إنه نبض يمتد لألاف السنين تراثا وتاريخا وحضارة . لنتكاتف جميعا من أجل أن نعيد الحيوية لنبض عراقنا بعد ان جثم المحتل وعملاءه على الصدور ...

الخميس، يناير 01، 2009

مقارنة بين جحا العربي وجحا الاميركي ... مصطفى العراقي

نشر في بدايات 2007 على موقع نوافذ عربية

جحا العربي هو أبو الغصن الفزاري عاش معظم حياته في الكوفه وبلغ من العمر اكثر من تسعين عاما عاشه بالتناصف بين القرنين الاول والثاني الهجريين ...بلغت سيرته الافاق وأتهمه البعض بالجنون وقال عنه البعض الاخر انه رجل بكامل قواه العقليه تظاهر بالغباء لينجو من الحكام الظلمة في زمانه ...

جحا الامريكي مجنون رسميا لم نسمع عنه الا مع بداية الالفيه الثالثه للميلاد رغم ان أباه سبقه بأفعال الجنون الا انه لم يصل لما وصل اليه ابنه جحا الامريكي الذي لا يخشى أحدا والبلادة فيه طبع على عكس جحا العربي الذي تظاهر بها درءا لقسوة الحكام .

جحا العربي خطف اعجاب الامم في زمانه فقلدوه بنفس الحكايات وذات المقالب والاختلاف الوحيد ظهر بالاسماء والمواقع فالاتراك أسموه ( نصر الدين خوجه ) وهو شخص خيالي ركبوه على شخصية جحا العربي في اّدابهم ... وهكذا فعل الفرس فجعلوا اسمه ( مله نصر الدين ) ...وأمتد الاعجاب بجحا العربي حتى اوروبا فالبلغار أسموه ( غابروفو ) والارمن ( اّرتين ) واليوغسلاف ( اّرو ) أما جحا الامريكي فباء بغضب عباد الله في المشارق والمغارب يلعنوه يوميا ويلعنوا بلادة تصرفاته وغباء افعاله في العراق وغيره من البلدان فما ان يظهر ببلد ما من ارجاء المعموره حتى يتظاهر أهلها أستنكارا له ولزيارته وكان اّخرها في استراليا حيث خلع الرجال سراويلهم ليظهروا مؤخراتهم على الطبيعه بوجه الزائر غير المرغوب فيه !

جحا العربي كان ذكيا على خلاف ما يصوره البعض ويعرف جيدا كيف يتملص من المواقف الحرجه حتى انه عندما فقد حماره المشاكس على الدوام والذي ينسى نفسه باعتباره حمارا مملوكا لسيده فتراه يجول في الاسواق من غير اذن صاحبه حتى قرر جحا العربي ان عثر عليه مجددا ليبيعنه بدرهم واحد فقط أمام الملاْ في سوق الكوفه وتشاء الصدف ان يعثر عليه فكان مضطرا لتنفيذ وعده والناس تنتظر قدومه للظفر بالحمار رخيص الثمن ..الا ان جحا ربط مع الحمار بحبل مشترك قطا وتوجه للسوق وهوينادي ..للبيع للبيع .. معا في صفقة واحده ..الحمار بدرهم .. والقط بمئة درهم ! فتخلص من وعده .. أليس هذا برهانا على ذكاء جحا العربي ؟

أما جحا الامريكي فقد باع حماره بدرهم لاكثر من مره وأحيانا بالمجان دون مقابل ففقد الكثير من حميره وما عاد قادرا على ترتيب وضعه وحمل أثقاله فعاد ليشتري حميرا مرة أخرى ليعاونوه بحمل اثقاله فقد غاصت قدماه بوحل العراق وأنتخب أحدهم لسوق الحمير الذي سارع لامتطاء حماربدوره وكان عليه ابلاغ سيده جحا الامريكي عن عدد الحمير بين فترة وأخرى فيعدهم وينسى نفسه والحمار الذي يمتطيه ليكون العدد ناقصا اثنين من الحمير مما جعل خطط جحا الامريكي ناقصة هي الاخرى وغير مجديه ليزداد تخبطه مع الوقت ...

أما جحا العربي أبو الغصن الفزاري فقد تنبه لهذه الحاله فعندما أشترى حميره من السوق جعلهم يسيرون أمامه وهو يمشي راجلا كيلا يخطأ في العد !.

وجحا العربي عندما يطلب من خادمه أخذ جرة للسوق ليبيعها وهو بالمناسبة فنان في صناعة الجرار فانه يضرب خادمه ضربا مبرحا قبل ان يناوله الجره ويقول له هذا ما ستناله من عقاب لو( أهملت ) وكسرت الجرة

أو حدثتك نفسك الامارة بالسوء ( بسرقتها ) أو نسيت نفسك وأعتقدت انك صاحبها (فتهديها) لمن هب ودب من الرعاع .

أما جحا الامريكي فانه يكافأ خادمه في كل مرة يكسر فيها جرة حتى أعتاد الخادم كسر الجرار فأنتشر الحطام في كل مكان ...

جحا العربي وقف عند شاطيء الفرات وسنارته بيده يصطاد سمكا ففشل بعد قضاء النهار بطوله من دون ان تعلق سنارته بصيد ..فسلّم أمره لله وأخرج من كيس يحمله خبزا يابسا وبدأ يغمسه بماء الفرات ويأكل والناس تسأله عما يفعل فيجيبهم ان لم تحظى بسمك فعليك بمرقه !!

أما جحا الامريكي فيأمر حميره بالهجوم على الفرات انتقاما منه ومن أهله ومن سمكه الارهابي الذي لا يذعن لسنارة جحا الامريكي وحميره ...

أوصى جحا العربي أهله ان مات أن يدفن بقبر قديم فسألوه عن المغزى من ذلك فأجاب انه سيكون في مأمن من الملكين ان سألوه سيقول لهم انه مات قبل أعوام مضت ويرون القبر قديما فيصدقوه ويتركوه لحاله ....أما جحا الامريكي وحميره فلا قبور لهم ...

نشر في بدايات 2007 على موقع نوافذ عربية

http://arabicwindows.ca/index.php?option=com_content&task=view&id=224&Itemid=42

ليست هناك تعليقات: