إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الأحد، يناير 25، 2009

المتقاعدون في العراق يطالبون بزيادة رواتبهم إسوة بمحمود المشهداني

وأخيرا أضيف متقاعد جديد لكم أيهاالمتقاعدين في العراق وأي متقاعد هذا الذي أضافوه ؟ فأنا متقاعد وجاري كذلك ومعظم أصدقائي ومعارفي سبق وأن أحيلوا على التقاعد منهم برضاه ومنهم قسرا كما حدث للكثير من منتسبي الجيش العراقي السابق ألذين أحيلوا على التقاعد بجرة قلم في عز عنفوان عطاءهم وقمة خبرتهم التي تراها دول كثيرة في المنطقة وخارجها كنزا لا يستهان به ! لا لشيء إلا لانهم دافعوا عن الوطن بعز وكبرياء ... هذا العز والكبرياء غير مرغوبين بهما تحت حكم العملاء الذين لم يذقوا طيلة حياتهم معنى للعز ولا شعورا بكبرياء ... وهل يذوق العبيد عزا أو كبرياءا وهم المنبطحون تحت أقدام أسيادهم يلعقون بها صباح مساء ... هل يحس العبد كبرياءا وكلاب الحراسة تفتشه داخلا وخارجا وأجهزة الكشف التصويري تصوره كما خلقه ربي وقهقهات الجنود الاميركيين تتعالى وربما منهم من صوّر بعضها ليضيف اليها بالفوتوشوب ما يحلوا لهم ليحمّلوها على اليوتيوب لاحقا فتنتشر صور العراق من المسؤولين العراقيين على الانترنيت !! أقول أي متقاعد هذا ألذي أضافوه وقد بلغ راتبه التقاعدي حدا أضمحلت أمامه رواتب باقي المتقاعدين من أمثالي وغيري حتى باتت خردة بقدر فلسان !! واليوم يعقد المتقاعدون مقارنة بينهم ومحمود المشهداني الذي قيل ان راتبه التقاعدي بلغ 40000 دولار بالتمام والكمال ... حتى ان نائبا من الاتلاف الموحد وليس الائتلاف يقول ان هذا الراتب يعادل الراتب التقاعدي لرئيس الوزراء ! هذا يعني ان كلا من ابراهيم الجعفري وأياد علاوي يتقاضيان الراتب نفسه وإن حاجم الحسني هو الاخر بالتأكيد يتقاضى الراتب نفسه ! وبالتأكيد فإن آخرين وهم كثر ممن عمل بمجلس النواب والحكومة يتقاضون هذا الراتب أو ربما أقل منه بقليل ... إذا عرف السبب بطل العجب ! عندما نتساءل عن سبب الرضوخ لاهانة جندي أميركي وشمشمات كلب إسرائيلي ... فالمسؤولون الجدد في العراق يريدونه خروجا بوجه أبيض أميركي ناصع ليشملوا بالتقاعد وإلا فإن غضب العم سام ومن وراءه يهود يحرمهم بالتأكيد من راتب تقاعد فخم يعتقدون انه دائم وإن بئر الذهب الاسود العراقي سيواصل منحه من دون إنتفاضة قادمة لا محالة تغلقه وتختم تاريخهم الاسود بختم أشد إسودادا ....

يقول المتقاعدون العراقيون في مقارنتهم مع محمود المشهداني إنه لم يخدم بقدر خدمتهم إذا ما أعتبرنا عمله خدمة لصالح العراق (!) وان شهادته تتهالك أمام شهادات الكثيرين من المتقاعدين من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات وضباط جيش كبار نذروا دمائهم لعقود حتى لا يطأ بسطال أجنبي أميركي كان أو غيره أرض الانبياء والاولياء ولا تشمشم كلاب مستوردة من الكيان الاسرائيلي بفعل فاضح ومقصود في أروقة بنايات سيادية ... فما الذي جعله وغيره من شذاذ آفاق قضوا معظم حياتهم في دروب مدن أوروبية يمارسون التهريب والتعامل بالقجغ أو في حارات كوجة مروي وأزقتها الضيقة في طهران حيث روائح المخدرات والبغاء تزكم الانوف ! مفضلين على العراقيين الذين قضوا أعمارهم في خدمة بلدهم يقيمون البناء ويربون الاجيال ...

يقول جاري وهو متقاعد أيضا كما أسلفت وله خلفية معلومات جيدة عن أميركا ومواظب على تحديثها كونه تخرج من أحدى جامعاتها ان راتب الرئيس الاميركي باراك أوباما وهو يقود السلطة في اكبر دولة في العالم وامامه من المشاكل التي ورثها عن سلفه المجنون الحاقد جورج بوش والتي ينبغي له حلها يبلغ سنويا 400 ألف دولار بينما يبلغ راتب المشهداني السنوي 480 ألف دولار وهذا الراتب تقاضاه كل من سبقوه وكل من يلحقوا به وخصوصا ان نهاية العام الحالي سيشهد إحالة غالبية نواب البرلمان على التقاعد في دورة انتخابية جديدة ! علما ان راتب الرئيس الاميركي يخضع لاستقطاع ضريبي والضريبة في أميركا كما تعلمون وزرها كبير !

يقول صديق من معارفي وهو قانوني متقاعد يتكلم عادة بلغة القانون مستغربا ومتساءلا عن النص القانوني الذي بموجبه تم منح هذا الراتب التقاعدي للمشهداني وسيمنح بالتأكيد لمن سيتبعه كما منح لمن سبقه ؟ وصديقي هذا يبدأ حديثة بأسئلة متراكمة الواحد عقب الاخر حتى يظن مستمعه إنه قد غرق في بحر من الاسئلة المتلاطمة ! إلا انه – وهذا أمر لطيف عند صاحبي - يعود لينتشل الغارق في بحر أسئلته بأطواق نجاة من الاجوبة المتتالية ! مازال صاحبي يسأل ... من هو المخول وفق القانون العراقي على مصادقة أمر راتبه التقاعدي ؟ وكيف أحيل على التقاعد لخدمته أم لعجزه ولا ثالث لهما في القوانين التي تحكم التقاعد في العراق ! ما هي درجات الخدمة التي وظفت لاحالته على التقاعد ؟ ومن هي الجهة التي ستدفع له هذا الراتب التقاعدي وعلى أي باب صرف ؟ وما رأي صولاغ وزير المالية (!) بشأن موجبات صرفها ؟ وووو أسئلة لا تعد ولا تحصى حتى قاربت حد الاغماء غرقا وانا بانتظار إجابته علها تمثل أطواق نجاة تنتشلني مما أنا فيه ... إلا أني شعرت بالضياع وهو يقول لي : هذه أول مرة طيلة خدمتى القانونية في دوائر ومحاكم الدولة أجد نفسي عاجزا عن الاجابة !! ليتركني غارقا من غير أطواق نجاة ....

الكاتب مصطفى العراقي

ليست هناك تعليقات: