إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأحد، أكتوبر 04، 2009

عبوة ناسفة واحدة فقط ؟ تلك إذاً قسمة ضيزى ... مصطفى العراقي


وأخيرا تقرر حضور وحيد كريم وزير الكهرباء اللاوطنية الى مجلس النواب لتصفية حسابات معه وهذه الحسابات لا تعدو كونها إمتعاض البعض بإستثنائهم من عملية اللغف الجارية على قدم وساق في عراق ما بعد (التحرير!) الاميركي أو شعورهم بأن حصصهم جاءت نتيجة قسمة ضيزى أي جائرة وغير مستوية وناقصة غير تامة وكما تقول العرب ضيزته وضزته بمعنى أنقصته نصيبه والاخفش في بيت شعر يقول فيه:
فإنْ تنْأَ عَنّا نَنْتَقِصْكَ وَإنْ تَغِبْ ... فَسَهْمُكَ مَضْئُوزٌ وأنْفُكَ رَاغِمُ
بالجلفي أراد الاخفش ان يقول ( مقفصين عليك شلون ما جان وين ما تكون .. بعيد عنا أم غائب ! سبحان الله وكأنه يعلم بأن ثلاثة أرباع النواب أما غائبون تماما أو بعيدون في دول الاستجمام المجاورة أو القصية !)
وحتى لا يأخذنا الاخفش بعيدا عن الموضوع نستدرك فنقول ان عملية اللغف الخاصة بوزارة الكهرباء ليست عملية عادية بل ان أضوزتها فاقت الحدود وتعدت المألوف فالمبلغ الجاري أضوزته زاد عن 18 مليار دولار ...
( يا جماعة الخير هذا مبلغ يشكل موازنة سنوية لبلدين من كثير من البلدان المحيطة بالعراق !) فلا جرم انه مبلغ يستحق الاضوزة ....

برلمانيون ممن شعروا بالغبن في تقسيم الحصص (اللغفية) البرلمانية ذكروا ان مبلغ 18 مليار دولار قد خصصت لوزارة الكهرباء وتم صرفها بالفعل وفق أبوابها في ميزانيات السنوات السابقة من دون نتائج ملموسة على أرض الواقع ومن غير ان نرى مشاريع حقيقية في الميدان .. فأين ذهبت هذه المليارات ؟ خوش سؤال ! بينما أنبرى نواب آخرون للمطالبة بسحب جواز الوزير ( خطية على اساس عنده جواز واحد بس ... خطخاطة ! ) وايقاف كل السفرات للوزير حتى تنقضي الاجراءات الخاصة باستجوابه كي لاتتكرر قضية وزير التجارة فيهرب كما هرب وزراء الكهرباء السابقون ... ( ونحن في دولة الفافون المالكية نطالب القوى السياسية التي تدافع عن وزير الكهرباء بالكف عن الدفاع عنه لانها تدافع عن الفاسدين وتدافع عن سرقة 18مليار دولار وان اية جهة سياسية او حكومة تدافع عن وزير الكهرباء انما هي شريكة مع الوزير في الفساد ! ) على حد قول أحدهم ويبدو انه تضيز أكثر من الاخرين فبدت عليه ملامح الغضب وهو يتحدث ...

تبادل الاحاديث هذه جرت بين النواب في كافتيريا البرلمان القريبة من قاعة القبة البرلمانية وهم على أحر من الجمر بإنتظار وصول وزير الكهرباء ليضيزوه بأيديهم وأسنانهم فكم من مشاريع كانوا على وشك تنفيذها خارج العراق أجهضها هذا الوزير بقسمته الضيزى وكم من عقارات في وسط لندن فاتت عليهم في خضم تدني اسعار العقارات بسبب الازمة المالية العالمية ! ألا يستحق فعلا تضييزه بالايدي والاسنان ؟ لا بل حتى بالارجل والاقدام ...

فيما كان البرلمانيون في رد وبدل في كافتيريا المجلس والمصممة وفق طراز بار أميركي أعتدنا رؤيته في أفلام رعاة البقر وإذا بصوت جهوري قادم من داخل البرلمان يصيح بأعلى صوته : عبوة ناسفة ... عبوة ناسفة ! إتركوا بناية البرلمان الى خارج ! وعينك ما تشوف غير النور ... بدأ المطارد ... ناس تكربست على ناس ... ناس داست ناس ... والعمايم صارت كل درزن بفلس طشارها ماله والي ! وكلها بجفة وجلال الصغير بجفة هذا عنده عقدة نفسية من ذاك الانفجار وإنبطاحه المفاجيء أرضا فأوقع معه المايكروفون والكاميرا التي كانت تصوره وهو يدلي بحديث صحفي تحت القبة والذي تم حينها تصوير إنبطاحه وتوزيعه على الانترنيت !

فإذا حدث هذا الذي حدث بمجرد إخبار عن عبوة ناسفة قد تكون موضوعة في الخارج أو قد يكون الامر كله لا يتعدى عن إخبار كاذب فما بالهم (( يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)) ... وهم أشد المطلوبين يومها للديان الواحد الاحد وقد حملوا كتبهم بشمالهم تقطر دما وفسادا ...

وما ان أنجلى الموقف وظهر ان خبرالعبوة الناسفة كان كاذبا لا صحة له حتى عاد الجميع للكافتيريا ولكن ليس لانتظار وصول وزير الكهرباء الذي لن يصل حتما بعد ان اعلنت رئاسة البرلمان تأجيل جلسة إستجوابه لاشعار آخر ... وإنما لالتقاط الانفاس والبحث عن العمائم المفقودة بين الارجل والكراسي رغم ان جلال الصغير عاد مرتديا عمامة أخرى يحتفظ بها في سيارته من باب الاحوط شرعا مستفيدا من الدروس المستنبطة من واقعة انبطاحه السابقة حيث غادر البرلمان حينها حاسرا ... وإذا بأحدهم يتسلق منضدة وسط الكافتيريا ليعلنها صريحة مدوية بأن الابلاغ عن العبوة الناسفة كان محض مؤامرة رتبها وزير الكهرباء ومن يقف وراءه من المستفيدين من بركات وزارته ! لتاجيل الجلسة صارخا باعلى صوته ( فلت هلمرة بس وين يروح الميعرف أوادمه ويداري خبزته! ) ...

مصطفى العراقي
http://mustafaaliraqi.blogspot.com/




هناك تعليقان (2):

البرجوازي العراقي يقول...

قبل حوالي شهرين اتذكر قريتها على الياهو انهو شركة جنرال اليكترك الاميركية تبيع مئة مولدة كهرباء كافية لان تولد كهرباء من الشمال للجنوب بسعر ثلاثة مليارات ونصف دولار والمولدات جاهزة للشحن على شرط وصول المبلغ وبعكسه لا تشحن والجواب هو في اللغف الذي اشرت اليه وفي وقتها اشار الخبر ان الحكومة العراقية اشارت الى ان الميزانية المالية لاتتحمل هذا المبلغ الان.

هي قضية وعي يعني اذا حكومة متنطي كهرباء وماء صالح للشرب وصحة وطبعا قضية الامان هاي منتهين من عدها واما قضية العمالة المباشرة لدول قريبة وبعيدة هاي من الثوابت وقضية القطط السائبة من مخابرات الدول الخبيثة والحميدة واللي من جماعة ربعنا واللي نص ردن ويانة هاي هم منتهين من عدنا.

صدك لو جهال براس فرعنا اوزع عليهم الادوار انت وزير مال كذا يمكن جان حكموا البلد بشكل اكثر اخلاص من الطغمة الموجودة او الجوقة الموسيقية المتوفرة حالياً.

يمكن جوقة موسيقية هم ميفيدون مادري

البغدادي يقول...

شغلة وزير الكهرباء في حكومات الاحتلال في العراق معروفة ترشيح الوزير من المجلس الاعلى لضمان تنفيذ سياسة ايران بتدمير الكهرباء عصب الحياة في العراق أما العوائد فالى حزب الدعوة ... إسألوا ابراهيم الاشيقر شكثر قابض من وزير الكهرباء السابق محسن شلاش ؟