله مسؤولية حادث تصادم القطارين والذي وقع مساء السبت الماضي في منطقة العياط بمحافظة السادس من أكتوبر أمام قرية جرزة (55 كليومترا جنوب غرب القاهرة) حينما اصطدم قطار آت من القاهرة باتجاه أسيوط في صعيد مصر من الخلف مع قطار متجه من الجيزة الى الفيوم. ...
والمثل العراقي يقول الغيرة قطرة وليست جرّة ! فإن سقطت سقط معها الحياء ولم يتبق منه شيء فهل سقطت الغيرة من وجوه المسؤولين في العراق بسقوط هذه القطرة ؟ بالتأكيد الجواب نعم ... وإلا كيف نبرر تمسكهم بمناصبهم رغم ما يجري في العراق من ويلات أبسطها لا يمكن مقارنته بحادث قطاري قرية جرزة المصرية ... لماذا يستقيل هناك وزير ؟ وسبقه بهذا السياق وزير الثقافة المصري في أعقاب نشوب حريق بمسرح !! بينما يتمسك مسؤولون عراقيون بمناصبهم بدءا بوزراء معنيين وإنتهاءا بمدراء وقادة تنفيذيين ولا نستثني بالطبع كبيرهم الذي علمهم السحر رئيس الوزراء ! لقد أحال هؤلاء أيام العراقيين الى سواد معتم فلم يكتفوا بسواد وجوههم في الدنيا والاخرة وإسوداد ممارساتهم ومظاهرهم بل جعلوا لأيام الاسبوع مسميات سوداء فهذا الاحد الاسود وقبله في أقل من شهرين الاربعاء الاسود وقبلهما الجمعة والسبت والثلاثاء ! سوّد الله وجوههم في الدنيا قبل الاخرة .....
وحتى متى يختبأ المسؤول الاعلى في العراق خلف تابعيه فيقيلهم من مناصبهم ( إن أقدم على ذلك أو تمكن !) ليحمي نفسه والكرسي الخازوق الذي يجلس عليه متشبثا منتشيا ؟ فتراه بعد كل دمار حاصل يشير باللوم لواحد من العاملين تحت إمرته وكأنه ليس بمأمور يعمل بتوجيهاته وينفذ أوامره محددا برغباته ونواهيه ! نعم لا يختلف إثنان ان هذا المسؤول الادنى ينبغي معاقبته لانه رضى لنفسه ان يكون أداة يلعب بها رئيسه العميل للاجنبي لصالح إجندة ينفذها سواء تلك الاجندة كانت داخلية تنم عن صراع ضباع حول سلطة أو خارجية بأوامر قادمة من سفارات كما يجري مع أوامر السفير الايراني قمي في بغداد الحاكم الفعلي للعراق ! تلك الاوامر التي هدمت صروح العراق المادية منها والمعنوية إلا ان عدم ظهور المسؤول الاعلى ليتحمل المسؤولية وينسحب من السلطة كما تنص عليه كل قوانين السماء والارض أمر يشير لأزمة واضحة للعيان في غيرة هذا المسؤول وكرامته ... ولكن كيف بغوغائي إرهابي عميل للاجنبي على حساب مصالح بلده ان يؤمن بقانون ؟ كيف بمن أرتضى لنفسه دور القرد الذي يتراقص مع دقات طبل سيده الجار الطامع ان تكون له من الغيرة ولو أجزاء قطرة ؟ بل كيف لمسؤول وضعه محتل كافر بموقعه فرعونا على ابناء جلدته ان يحظى بقدر ولو يسير من كرامة ؟
أخيرا وبحسب قرد من قرود البرلمان فإن 32 جهاز مخابرات أجنبي يلعب على الساحة العراقية ! لصالح دولها بهدف تأجيج الوضع داخليا خصوصا ان جميع دول الجوار تعمل في العراق وتسعى لتخريب الاستقرار الأمني او تعطيل ما يسمى بالعملية السياسية ما يتطلب اتخاذ موقف حاسم ضد هذه التدخلات على حسب ما قاله وبدورنا نسأل هذا الدعي لو لم يكن قردا في الساحة العراقية مع باقي قرود السلطة فهل ستتمكن كل هذه الدول من توطن العراق والعبث به .. إنه حقا عذر أكبر من ذنب ! ويضيف هذا القرد الملعون إن التحقيقات الاولية لتفجيري الصالحية الاحد الماضي اثبتت ان المواد المستخدمة في هذين العملين الارهابيين قد جاءت من دول مجاورة وان الجهة المنفذة هي نفسها المتورطة بتفجيرات الاربعاء الاسود الماضي حيث حينها تم الكشف عن إن المواد المتفجرة المستخدمة حينها هي مادة السي فور شديدة الانفجار والتي تحمل عبارة (ساخت إيران ) فهل أنبرى أحد من هؤلاء القردة على لوم إيران ولو لوم حبايب وإتخاذ ما يلزم تجاهها ؟ أم بذل الجميع خلطا مقصودا للامور والوقائع لابعاد الشك عن جار السوء بحقيقة يراد بها باطل ! من خلال إتهام عشرات الدول واجهزة مخابراتها بالعبث في الساحة العراقية ليضيع الحق ويندرس تحت وابل الشك والمطالبة بأدلة في خضم هذه الغبرة التي أثاروها عن قصد وكلنا نتذكر تصريحات القردة ولعل أبرزها أقوال الدعي الايراني الاصل والهوى موفق الربيعي الذي ظل يطالب بأدلة عن التدخل الايراني في العراق بينما تتلألأ العشرات من الادلة أمام ناظريه .. ألا شاهت وجوههم في الدنيا وعميت أبصارهم في الاخرة فيقول أحدهم لم حشرتني أعمى ! (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124)قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126) ) سورة طه . وضنك المعيشة في الدنيا ليس قصر ذات اليد وقلة المال كما يقول المفسرون بل نقص شديد في الطمأنينة وفي إنشراح الصدر ! فصدر واحدهم ضيق حرج وإن تنعم بمظاهر الدنيا البراقة ونعيمها فلبس ما شاء وأكل ما شاء من سحت حرام وسكن حيث شاء في قصور مغتصبة إلا إنه في قلق لافتقاره لليقين والهدى فهو في ريبة وتردد وهذا هو ضنك المعيشة.

مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: