إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الثلاثاء، ديسمبر 30، 2008

نوبة إنبطاحية تعيد جسور ( المحبة ) وإنبطاحات سيتخذها المالكي في المرحلة القادمة وخوف من خطة غامضة


يبدو ان حلقة الحصار حول المالكي أخذة بالاستحكام وخصوصا بعد أن أشيع بإن إجتماع دوكان الرهيب والذي حضره ( عمالقة ) الجبل والسهل الحزبان الكرديان ومعهما الحزبان الاسلامي العراقي ومجلس الحكيم قد توصل الى صيغة التخلص منه ... ولتمهيد ذلك قرر المجتمعون مفاتحة محمود المشهداني ألذي صارحوه بخطتهم الانقلابية وأرادوه سندا لهم ليضمنوا وقوف هيئة الرئاسة البرلمانية لجانبهم فالعضوان الاخران في الهيئة بالجيب كما يقال فخالد العطية منتم للمجلس وعارف طيفور منتم للتكتل الكردي .. إلا إنهم فوجئوا برفض المشهداني الصارم أية محاولة للغدر بالمالكي ... فكان لابد من التخلص منه أولا وهذا ما حصل بطريقة تكاد تكون غير متوقعة في سرعتها وإنسيابيتها وإنزلاقها ! فما كان من المشهداني إلا ان يحذر المالكي من مغبة ما يدبر له في ليل في أول تصريح أمام وكالات الانباء بعد ان قدم إستقالته ... لينبري ناطقون عن الكتل المشتركة بغدر دوكان لنفي تصريحات المشهداني والتأكيد على ان إستقالة أو إقالة المشهداني لا علاقة لها بموقفهم من المالكي ! إلا ان الاخيروهو ( الشكاك حتى العظم ) لم يأخذ ذلك بعين الاعتبار والدليل انه أوعز لحليفه ورفيق ( نضاله ) سامي العسكري بإعادة التأكيد حول مضمون مؤتمر دوكان وكيف ان المشهداني دفع ثمن رفضه لما جاء في المؤتمر المذكور ...

في الوقت ذاته وبناء على طبيعة المالكي التخاذلية الانبطاحية فقد قرر التودد لمراكز الغدر ليجتمع مع جلال الطالباني الذي أحس برغبة المالكي في الانبطاح فبدلا من ان يطلب من مسعود برزاني الحضور الى بغداد لاعادة المياه لمجاريها مع المالكي طلب من الاخير اي المالكي السفر الى أربيل للاجتماع بمسعود برزاني لاعادة المياه قريبا من مصباتها (!) بعد ان وجد ان الرغبة في الانبطاح عالية تماما لديه ولمعرفته التامة بالمالكي حيث إنه يفعل كل ما يطلب منه في نوباته الانبطاحية هذه ! ... وفي سياق نوبته فقد سارع المالكي بإختتام مؤتمر عشائري يوم السبت الماضي ليعود الى بغداد مسرعا ليتمكن من المشاركة في حفل جرى في قصر عبد العزيز الحكيم في الجادرية بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس منظمة بدر عام 1982 في إيران مما خلق انطباعا لدى الحضور لا يختلف كثيرا عن الانطباع الذي ساد في مخيلة طالباني حول نوبة الانبطاح التي يمر بها ...

ألقى المالكي خطبة رنانة في الحفل المذكور تحدث فيه عن النضال ( الوطني ! ) لمنظمة بدر في إيران خلال حربها مع العراق مما أخجل عبد العزيز الحكيم وهادي العامري لأن كلمتيهما في الحفل لم تتضمنا كل هذا التراث ( النضالي !) لمنظمة بدر ! ... مما أثار التصفيق الحاد المتعال بين تصفيق عال وآخر حاد !!! ( تصفيق بين تصفيق وتصفيق ) ووجوه الحاضرين تلمز وتنبز فيما بينها سرا ... إنها نوبة الانبطاح المعهودة ! ...

يقول أحد الهاربين من جحيم العراق والمنتمي لمجلس الحكيم سابقا إن أركان المجلس بكل ما عرف عنهم من حب إنبطاح مارسوه مع ايران وأميركا من أجل ان يتقلدوا السلطة إلا إنهم يعترفون بأن إنبطاح المالكي فاقهم في مقداره وزاد عنهم في إنزلاقه ! ولعل هذا الوصف – يضيف الهارب من الجحيم – كان سببا لنجاح المالكي في كسب ود الاميركيين والايرانيين معا في وقت واحد رغم التنافس الشديد بينهما في تقاسم السلطة والثروة في العراق ! ووراء هذا الوصف تكمن العداوة بين المالكي والاخرين فهؤلاء جميعا يدركون ان مصيرهم بيد المحتل الاميركي أو بعبوة بلاستيكية مستوردة من ايران وإن أنباءا أنتشرت وتحدثت عن خطة مفصلة كان التخلص من المالكي بعد إزاحة المشهداني جزءا منها ! فالخطة تقضي بالتخلص من الرؤوس الثلاثة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ! في صفحتها الاولى ليأتي الدور على رؤوس الصف الثاني في الاحزاب والكتل الداخلة في العملية السياسية تستخدم خلالها طريقة بالتي هي أحسن كما جرى للمشهداني وإن فشلت فسيتم إستخدام بدائل عنف أو إثارة فضائح ملفاتها جاهزة في مجرات مكتب السفير الاميركي ببغداد ...

وتضيف هذه الانباء ان تأجيل زيارة المالكي لايران كانت بسبب وصول نتف معلومات عن الخطة المتكاملة إليه وإنه أي المالكي هو الذي أتخذ قرار العودة لبغداد دون زيارة طهران بعد ان شعر ان الطريق اليها محفوف بالمخاطر وقد يذهب من غير عودة وهذا ما يفسر عدم إقدام أي من الناطقين الرسميين وغير الرسميين في حكومة المالكي على تبرير ألتأجيل بينما أقدمت إيران على فعل ذلك مرتين زاعمة ان وراء ذلك إشكالات بروتوكوليه ... إن إيران لم تكن السبب في تأجيل الزيارة بل إنها تفاجئت به وحفظا لماء الوجه أضطرت للتبرير مرتين بالاشكالات البروتوكولية ! ... يقول مقربون من المنطقة الغبراء ان المالكي على ما يبدو كان يخشى حدوث أمر طاريء لطائرته خلال رحلتها على خط الطيران المباشر من تركيا لايران ... ولعل النتف التي حصل عليها من الخطة الشاملة للتغيير هي التي جعلته يفكر بهذه الطريقة ...

من جانبه طارق الهاشمي قد تكون نتف من الخطة قد وصلت إليه مما أستدعاه للنظر الى كرسي رئاسة الجمهورية طالبا دعم بعض القوى الخارجية ولعل زيارتيه الاخيرتين الى تركيا وسوريا كانتا في هذا السياق ... إن التأكد من وجود خطة كهذه سيدعمه بقاء كرسي المشهداني خاليا وحتى إشعار آخر بحجة عدم التوافق على مرشح ... أما في حالة إختيار بديل عنه في الجلسة القادمة لمجلس النواب كما ينص النظام الداخلي للمجلس المذكور فان جانبا لابأس به من هذه الخطة سيتصدع .... وغدا لناظره قريب .

الكاتب إبن بغداد

ليست هناك تعليقات: