إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الثلاثاء، يناير 27، 2009

شباب البطحاء يموتون بالجلطة والحكومة غارقة بدجليات الانتخابات المزعومة


بينما تنغمس أحزاب السلطة في استنباط كل ما يمكن استنباطه من خزعبلات ودجليات لضمان اصوات اكثر في الانتخابات القادمة .. فإن أهالي البطحاء يموتون بالجلطة وصغارها مصابون بالحصبة والمركز الصحي الوحيد عبارة عن بناية تهالكت بسبب الاهمال وإن نقل المريض الى مركز المحافظة قد يفضي الى موته في الطريق كما حدث لكل الذين أصيبوا بالجلطة ... وإذا كانت البطحاء التي تبعد عن مركز محافظة ذي قار مسافة 50 كيلومترا فقط ... فكم من مدن عراقية أخرى مصابة بمثل أو شبيه ما أصيبت به البطحاء ؟ وكم هو عدد المدن والقصبات العراقية التي تبعد مسافة أكبر من تلك التي تبعدها البطحاء عن مركز المحافظة ... فالمصابون بالجلطة في البطحاء جلهم من الشباب حيث مات منهم في الاشهر القليلة الماضية خمسون مواطنا وهذا العدد بالتأكيد يشكل ظاهرة في بلدة صغيرة مثل البطحاء وفي حالة مرضية هي ليست زكاما بسيطا أو مرضا من الامراض المعدية !! ... وكان على محافظ ذي قار المنهمك في استنباط كل عجيب وغريب لاستقطاب الاصوات لصالحه وصالح حزبه ظنا منه ان العراقيين يمكن الضحك عليهم ببساطة .. أقول كان على هذا المحافظ ببساطة ان يرسل لجنة طبية مجهزة بكامل العدة اللازمة لاستبيان ما يجري في الكحلاء والتعرف على السبب وراء مرض صار بمثابة وباء !! فهو ان فعل ذلك سيضمن من خلال عمله الصحيح أصوات أهالي البطحاء بكاملهم ... إلا انه بالمقابل لجأ للضحك على الذقون ليجعل من الشارع المعوج الذي أسماه بابراهيم الخليل (!) وجسره الكونكريتي المائل بسبب أخطاء هندسية فاضحة ثبتتها جهات هندسية استشارية داخل وخارج العراق أعجوبة هندسية ومشروع عملاق !! وهو ليس أكثر من شارع بطريقين رصدت له اكثر من 30 مليار دينار ! فالمشروع الملاق ايها السادة يكون في محطة توليد كهربائي بمصاف المحطة الحرارية في ذي قار أو يكون مصفا نفطيا بموازاة مصفى بيجي ! أما ان يدرج شارع بطريقين مع جسر مائل يخشى أهالي الناصرية العبور عليه فهذا سياق لا يمكن القول عنه الا انه دجل وتدليس ... كل هذا من أجل ان يطلب من عادل عبد مهدي ان يفتتحه !! وحتى لا يغضب نوري المالكي فإن المحافظ قرر ان تتخذ وفود عشائر الاسناد المالكية الشارع مقرا لها وهي تستقبله عند زيارته للناصرية قبل ايام ....

هذه الزيارة التي لم يقم خلالها المالكي بافتتاح مشروع من شأنه ان يرتفع بامكانات ذي قار وأهلها ويوظف بطالتها التي فاقت نسبها ما موجود بباقي المحافظات رغم ارتفاعها ... ولم يقم المالكي بوضع حجر أساس لمشروع قادم !! كل الذي قام به هو بيع الكلام الذي ضجر وملّ منه العراقيون ... هو ذات الكلام قبل سنوات ثلاث والذي لم يجني منه العراقيون الا الخراب والدم المسفوك ... هي حمى فراغية دجلية هذه التي يسمونها حمى الانتخابات في العراق ... تصوروا ان محافظ ذي قار ومن أجل إستغلال الحدث انتخابيا فإنه يطلب من الجهة القائمة باعمار بهو الادارة المحلية في الناصرية ان ينجز لافتتاحه قبل موعد الانتخابات !! ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني يا عراقيين مسحوا بوزكم ! لا شيء سيحدث بعد الانتخابات وستعود حليمة لعادتها القديمة تلغف أموال العراق والعراقيين تحت طائلة مشاريع وهمية ... ولما أبدت الشركة القائمة بالاعمار عدم امكان انجاز اعماره قبل الانتخابات لان الارضية بحاجة لتدريج حتى يتم وضع كراسي المتفرجين بارتفاعات تدريجيه كما كان تصميمه السابق ... طلب منهم المحافظ ان يضعوا الكراسي بدون تدريج ! فما الذي حدث ؟ ان رأس المشاهد الذي أمامك سيحجب عنك الرؤية !! كما ان مستوى المسرح أصبح عاليا جدا بالنسبة للمتفرجين الذين سيخرجون بعد نهاية العرض ورقابهم تؤلمهم لايام بعد المشاهدة !! كل هذا من أجل الضحك على العراقيين وبيان انجازات وهمية قبل الانتخابات ...

خطط صادق الركابي الذي زار الناصرية قبل ان يزورها المالكي لاستقباله عند شارع ابراهيم الخليل كما أسلفنا بعد أن ضبط ( فزعة ) عشاير الاسناد التي جاءت تهزج وتهز الارداف وما أشبه اليوم بالبارحة ( أنظر الصور ) ورغم ان المالكي يشعر تجاه الشارع المذكور بنوع من الحساسية كونه افتتح من قبل عراب القائمة المنافسة عادل عبد مهدي وحتى ان قناة العراقية حينها منعت من تغطية الافتتاح بأمر من المالكي ... ( هؤلاء من يطالبونك بانتخابهم !!) حتى ان محافظ ذي قار نفسه صرح لوسائل الاعلام مبديا استغرابه من عدم حضور قناة العراقية لتغطية الافتتاح رغم دعوتها !! ... إلا ان المالكي أضطر ان يحضر بعد ان كانت فزعة عشائره الاسنادية وتجمعها في هذا الموقع من خلال مستشاره السياسي (!!) صادق الركابي ...

والركابي أيها السادة كان سكرتير إبراهيم الاشيقر في لندن باعتباره عضوا في حزب الدعوة وأصول الركابي إيرانية وقد عيّن بعد الاحتلال من قبل بريمر سفيرا في قطر ويتذكر العراقيون كيف انه جلب معه طاقم كامل من الايرانيين إبتداءا بالسائق وإنتهاءا بالسكرتير مرورا بموظفي الاستعلامات !! ... كما يعرف العراقيون في قطر كيف ان صادق الركابي حاول تأليب بعض العراقيين من المذهب الجعفري ضد أخوانهم الاخرين فلم يتلق منهم سوى المزيد من الاحتقار ... وكما يعرف العراقيون في قطر أيضا كيف ان صادق الركابي حاول جمع المعلومات عن الاطباء العراقيين العاملين في المستشفيات القطرية ومحاولته إخراجهم من قطر ليستبدلهم بأطباء إيرانيين إلا ان محاولته باءت بالفشل ليقظة العراقيين هناك من جهة وتحسس الحكومة القطرية المفرط بشأن مثل هذه الامور التي تراكمت على الركابي مما اضطر المالكي لاعادته من حيث أتى سفيرا للعراق في لندن !! حيث استعان بمترجم ايراني يتقن الانكليزية رغم ان الركابي سبق كما أسلفنا وأمضى 12 سنة في بريطانيا ولكنها كانت صحبة ابراهيم الاشيقر التي أنقضت مقاتل وسبايات ولطم على الصدور ... أعاده المالكي بعدها مستشارا للحكومة العراقية (!!) .

ولما كان الركابي سبورت جدا فقد عيّن ابنته سكرتيرة لرئيس الوزراء في وقت تتمتع زوجته بمنصب مدير عام في مجلس الوزراء ... هذه هي نماذج من يحكمون بلدك اليوم ايها العراقي الاصيل ويطالبونك بانتخابهم فهل انت لهم بمستجيب ام ستنتفض لبلدك الذي أدماه اللصوص ... إن غدا لناظره قريب .

الكاتب مصطفى العراقي

ليست هناك تعليقات: