إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأحد، ديسمبر 21، 2008

حثالات حاكمة في العراق... جميعهم دون إستثناء مثالا


دخل شيروان الوائلي وبيده ورقة لم يعرف كنهها في حينها وبصحبته شخص مجهول الى مكتب نوري المالكي ليقول له : حزب البعث يتآمر عليك أبو إسراء ... إنقلاب عسكري مولانا ....عدّل المالكي من جلسته مادا رقبته الى أمام هازا رأسه بسرعة حتى كادت نظارتيه ان تقع أرضا مستفسرا عن الموضوع ... ليقول له شيروان الوائلي : مولانا إسأل أبو غايب ( مشيرا للشخص الذي كان بصحبته ) فهو يمتلك كل المعلومات ! ومن غير ان يسأل المالكي عن طبيعة أبي غايب ومن يكون أدار رأسه نحوه ولما يزل ممدودا قائلا : إحجي أبو غايب شعندك ؟ فبدأ أبو غايب الحديث مسترسلا دون إنقطاع ( بالجلفي أخذها فلاحة ملاجة ) وهو يسرد تاريخ العراق بادئا بالعام 1963 من القرن الماضي لغاية انتخابات مجالس المحافظات المؤمل إجراءها بعد شهرونيف من الآن في القرن الحالي مرورا بتأميم النفط عام 1972الذي قال انه كان بإيعاز من الشيطان الاكبر ! والحرب المفروضة على الجارة المسلمة إيران ! مارا على الانفال والمقابر الجماعية وسجن نقرة السلمان وتضحيات حزب الدعوة العمي ... أستدرك قائلا العفو الوطني التحرري الديمقراطي الماكو مثله ... ليصرخ بوجهه أبو إسراء قائلا : فضها عاد مو الميت ميتنا كلب ابن كلب ودافنيه سوا ... إحجي عن التآمر الذي يزمع البعث القيام به ! عندها أشار أبو غايب للورقة التي يحملها شيروان الوائلي بيده قائلا : عصارة الموضوع بهذه الورقة ...

أستل أبو إسراء الورقة من يد الوائلي برفق شديد خوفا على العُصارة أن تقع ليقرأها وهو يدمدم بصوت مسموع : عجيب ! شلون بشر ! مو لميتكم من المزابل وتتآمرون عليّ ! مو واحدكم صار مليونير بعد شتردون ؟

الورقة التي سحرت المالكي كانت تحوي أسماءا لضباط في وزارتي الدفاع والداخلية بينهم من الضباط برتب عالية أدعى الوائلي إنتمائهم لحزب العودة وهو كما يقولون الاسم الجديد لحزب البعث ... أصدر المالكي ومن دون ان يستوثق ويستفسر أمرا الى الفرقة الخاصة كما يسميها ( والقذرة كما يطلق عليها الصدريون ) بإلقاء القبض فورا على كل من جاء إسمه في ورقة شيروان وتابعه أبي غايب وهو ما أنجز خلال ساعات ليبدأ التحقبق معهم وفق قواعد حقوق الانسان المتبعة في العراق ... مرت أيام ثلاثة ليظهر ان المشمولين بإلقاء القبض لا علاقة لهم بحزب العودة لا من قريب ولا من بعيد وكل الذي تم التوصل اليه بضعة ممارسات لا يعاقب عليها القانون العراقي في زمن الاحتلال مثل تزوير وثائق وإصدار جوازات سفر نوع جي لغير العراقيين مقابل مبالغ بسيطة تقدر ب 5000 الى 10000 دولار للجواز الواحد ( خردة مصروف جيب ) إضافة لادخال سيارات منيفست خارج ضوابط الموديل ليتم إطلاق سراحهم بعد ان أطمأن أبو إسراء من عدم إرتباطهم بحزب العودة ولا بتيار الرجعة ....

يقول عبد الكريم خلف الناطق بإسم وزارة الداخلية : ( إن جهة أمنية زودت المراجع بمعلومات حول تورط ضباطها في نشاطات غير قانونية، مؤكدا انه "سيتم ملاحقة هذه الجهة قضائيا لكون هذه المعلومات غير حقيقية بشأن الضباط الذين تم اعتقالهم على خلفية اتهامهم بالتخطيط لانقلاب عسكري ... ) خلف كعادته ضبابي في تصريحاته إلا ان مصدرا امنيا مسؤول في العاصمة العراقية بغداد كشف السبت أن الجهة المسؤولة عن تقديم المعلومات بشان تورط ضباط وزارة الداخلية العراقية في الإعداد للانقلاب عسكري هي وزارة الأمن الوطني العراقية. ... يعني شيروان الوائلي وأبو غايب والاخير بقي مجهولا للكثيرين خارج المنطقة الغبراء إلا ان مصدرا مهما في الداخلية قال عنه انه كان بدرجة عضو فرقة بحزب البعث ( نفس درجة شيروان الوائلي الحزبية ) وكان معروفا بين رفاقه بالحزب إنه يحفظ التقرير السياسي للمؤتمر القطري العاشر عن ظهر قلب وهذا ما يبرر إعتياده على الاسترسال بالحديث دون إنقطاع ( بالع مسجل ) وهو ما وصفناه آنفا ياخذ الحجي فلاحة ملاجة ....

في اليوم الذي قام به شيروان الوائلي وأخو خيته أبو غايب بزيارة المالكي وقيام الاخير بإصدار أوامره بإلقاء القبض على المشمولين بقائمة الوائلي بقي المالكي جالسا بمكتبه والقلق باد عليه ليدخل مستشاره الاعلامي ياسين مجيد وبيده قدح شاي سنكين ( أبو عادة ما يجوز من عادته فالسيد المستشار قبل ان يهرول خلف الدبابات الاميركية عام 2003 لم يكن سوى جايجي بمكتب قناة ال أم بي سي في طهران ولله في خلقه شؤون) فقدم قدح الشاي للمالكي قائلا له : مولانا كعّد راسك والشباب ما تقصر راحوا يجيبوهم من ذيولهم إشرب مولانا كبل ما يبرد ... بعد ان شرب المالكي الشاي وكسكن راسه قال له ياسين مجيد : مولانا أكو خبر لح يغثك شوية ... فرد عليه المالكي : خير بوجهمن مصبح اليوم آني ... هسة تذكرت بوجه موفق الربيعي .. كول شعندك ؟ قال له مستشاره الاعلامي : أبو أحمد ( يقصد إبراهيم الاشيقر) مدا يكعد راحة يجيب ويلزك بالاعلانات الانتخابية عبالك الكتل الكونكريتية العازلة سويناها للاشيقر... فرد عليه المالكي طالبا إلقاء القبض على كل هؤلاء الذين يتولون لصق منشوراته الدعائية أينما وجدوا في بغداد والمحافظات ... فأجابه السيد المستشار بأنه بالفعل أقدم على هذه الخطوة وخصوصا في كربلاء ... فرد المالكي عليه بالموافقة إلا ان المستشار قال له ان الاشيقر يسبب لنا بعض الاشكالات بحديثه للصحافة عن هذه الخروقات وقيام بعض المواقع الالكترونية التي تتصيد في الماء العكر بترديد تصريحاته لا حبا فيه ولكن كرهاً لنا ... تصور مولانا انه يتهمنا بإضاعة أصوات المواطنين ... عندها أمسك المالكي بهاتفه النقال على الشبكة الاميركية ليطلب من موفق الربيعي ألاتصال بأبي أحمد الاشيقر وثنيه عن الحديث مع الصحافة بخصوص التزوير في الانتخابات وانتهاكاتها وإلا فإن الحجي أبو إسراء سيضطر آسفا لفضح كل ما أقدم عليه من تزوير وإنتهاك في الانتخابات الماضية ... وقل له عن لساني انه سيفضح كل أصوات المواطنين التي ضاعت على يديه ....

أهو قدر ساخر أم منتقم هذا الذي أصاب العراق وشعبه ؟ بوصول ( لملوم ) من الحثالات الى سدة حكمه ؟ فإن كان ساخرا نتساءل ألم يشبع من الضحك علينا وإن كان منتقما فالله اكبر وأشد إنتقاما من المنتقمين من خلقه فالانتقام الرباني لا انتقام بعده .. أليس رمي رئيس دولة عظمى هتك ستر العراق بحذاء بمثابة إنتقام رباني .. تأملوا يا أولي الالباب ... وأنتظروا حذاءا آخر أراه قد أتخذ مساره نحوعملاء صهيون وفارس ... لا ... لا يمكن ان يكون حذاءا واحدا فإني أرى الشمس قد حجبت ... إنها ملايين الاحذية بطريقها لكسر الرؤوس العفنة وغدا لناظره قريب.

الكاتب إبن بغداد

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بالمناسبة لقد أعلن حزب البعث جماعة عزت الدوري انه لا علاقة لهم بحزب العودة وهو لا يمثلهم وليس واجهة لهم ولن يتخذوا أي واجهة أخرى ... مع التقدير